نصر المجالي: دعت بريطانيا، اليوم الخميس، إلى لعب دور أكثر إيجابية في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط، وقال دبلوماسي إيراني كبير إن طهران على اتصال وثيق مع دمشق من أجل فهم ما يمكن لإيران أن تفعله للمساعدة على تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية

وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر بيرت للصحفيين عقب محادثات أجراها في لندن مع وكيل وزاة الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، اليوم الخميس، حيث بحث معه سبل إبقاء الاتفاق النووي مع طهران ومسألة مواطنين بريطانيين معتقلين في إيران إن مواصلة حوار بناء مع إيران أمر حيوي. 

وأضاف إن "طهران تعتبر جهة فاعلة محورية في الشرق الأوسط. وخلال اللقاء دعوت الحكومة الإيرانية إلى لعب دور أكثر إيجابية في المنطقة، وخاصة في النزاعين اليمني والسوري".

وذكّر الوزير البريطاني بأن نتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى طهران، في ديسمبر 2017 هي التي وضعت الأساس لـ"المناقشة الإيجابية" التي جرت في لندن اليوم.

غوطة دمشق

وفي وقت سابق من الخميس، أكد عراقجي في مقابلة مع شبكة (بي بي سي) أن إيران تجري محادثات مع الحكومة السورية حول التهدئة في منطقة غوطة دمشق الشرقية وإيصال مساعدات إنسانية إلى هناك. وذكر المسؤول الإيراني أن طهران على اتصال وثيق مع دمشق من أجل فهم ما يمكن لإيران أن تفعله للمساعدة على تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية

وعلى صعيد متصل، أكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية، بان الاتفاق النووي منفصل عن سائر القضايا كالصواريخ، لافتا الى ان ايران لم تنتفع من هذا الاتفاق لغاية الان في ضوء اجراءات اميركا المنتهكة له.

وفي كلمته التي القاها في مؤسسة "تشتم هاوس" الملكية البريطانية، قال عراقجي، ان الاتفاق النووي غير مرتبط باي قضية اخرى، اذ اننا اي ايران ودول مجموعة "5+1" قررنا فصل الاتفاق النووي عن سائر القضايا وركزنا جهودنا على القضية النووية لايجاد حل لها.

واضاف مساعد الخارجية الايرانية، لقد فصلنا الاتفاق النووي (عن سائر القضايا) ولهذا السبب فقد حققنا النجاح. من الخطأ الكبير ربط الاتفاق النووي بسائر القضايا مثل سوريا واليمن والقضية الصاروخية الايرانية والقضايا الاخرى، وفيما لو تم الربط بينها لم يكن بالامكان حل القضية النووية فضلا عن انه كان سيزيد سائر القضايا تعقيدا.

الاتفاق وازمات المنطقة

واعتبر عراقجي، هذا الامر بانه مفيد للجميع لمتابعة هذا المسار وفصل القضية النووية عن سائر القضايا واضاف، من الواضح تماما ان ايران لا تصنع الاسلحة النووية وهي ملتزمة بهذا الامر.

واكد بان تعهدات ايران تجاه الاتفاق النووي محددة ولكن هنالك قيود زمنية واضاف، لقد قبلنا القيود في الاتفاق النووي من اجل بناء الثقة، وحينما تنتهي القيود ستصبح ايران عضوا عاديا في معاهدة "ان بي تي".

التزام ايراني 

واكد مساعد الخارجية الايرانية، ان ايران ملتزمة بتعهداتها في اطار معاهدة "ان بي تي" مردفا القول، كانت هنالك تساؤلات وشكوك حول القضية النووية الايرانية لذا دخلنا المفاوضات وعملنا على ازالتها الا ان قضية بناء الثقة لها قيود زمنية وبعد ذلك ستصبح ايران عضوا عاديا في معاهدة "ان بي تي" وستنتفع بحقوقها وفقا للمعاهدة.

واعتبر عراقجي الاتفاق النووي بانه اتفاق ناجح لمجموعة "5+1" لان ايران ملتزمة به تماما ولم تتجاوزه وان كل شيء لديها (في الشان النووي) هو تحت المراقبة والتفتيش الا ان الاتفاق لم يكن ناجحا لايران لانها لم تنتفع منه ولم يتم الغاء الحظر وتقوم اميركا كل يوم بانتهاك تعهداتها في اطار الاتفاق وحتى ان نص وكلمات الاتفاق قد جرى نقضها.

واكد عراقجي بان اميركا قد خلقت اجواء عدم الثقة في الاتفاق النووي وهي اجواء مسمومة لايران وليست بناءة في حين ان الاتفاق بحاجة الى اجواء بناءة ليحقق النجاح واضاف، ان تصريحات الرئيس الاميركي ناقضة للاتفاق النووي بوضوح وهي تصريحات تخلق اجواء هدامة بدل البناءة مما يجعل الشركات والمصارف تمتنع عن التعامل مع ايران.

واكد مساعد الخارجية الايرانية بانه لو استمرت هذه القضايا ولم تنتفع ايران من الاتفاق النووي فانها ستنسحب منه.

السلام فقط 

واكد عراقجي بان ايران تسعى من اجل السلام والاستقرار في المنطقة وقد قدمت الكثير من الدعم في هذا السياق، واضاف ان الجميع يعلم كيف حاربت ايران الارهاب في المنطقة بصلابة ويعود لها الفضل في القضاء على داعش.

وصرح مساعد وزير الخارجية الايراني بان ايران ترى بانه لا حلول عسكرية للازمات ليس فقط في المنطقة بل في اي مكان من العالم ايضا وحينما دخلت ايران المفاوضات (النووية) اثبتت بانها على استعداد للحل السياسي لاي مشكلة في المنطقة.

وفي الأخير، اكد بان ايران تسعى للحوار في منطقة الخليج، واضاف، انه ينبغي اتخاذ اجراءات لبناء الثقة في المنطقة ولابد من احترام وحدة اراضي الدول فيها.