لندن: بعد أوسع دراسة حتى الآن، توصل باحثون إلى أن العقاقير المضادة للكآبة تؤدي مفعولها، ويجب وصفها لمليون بريطاني آخرين على الأقل. فقد درس الباحثون بقيادة جامعة أكسفورد نتائج 522 اختبارًا أُجريت على 21 نوعًا من الأدوية المضادة للكآبة على امتداد أربعين سنة.

مفعول أقوى

وبحسب صحيفة "ديلي تلغراف"، وجد هؤلاء الباحثون أن العقاقير كلها فاعلة، لكنهم لفتوا إلى أن سُدس المرضى المصابين بالكآبة فقط يُعالجون بهذه العقاقير. ولاحظوا أن الكثير من الأطباء يتحفظون إزاء وصف دواء للكآبة، لكنهم لا يترددون في ضمان العلاج لمرضى السرطان أو القلب.

ما اكتشفه الباحثون أن بعض العقاقير الشائعة ضد الكآبة في بريطانيا مثل بروزاك وسيتالوبرام هي بين أقل العقاقير فاعلية، في حين أن عقاقير ليست شائعة الاستعمال بالقدر نفسه، مثل ميرتازابين، ذات مفعول أقوى في تخفيف أعراض الكآبة.

وحث العلماء أطباء العيادات العائلية على مراعاة الأدلة الجديدة والتوجه نحو وصف العقاقير التي أظهرت أنها الأشد فاعلية بعد اختبارات شمت نحو 120 ألف مريض أغلبيتهم مصابة بدرجة معتدلة إلى حادة من الكآبة.

تأتي بريطانيا في المركز الرابع في وصف العقاقير المضادة للكآبة بين دول العالم الغربي، وازداد وصف هذه العقاقير ثلاث مرات منذ بداية القرن الحادي والعشرين.

دور مهم

قال البروفيسور جون غيديس، رئيس قسم التحليل النفسي في جامعة أكسفورد، إن مستوى توافر العلاج سيء بحق، مشيرًا إلى أن واحدًا فقط من كل ستة أشخاص مصابين بالكآبة يتلقون علاجًا فاعلًا في البلدان الغنية. ودعا إلى شمول جميع المرضى بالعلاج بهذه العقاقير.

قال الدكتور جيمس وارنر، من قسم التحليل النفسي في كلية إمبريال في لندن: "إن هذه الدراسة المحكمة تؤكد أن العقاقير المضادة للكآبة تقوم بدور مهم في علاج الكآبة".

أوضح وارنر أن الكآبة سبب لتعاسة آلاف لا تُحصى من الأشخاص في كل عام، "وهذه الدراسة تسند الأدلة الموجودة على أن العلاجات الفاعلة متاحة".

أضاف: "كما أن هذه الدراسة تزيد الوضوح بشأن مدى فاعلية جميع العقاقير الشائعة ضد الكآبة وتحمل المرضى لها بصورة جيدة، وهي دراسة يجب أن تساعد الأطباء والمرضى في الخيارات العلاجية".

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط:

http://www.telegraph.co.uk/science/2018/02/21/drugs-do-work-anti-depressants-should-given-million-britons/