سلطت صحف عربية الضوء على مواقف أطراف النزاع في سوريا في أعقاب تأجيل مجلس الأمن التصويت على الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية.

وشغل هذا الموضوع اهتمام مقالات الرأي في هذه الصحف، حيث ناقش كتاب عديدون الأدوار التي تلعبها القوى المؤثرة في الصراع السوري، بينما ذهب بعضهم إلى الحديث عن "تصارع" تلك الأطراف.

"حسابات المصالح والنفوذ"

ورأت صحيفة العرب القطرية أن "الشروط الروسية تربك الهدنة في الغوطة"، وأنه "لا يبدو أن نجاح المساعي للتوصل إلى هدنة مؤقتة ووقف فوري للقصف في الغوطة الشرقية، يمكن أن يتحقق بسهولة في ضوء مطالبة روسيا بالحصول على ضمانات من المسلحين في المنطقة، وهو الموقف الذي انعكس على نقاشات مجلس الأمن الذي أجل التصويت لأكثر من مرة".

وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية، أشار محمود الريماوي إلى أن "الحرب على الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق تمثل ذروة جديدة من ذرى حرب الإبادة التي تنشط بها روسيا وإيران ومنظماتها الطائفية، العراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية، إضافة إلى النظام".

واضاف "وتدل خبرة هذه الحرب على أن هذه الأطراف تعتبر المدنيين المحاصرين أو النازحين، والمرافق المدنية على تواضعها، وبالذات المراكز الطبية أو ما تبقى منها، أهدافا عسكرية سهلة المنال، ويؤدي إلحاق الضرر البليغ بها إلى نتائج 'ممتازة' في الحرب".

وعن الموقف العربي والعالمي من قصف الغوطة الشرقية، كتب شريف قنديل في صحيفة المدينة السعودية: "أما مبرر الصمت الدولي، فهو باختصار.. المشاركة الدولية في المجزرة! وأما مبرر الصمت العربي فهو أيضاً باختصار أنهم أحكموا علينا الحصار!"

وأوضح "القضية باختصار واضحة وساطعة وفاضحة أكثر من أي وقتٍ مضى، وهي خلق كيانات مجهرية طائفية في أرجاء الأمة العربية، يتمكن من خلالها عدوها الصهيوني العالمي الأساسي من تحقيق أهدافه وبسط نفوذه".

وبالمثل، قال عمرو حمزاوي في الشروق المصرية: "روسيا وإيران وحزب الله وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسعودية ومصر، هؤلاء هم بترتيب الأهمية الفاعلون الإقليميون والدوليون الأساسيون في المقتلة السورية. جاءت بهم جميعا حسابات المصالح والنفوذ والمخاطر الأمنية، وتبنوا منذ ٢٠١١ سياسات متناقضة، ولم تتوافق أغلبيتهم سوى على مواجهة داعش وتقويضها".

أطراف "متصارعة"

مجلس الأمن الدولي
Reuters
أجل مجلس الأمن التصويت على الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية

وفي الدستور الأردنية، كتب ياسر الزعاترة يقول: "سوريا مجزرة القرن الجديد ... لكن معركتها لم تضع أوزارها بعد، فهنا والآن، ينزف الجميع، وما خلفته الحرب من موت ودماء ودمار لن يهدأ، ولو سيطر القتلة على كل التراب السوري، فضلا عن أنه تتوزعه قوىً كثيرة ها هي تتصارع فيما بينها بلا توقف".

وأبدت صحيفة الأخبار اللبنانية بعض التفاؤل، حيث رأت أن "إقرار الهدنة في مجلس الأمن ــ إن تمّ اليوم ــ سيشكل خطوة لافتة جداً، لكونه ينزع من روسيا وحلفائها امتياز السيطرة على مجريات الأرض (بما في ذلك فرض الهدن وإقرار مناطق 'خفض التصعيد،) الذي اكتسبوه بجهود مضنية عبر مسار أستانا".

وأضافت الصحيفة: "يبدو تفريغ التعاون الروسي ــ التركي ــ الإيراني من جدواه واستلاب بعض مفاتيح الميدان منه، كأنهما العنوان الأكبر للحراك الأميركي الأوروبي. فالتنسيق الثلاثي، ورغم الاختلافات في أهداف أقطابه، استطاع تحقيق تغييرات واسعة في المشهد السوري، كانت حلب ودير الزور أحد أبرز مفاصلها".

وشددت الأخبار على القول "ويتقاطع هذا بشكل كامل مع المطالبات الأميركية بحصر المحادثات وكامل سياقاتها ضمن المسار المرعيّ أممياً، في جنيف وفيينا، حيث تملك الولايات المتحدة وحلفاؤها تأثيراً ونفوذاً، تفتقده في أستانا وسوتشي".