«إيلاف» من لندن: مع اقتراب الانتخابات البرلمانية اللبنانية حذّر قداسة البطريرك بينامين الأول عبود بطريرك كنيسة الوحدة في العالم، ومقره البطريركي بروكسل الساسة اللبنانيين من الفساد السياسي الذي اعتبره " يُفْسِد الروح الديمقراطية“.
وعبر البطريرك عن أسفه وهو لبناني الجنسية لمشاهدة "المال الانتخابي والرشوة المواكبان لكل إنتخابات، وذلك بدون أي رادع قانوني".
ومع إقتراب هذا الإستحقاق الإنتخابي البرلماني في لبنان، شكر في تصريح خص به "ايلاف" جميع الذين ساهموا في وصول القانون الانتخابي الجديد الى خواتمه، والذين يحضرون لتطبيقه"، ووصفه بأنه قانون عادل يوصل الى البرلمان بالصوت التفضيلي من وُضعَ اسمه في آخر اللائحة.
ورأى البطريرك أن "هذا القانون الإنتخابي العادل يساعدنا كلبنانيين متواجدين خارج لبنان على التصويت في سفاراتنا، وبحرية تامة، خالية من الإغراءات الانتخابية السابقة التي كان على أساسها تصلكم المغلفات وبطاقات الطائرات وحجوزات الأوتيلات لسرقة اصوات اللبنانيين وحرية اختياركم".
ورأى البطريرك "أن القانون الجديد سيساعد على تعزيز الديمقراطية التي يتميز بها لبنان، ويلعب دوراً هاماً في عدم إنحراف العملية الإنتخابية عن مسارها الصحيح لأن المال الإنتخابي والرشوة يضعفان لبنان دولياً ويشوهان سمعته".
وقال البطريرك أن "الفساد يمكن أن يوصل مجدداً الى ما كنا عليه سياسيين تعودوا على شراء الأصوات قبل الإنتخابات بالرشوة وبتقديم المساعدات وبالواسطات وبالمحسوبيات التي بها يصلون الى وظائف حسّاسة من هم غير أهل بها".
ثم أشار الى أننا بعدها نتساءل "لماذا يعمل المسؤولون في لبنان عكس ارادة ومصالح اللبنانيين"، مجيبا على تساؤله "لانهم باختصار يمثلون من أوصلهم إلى موقع المسؤولية الا وهو المال السياسي، وعندها حتما سيعملون من أجل وفي سبيل من اوصلهم لموقع المسؤولية".

وشدد أن "هذه التصرفات تنعكس سلباً على لبنان، لذا يتوجب علينا استخدام القانون الجديد، وفضح الفساد السياسي والرشوة على وسائل الإعلام اللبنانية، حتى ينعكس القانون الانتخابي الجديد ــ بالرغم من بعض السلبيات التي تعتريه ــ إيجابا على لبنان لنوصل من خلاله وبالصوت التفضيلي المرشح النزيه والأمين والصادق الذي يحارب شراء الأصوات وكل أنواع الرشوات.
واعتبر أنه من " الضروري محاربة كل محاولة لشراء الأصوات وضبط الرشوة بقانون يمنع الراشي من الوصول الى مجلس النواب، والمرتشي من حق التصويت".
كما تحدث ان هناك بعض العوامل التي تساهم في الحد من الفساد والمال السياسي في الانتخابات "من خلال الغاء الجمعيات الخيرية والمؤسسات التي ظاهرها خيري وباطنها فساد سياسي ورشوة انتخابية بامتياز".

تفعيل مؤسسات الدولة

ونادى على شعب لبنان العظيم وقال عليه "عدم الخضوع للمال الإنتخابي، وعليه أيضاً الدفع تجاه تفعيل مؤسسات الدولة حتى لا يحتاج المواطن الى خدمة هذا النائب أو ذالك الوزير، خاصة وأن الخدمات هي حق مشروع لكل اللبنانيين".
وأضاف يجب أن تصل الخدمات الى كل لبناني "تلقائياً وبدون اللجوء الى الوساطات التي منها ندخل في نفق المحسوبيات والفساد السياسي والرشوة".
وأكد البطريرك ان "الفساد والرشوة الإنتخابية هما السلاح الذي به ندمر لبنان الحر والسيد والديموقراطي المميز عن دول كثيرة في الشرق الأوسط والأدنى".
ختاماً دعا بالصلاة وأخذ "الحيطة والحذر وعدم الإنزلاق في مطبات المحاور حتى يبقى لبنان منزّهاً وبعيداً عن كل من يهدد أمنه واستقراره".