سيول: أبدى رئيس الوفد الكوري الشمالي الجنرال كيم يونغ شول الى الحفل الختامي لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية الاحد استعداد بلاده لمحادثات مع واشنطن التي ارسلت ايفانكا ترمب لتمثيلها بهذه المناسبة. 

ووفقا لصور التقطت في جناح الشخصيات المهمة في الاستاد الاولمبي صافح رئيس كوريا الجنوبية مون جاي ترمب وبعدها الجنرال كيم الذي كان جالسا خلف ابنة الرئيس الاميركي.

لكن يبدو انه لم يجر اتصال مباشر بين ممثلي كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وكان الوفد الكوري الشمالي اعلن الاحد ان بلاده "على استعداد" لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة، حسبما أعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية.

وافاد بيان الرئاسة ان الوفد الكوري الشمالي خلال لقاء مع الرئيس الكوري الجنوبي "وافق على أن المحادثات بين الكوريتين والعلاقات بين الشمال والولايات المتحدة يجب أن تتحسن في الوقت ذاته".

 وكانت زيارة الوفد الكوري الشمالي الذي يضم ثمانية اعضاء برئاسة الجنرال كيم يونغ شول الخطوة الاخيرة للدبلوماسية المحمومة بين الكوريتين منذ الاعلان المفاجىء للشمال في الاول من كانون الثاني/يناير مشاركته في الالعاب الاولمبية في بيونغ شانغ.

وبعد توتر دام عامين على شبه الجزيرة المقسمة بسبب سعي بيونغ يانغ حيازة السلاح النووي اطلقت كوريا الشمالية حملة لاستمالة الاسرة الدولية خلال هذه الالعاب التي اطلقت عليها سيول اسم "دورة السلام".

ويرى بعض الخبراء ان نظام كوريا الشمالية يسعى الى تحسين صورته لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليه بسبب برامجه جنرالالعسكرية المحظورة ويسعى الى ضرب العلاقة الجيدة بين سيول وواشنطن.

وصباح الاحد اجتاز الوفد الرسمي المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين عند نقطة دوراسان الحدودية شمال سيول كما قال المتحدث باسم وزارة التوحيد في سيول.

وبث التلفزيون الكوري الجنوبي مشاهد اظهرت كيم يونغ شول يرتدي معطفا طويلا داكنا يستقبله نائب وزير التوحيد في سيول شان ها-سونغ قبل ان يصعد في سيارة سوداء كانت في انتظاره في حين صعد مسؤولون آخرون الى حافلة وشاحنة.

"شيطاني"

واظهرت قنوات التلفزيون الجنرال ووفده يصل الى فندق ووكرهيل الفخم في سيول من حيث انطلقوا بعد ساعات وسط اجراءات امنية مشددة ضمت مئات الشرطيين المسلحين.

واثار قدوم كيم يونغ شول غضب المعارضة المحافظة الكورية الجنوبية لانه يشتبه في ان يكون قاد لفترة المكتب العام للاستطلاع الذي كان يشرف على اعمال التجسس الكورية الشمالية وانه اصدر اوامر باغراق سفينة حربية كورية جنوبية في 2010 اسفرت عن مقتل 46 شخصا.

ونفت بيونغ يانغ تورطها في الحادث. وكان 70 برلمانيا من حزب حرية كوريا المعارض المحافظ تظاهروا الجمعة امام مقر الرئاسة الكورية الجنوبية لمطالبة الرئيس مون جا-ان عدم السماح للوفد الكورية الشمالي بالمجيء.

وقال زعيم الحزب كيم سونغ-تا في بيان "كيم يونغ شول مجرم حرب شيطاني هاجم الجنوب. يستحق ان يشنق في الشارع". 

وتظاهر نواب محافظون قرب الحدود ليل السبت الاحد مع مئات الاشخاص. وكتب على يافطات "اوقفوا كيم يونغ شول!" و"على كيم يونغ شول ان يطلب المغفرة من اسر الضحايا!".

عقوبات

وان لم يكن مستهدفا بتدابير الرد المتخذة من مجلس الامن الدولي، فرضت على الجنرال كيم يونغ شول عقوبات احادية من كوريا الجنوبية وتم تجميد اصوله. في سيول كما في واشنطن تم التأكيد ان لا لقاء بين كيم يونغ شول وايفانكا.

لكن الوفد الكوري الشمالي ضم شو كانغ ايل مساعد المدير العام للشؤون الاميركية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية. وكان الزعيم الكوري الشمالي ارسل شقيقته كيم يو جونغ الى حفل الافتتاح وقد جلست على مسافة قريبة من نائب الرئيس الاميركي مايك بنس.

ولم تتحدث اليه لكنها استغلت زيارتها التاريخية للجنوب لدعوة الرئيس الكوري الجنوبي الى قمة في بيونغ يانغ. واعلن ترمب الجمعة عن عقوبات جديدة لعزل اكثر كوريا الشمالية "هي الاكثر قسوة التي تفرض على بلد".