إيلاف من لندن: بعد الاتهامات الأخيرة لزعيم حزب العمال جريمي كوربن بالعمل جاسوساً للكتلة السوفيتية وكونه التقى ضباط استخبارات في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية سابقاً، طلع شون كيمب المستشار الخاص لزعيم الديمقراطيين الأحرار السابق نك كليغ بنظرية جديدة يقول فيها إن كوربن لم يكن جاسوساً شيوعياً بل هو جاسوس انكليزي.

للمزاح فقط

قال كيمب إن السيناريو الذي يحلم به هو ان يكون كوربن عميلاً في جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "أم آي 5" واندس في حزب العمال نائباً برلمانياً قبل عقود. وهو الآن لا يعرف كيف يخرج من هذا الوضع.

وطرح كيمب هذا السيناريو من باب المزاح بالطبع. ولكن صحيفة الديلي تلغراف استوحت منه قصة أخرى تبدأ في ايام الاضطرابات السياسية في بريطانيا خلال عقد السبعينات حين تصدر أوامر الى عميل في جهاز الاستخبارات الداخلية باختراق اليسار المتطرف.

عميل "يساري"

وباسم جريمي كوربن ينتحل العميل شخصية مسؤول نقابي ونصير للسلام ومحرض اشتراكي. وأصبحت شخصية كوربن اليسارية المنتحَلة مقنعة بحيث انتُخب للبرلمان في عام 1983، وكان البرلمان موقعاً أمثل ليراقب منه هذا العميل نشاطات النائب اليساري توني بن وغيره من ذوي الأفكار الهدامة مثله.

وتسير الأمور حسب الخطة المرسومة لها سنوات عديدة تمكن كوربن خلالها من ممارسة نشاطه التجسسي دون خوف من افتضاح سره.

على رأس الحزب

ولكن في عام 2015 يضغط عليه نواب عماليون يساريون متطرفون للترشيح على زعامة الحزب.

ويحاول العميل كوربن كل ما بوسعه لكيلا يُنتَخب ولكنه كلما أمعن في تصريحاته الخرقاء زادت شعبيته بين اعضاء حزب العمال.

وفي النهاية يُنتخب زعيماً للحزب بأغلبية ساحقة. وحاول كوربن مذعوراً أن يحمل الحزب على تنحيته. فيتعمَّد ان يكون أداؤه هزيلا في مجلس العموم ويطلق تصريحات كارثية في المقابلات الصحفية معه. ولكنه ارتاع حين اصر اليساريون في حزب العمال على بقائه خشية ان يحل محله بديلا من مؤيدي توني بلير.

ومن حسن الحظ، تدعو رئيسة الوزراء تيريزا ماي الى انتخابات راهن العميل السري كوربن عليها للخروج من مأزقه بهزيمة محققة يمنى بها حزب العمال في هذه الانتخابات وتنتهي بعزله وإنهاء عذابه. ولكن ما حدث كان العكس تماماً وازدادت حصة حزب العمال من الاصوات بنسبة عالية انهت أغلبية حزب المحافظين في مجلس العموم. 
وأصبح موقع كوربن في قيادة حزب العمال راسخاً لا ينازعه عليه أحد.

اخفاء الهوية 

بعد كل هذا الوقت لم يعد كوربن قادراً على الاعتراف بهويته الحقيقية عميلاً للاستخبارات الداخلية كُلف باختراق حزب العمال. فإن اتباعه في الحزب سيمزقونه ارباً إذا فعل ذلك. وبالتالي، فإنه حفاظاً على سلامته ليس لديه من خيار سوى الاستمرار في ممارسة مهامه زعيماً للحزب يدعو الى اعتماد سياسات يسارية يعارضها في قرارة نفسه. ومن الجائز ان يستمر في هذا الدور الى أن يصبح رئيس الوزراء.

كوربن أسير هذه المصيدة. فهو اندس في حزب العمال لوقف اليسار المتطرف، ولكن الصدفة شاءت أن يقود هذا اليسار ذاته الى الحكم.

سيأتي يوم يكون فيه هذا السيناريو مادة فيلم رائع.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/opinion/2018/02/24/last-incredible-truth-jeremy-corbyn-spying/