دعا عضوان بارزان في الكونغرس الأميركي الولايات المتحدة وأوروبا إلى العمل بشكل متضافر لممارسة الضغط على نظام طهران ومساعدة الشعب الإيراني على تحقيق عملية التغيير في البلاد والتخلص من الديكتاتورية الدينية الحاكمة.

إيلاف: جاء ذلك في مؤتمر دولي في باريس، تحت عنوان "إيران: آفاق التغيير في عام 2018.. سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن إيران"، حيث طالب المشاركون الدول الغربية بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ورغبته في إقامة الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان، إذ شدد عضوا الكونغرس دانا روهرا باكر "جمهوري من كاليفورنيا"، والقاضي تد بو "جمهوري من تكزاس"،على أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا بعد إسقاط الديكتاتورية الدينية.

جاء انعقاد هذا المؤتمر مساء أمس في أعقاب احتجاجات كبيرة ضد النظام الإيراني شهدتها البلاد في أواخر ديسمبر ويناير الماضيين، وتوسعت إلى 142 مدينة وبلدة في جميع أنحاء إيران، كما استمرت الاحتجاجات وأعمال التحدي خلال الشهر الحالي، حيث يتوقع كثير من الخبراء أن تنفجر انتفاضة جماهيرية أخرى في مرحلة مقبلة.

شاركت في المؤتمر، إضافة إلى عضوي الكونغرس دانا روهرا باكر وتد بو، وهما من كبار أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مجموعة من كبار الشخصيات السياسية والخبراء من أوروبا ومن الدول الإسلامية، بينهم سيد أحمد غزالي، رئيس الوزراء السابق في الجزائر، راما ياد وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة لحقوق الإنسان، وإيف بونيه، المدير السابق لوكالة الأمن الداخلي في فرنسا عضو الجمعية الوطنية الفرنسية سابقًا.

وأكد النائب دانا روهرا باكر في كلمة له على أنه "يتعيّن على حكومة الولايات المتحدة أن تعترف رسميًا بأن الشعب الإيراني يرفض نظام الملا الفاسد والقمعي في إيران.. وعلينا في الكونغرس والحكومة الأميركية أن نوضح أننا الى جانب الشعب الإيراني، ولسنا مع حلفائه الإسلاميين المتعصبين والفساد الذي يمارسونه". 

مؤتمر باريس حول الانتفاضة الشعبية في إيران

أما النائب تد بو، فقد شدد على ضرورة تحميل المجتمع الدولي مسؤولي النظام الإيراني المسؤولية عن فظائعهم ضد مواطني البلاد ومساعدة شعب إيران على سعيه إلى نيل الحرية والديمقراطية. وحث الإدارة الأميركية على فرض المزيد من العقوبات على المسؤولين والمؤسسات التابعة لنظام طهران، المتورطة فى قمع المتظاهرين، والعمل من أجل توفير الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال للشعب الإيراني.

ثم تحدث عشرات من الناشطين الشباب، الذين فرّ العديد منهم أخيرًا من إيران، كشهود عيان، عن الحالة في إيران، والرغبة العميقة في التغيير بين الشباب الإيرانيين. وكان معظم الناشطين تابعين لشبكة منظمة مجاهدي خلق، وقد سجن عدد منهم في إيران بسبب نشاطهم ضد النظام.

دعوة دولية إلى عقوبات شاملة ضد مسؤولي ومؤسسات النظام الإيراني 
وفي اجتماع قبل المؤتمر لعضوي الكونغرس الأميركي، روهرا باشكر رئيس اللجنة الفرعية المعنية بأوروبا وأوراسيا والتهديدات المستجدة، وتد بو رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالإرهاب ومنع انتشارالأسلحة والتجارة، مع زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي في باريس، فقد تمت مناقشة تطورات انتفاضة الشعب الإيراني وآثارها والخيارات المطروحة أمام المجتمع الدولي بشأنها.

دان دينا روهرا باكر وتد بو بقوة "الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران بسبب قمعها الهمجي للمتظاهرين، وأكدا على أن على المجتمع الدولي أن ينهي صمته وتقاعسه حيال جرائم هذا النظام القمعي المتخلف". كما طالبا الإدارة الأميركية بفرض عقوبات شاملة مالية ومصرفية على المسؤولين والمؤسسات في نظام طهران، لاسيما على أولئك المنخرطين في قمع الشعب، واتخاذ ترتيبات لمساعدة الشعب الإيراني على مواجهته القمع الالكتروني، ووصوله الحر إلى وسائل التواصل، وإرغام قوات الحرس "الثوري" والميليشيات التابعة له على الخروج من دول المنطقة. 

وأشار النائب روهرا باكر إلى أنه "في الوقت الذي انتفض فيه الشعب الإيراني ضد النظام القمعي، فنحن في الكونغرس والحكومة الأميركيين يجب أن نتخذ خطوات محددة لمساعدة الشعب الإيراني". بدوره، قال القاضي تد بو إن "على المجتمع الدولي أن يحاسب مسؤولي النظام الإيراني على جرائمهم، ويناصر الشعب الإيراني في نضاله المقدس لنيل الحرية والديمقراطية".

من جهتها، أكدت رجوي أن الانتفاضة العارمة، التي انطلقت في 28 ديسمبر الماضي، تعتبر منعطفًا في نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. وأضافت أن "شعارات الموت لخامنئي وروحاني؛ وأيها الإصلاحي والأصولي انتهت اللعبة" تبيّن مطلب عموم الشعب لإسقاط النظام، وأن هذه الانتفاضة مستمرة حتى إسقاط حكم الملالي، لأن الأزمات الأساسية التي أدت إلى الانتفاضة، لم تُحل، وإنما تزداد كل يوم سوءًا".

تابعت رجوي قائلة: "طالما نظام الملالي في الحكم، فإن الأزمات الاقتصادية والفساد الحكومي الواسع، والفقر والتضخم والبطالة المتزايدة والقمع والكبت المتعاظم والكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية لن تجد حلّاً، بل ستتفاقم، فقد دخل نظام الملالي مرحلته النهائية بعد انتفاضة الشعب الإيراني، وإن أيّ مراهنة على هذا النظام محكوم عليها بالفشل، وحان الوقت لأن يقف المجتمع الدولي بجانب الشعب الإيراني، وليس مع نظام الملالي". ودعت رجوي المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على نظام طهران للإفراج السريع عن المحتجين المعتقلين.

.