أطلق الجيش المصري عملية عسكرية شاملة لمكافحة الإرهاب في سيناء، والقضاء على تنظيم داعش، وسماها "سيناء 2018"، ورغم حالة التفاؤل الكبيرة التي تسيطر على المصريين عمومًا، والعسكريين خصوصًا، إلا أن قراء "إيلاف" يرون أن تلك العملية لن تقتلع جذور الإرهاب في سيناء للأبد.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في 9 فبراير الجاري، أطلق الجيش المصري عملية عسكرية شاملة تستهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية في سيناء، وسماها "سيناء 2018"، وبعد مرور 15 يومًا على العملية بدا واضحًا أنها أتت ثمارها، واستطاعت تدمير نحو 90 بالمائة من البنية التحتية للجماعات الإرهابية، ولاسيما "داعش".

وترى أغلبية طفيفة من قراء "إيلاف" أن العمليات العسكرية لن تستطيع اقتلاع جذور تنظيم داعش للأبد، في إطار مشاركتها في الاستفتاء الأسبوعي للجريدة.

طرحت "إيلاف" السؤال التالي على القراء: "هل تنجح عملية "سيناء 2018" في اقتلاع تنظيم داعش من مصر؟ وخيّرتهم بين "نعم" و"لا".

شارك 994 قارئًا في الاستفتاء، ومالت أغلبية طفيفة تقدر بـ 544 قارئًا، بنسبة 55%، إلى التصويت بـ"لا"، بينما ترى الأقلية وتقدر بـ 450 قارئًا، بنسبة 54% أن عملية "سيناء 2018"، ستنجح في استئصال التنظيمات الإرهابية من مصر.

وحسب تصريحات قادة الجيش المصري والخبراء العسكريين، فإن العمليات العسكرية الشاملة نجحت في القضاء على غالبية البنية التحتية للجماعات الإرهابية في سيناء، وتكليلًا لهذا النجاح، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مركزًا لقيادة شرق قناة السويس لمكافحة الإرهاب.

وقال الفريق محمد فريد حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إن العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" مستمرة حتى القضاء على الإرهاب وتطهير سيناء من العناصر المتطرفة.

وأضاف حجازي، خلال كلمته أثناء استعراض نتائج العملية الشاملة "سيناء 2018"، أمام السيسي: "تشهد مصر تصاعد حجم التهديدات السياسية والأمنية والاقتصادية، بما يفرز العديد من التهديدات للأمن القومي المصري، وهو ما يستلزم التعاون بين كافة أجهزة الدولة".

وأوضح حجازي، أن ما تتعرض له مصر من تهديدات يتطلب الحذر، وتكثيف استعدادات تأمين الحدود، خلال العملية الشاملة سيناء 2018، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية، تقوم بدعم عناصرها في شمال سيناء ووسطها، عن طريق دفعهم عبر الأنفاق، أو التسلل عن طريق البحر، وتقوم العناصر بالتوسع في استخدام العبوات الناسفة والقنابل اليدوية بدائية الصنع، في ظل عدم قدرتها على المواجهة مع القوات المسلحة في سيناء.

وقال: "في غرب سيناء تتمثل أهم التهديدات بإحداث حالة من عدم الاستقرار في الحدود، بإيجاد مناطق لنقل الأسلحة عبر الأنفاق، أما في الظهير الصحراوي في الدلتا، فيتم استهداف دور العبادة لإرباك المشهد الداخلي في البلاد وزعزعة الثقة بين المواطنين والجيش".

وطالب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، من السيسي السماح بإطالة مدة عملية سيناء 2018 لأكثر من 3 أشهر، للتأكد من القضاء التام على العناصر الإرهابية، وتطهير سيناء بأكملها من الإرهاب، موضحًا أن الفترة الحالية شهدت أقصى درجات اليقظة وتأمين منظومة الحدود.

ويرى خبراء عسكريون أن العملية العسكرية "سيناء 2018" حققت الكثير من أهدافها في ضرب البؤر الإرهابية.

وقال الخبير العسكري، اللواء حسين عبد الرازق، إن القوات المسلحة تمكنت من القضاء على قيادات وعناصر خطيرة في التنظيمات الإرهابية في سيناء، وقطع الإمداد والتمويل عنها، مشيرًا إلى أن الجيش بالإشتراك مع الشرطة يحكمون الحصار على المسلحين ويقضون عليهم في أماكنهم بعد تحديد مواقعها بدقة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن القوات المسلحة دمرت مخازن للأسلحة ومعامل لتصنيع واعداد المواد المتفجرة، ومراكز طبية وإعلامية وأنفاقًا تستخدم لتهريب الأسلحة، لافتًا إلى أن الجيش نجح في تدمير البنية الأساسية للتنظيمات الإرهابية في سيناء، وتجري حاليًا عمليات تمشيط وتعقب للإرهابيين، والقضاء عليهم.

وتوقع أن تنتهي العملية خلال فترة وجيزة من القضاء على الإرهاب في سيناء تمامًا، تزامنًا مع إطلاق الدولة خططًا طموحة للتنمية في هذا الجزء الغالي من أرض مصر.

وقال الخبير العسكري، اللواء محمد يوسف، إن الجيش دمر نحو 90 بالمائة من مراكز تدريب العناصر الإرهابية، وأنفاق تهريب الأسلحة، ومراكزها الإعلامية والطبية، وأوكارها التي يتخذونها للاختباء بها.

وأضاف لـ"إيلاف" أن القوات المسلحة عثرت على كميات ضخمة من المتفجرات، وأموالها تقدر بالملايين من الدولارات، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر، منوهًا بأن العمليات مستمرة حتى يتم القضاء على جميع العناصر الإرهابية، لاسيما في ظل فرض حالة من الحصار الشديد على جميع منافذ مصر في الشرق والغرب والجنوب أو من خلال البحرين المتوسط والأحمر، لمنع هروب العناصر الإرهابية.

ووفقًا لبيانات المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، فإن الجيش وقوات الشرطة المشاركة في العملية نجحا في تحقيق أهداف العملية التي أسفرت عن "تدمير 158 هدفًا بواسطة القوات الجوية و413 هدفًا بواسطة المدفعية والقضاء على 71 فردًا تكفيريًا والقبض على خمسة آخرين، كما تم القبض على 1852 فردًا ما بين عناصر إجرامية ومطلوبة جنائياً أو مشتبه في دعم العناصر التكفيرية وتم الإفراج عن عدد كبير منهم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وثبوت عدم تورطهم في أي قضايا، مع تسليمهم كافة متعلقاتهم الشخصية".

وأضاف المتحدث العسكري في تقرير عن نتائج العملية بمناسبة مرور أسبوعين على انطلاقها، أن الجيش نجح أيضًا في تدمير البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية، و"تدمير 1282 وكرًا ومخزنًا للعناصر الإرهابية تستخدمها للاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية والطبية والأسلحة والذخائر والألغام والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة".

وحسب المتحدث العسكري، فإنه تم "اكتشاف وتدمير مركزين إعلاميين ومركزي إرسال تستخدمها العناصر التكفيرية. اكتشاف وتدمير (393) عبوة ناسفة وكميات كبيرة من مادة c4 ومادة TNT. اكتشاف وتدمير وضبط عدد (112) عربة و(269) دراجة نارية خاصة العناصر التكفيرية. اكتشاف وتدمير وضبط عدد (14) عربة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية بالإضافة إلى ضبط عدد (99) بندقية خرطوش. اكتشاف وتدمير(3) فتحة نفق بواسطة قوات حرس الحدود والمهندسين العسكريين".

وكشف التقرير عن تدمير مساحات شاسعة من مزارع المخدرات، وقال الرفاعي: "بالتوازي مع ملاحقة العناصر العاملة في مجال زراعة وتهريب المواد المخدرة وقد تم تدمير (53) مزرعة لنبات البانجو وضبط حوالي (39.3) طنا من المواد المخدرة و 2 مليون و100 ألف قرص مخدر".

وأشار إلى أن العمليات العسكرية، أسفرت عن "استشهاد 7 من أبطال القوات المسلحة وإصابة 6 آخرين أثناء مداهمة البؤر الإرهابية".