يبدأ الأمير محمد بن سلمان اليوم الأحد زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى القاهرة يلتقي خلالها الرئيس السيسي وعدداً من قيادات الدولة المصرية، يتناول خلالها الجانبان السعودي والمصري ملفات إقليمية واقتصادية عدة تهم البلدين.

إيلاف: أتمت العاصمة المصرية القاهرة استعداداتها لاستقبال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأحد، في زيارة تستمر 3 أيام.

تعتبر هذه الزيارة الأولى بشكل رسمي للأمير محمد بن سلمان منذ تنصيبه وليًّا للعهد في 21 يونيو 2017؛ إلا أنه سبق أن زار مصر في 30 يوليو 2015، والتقى حينها السيسي وبعض المسؤولين المصريين.

طوارئ قصوى
في إطار الاستعدادات لزيارة ولي العهد، شددت سلطات مطار القاهرة الدولي من إجراءاتها، وأعلنت حالة الاستنفار والطوارئ القصوى، حيث ضاعفت عدد أفراد الأمن في الطرق والمحاور المؤدية إلى المطار، وانتشر رجال الشرطة السريون في صالات السفر والوصول، وقرية البضائع وساحات الانتظار.

وكشفت الرئاسة المصرية عبر السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسمها، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيستقبل، ولي العهد "يحل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثاني مصر"، موضحًا أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن الاستمرار في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ومن المتوقع أن يبحث ولي العهد، مع الرئيس المصري، المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

محور القدس
ووصف وزير الخارجية المصري السابق، محمد العرابي، زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر بـ«المتميزة والمهمة»، مشيرًا إلى أنها تأتي في وقت «يترقب فيه الرأي العام العربي والمحلي موقف القوتين الإقليميتين البارزتين عربيًا ممثلتين في مصر والمملكة السعودية، خاصة في ظل استمرار تدخلات أطراف إقليمية في الشأن العربي، وقضاياه المشتعلة مثل سوريا واليمن».

العرابي وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» اللندنية قال: إن «قضية القدس ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومستقبل القضية الفلسطينية، ستكون محور اهتمام مشترك للرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان، خصوصاً أن الجهود الدبلوماسية في كلا البلدين كان لها دور مهم في تحفيز إصدار القرار الأممي القاضي برفض نقل سفارة واشنطن إلى القدس».

أما مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير سيد المصري، فاعتبر أن «توقيت لقاء ولي العهد السعودي والرئيس المصري، قبيل انعقاد قمة الرياض، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملائم جداً للحظة العربية الراهنة، التي تحتاج تحريك القاهرة والرياض لمسار السياسة العربية، خاصة في ظل القرارات الأميركية المتواصلة الساعية الى فرض قرار نقل سفارة واشنطن للقدس، رغم ما ينطوي عليه من مخالفات للقانون الدولي».

الجمال: علاقات نموذجية
أوضح المصري لـ«الشرق الأوسط» أن «التنسيق المصري السعودي سيكون موجّهًا لأجندة الاجتماعات العربية المقبلة، وبما يعيد الاعتبار إلى الموقف العربي ليكون صاحب قرار في المصير السوري واليمني». 

بدوره، لفت رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب سعد الجمال، إلى أن «علاقات الأخوة والتضامن والود على المستويين الرسمي والشعبي بين مصر والسعودية ازدادت عمقًا وترسخاً خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم العربي».

الجمال، وفي بيان رسمي، لفت إلى أن العلاقات المصرية - السعودية «نموذج يحتذى، والشعب المصري لن ينسى مواقف السعودية الداعمة إبان وعقب ثورة 30 يونيو ». وأضاف أن «الأمير محمد بن سلمان بكل السياسات العصرية والتنموية التي ينتهجها أحدث نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية داخل السعودية وفي محيطها العربي، ونحن نتطلع إلى اللقاء الذي يجمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل مزيد من دعم أواصر العلاقات المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات».

رسالة ردع لـ"داعمي الإرهاب"
من جهته، وصف سلطان المالكي رئيس تحرير صحيفة "عاجل" السعودية، زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة بالخطوة المهمة في اتجاه تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

قال المالكي في تصريحات لـ"اليوم السابع" إن هذه الزيارة تشكل رسالة لداعمي الإرهاب بأن البلدين مصممان على التصدي لتلك الظاهرة التي تمثل خطرًا على مختلف الشعوب، مضيفًا: "تعاون السعودية ومصر يفشل مخططات قوى الشر للنيل من استقرار وأمن شعوبنا".

وقال المالكي إن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض يشكل رسالة جلية، بقدرة البلدين على التصدي للتحديات المختلفة برؤية موحدة، تحقق مصالح الشعبين الشقيقين، مشيدًا بما تحقق خلال الفترة الماضية من خطوات مهمة على طريق تعزيز التعاون المشترك.

ولفت إلى أن السعودية تقف مع مصر في مختلف القضايا، لاسيما ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، مشيرًا إلى أن الرياض أبدت في غير مرة تأييدها الكامل لجهود الجيش المصري في دحر القوى الإرهابية في سيناء.

وأكد رئيس تحرير صحيفة "عاجل" السعودية أن "الشعب السعودي ينظر إلى زيارة ولي العهد للقاهرة باعتبارها شاهدًا على المكانة التي تحظى بها مصر في قلوب السعوديين"، فضلًا عن كونها "تعبيرًا عن متانة العلاقة القائمة بين القيادتين".

وتوقع رئيس تحرير الصحيفة السعودية أن تعود الزيارة بالخير على الشعبين، فضلًا عن سائر شعوب المنطقة، التي ترى في تعاون البلدين إنقاذًا لها من أزماتها، مضيفًا: "البلدان شريكان في العمل لإنقاذ اليمن من الإرهابيين الحوثيين، كما إنهما يعملان سويًا لوقف قطر عن سياستها التحريضية الداعمة للإرهاب، هذا فضلًا عن جهودهما المعروفة لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق".