لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم ضرورة تعاون العراق مع حلف الناتو لمحاربة الوجود الفكري للإرهاب وسط خطط لتوسيع مهمات تدريب الحلف للقوات العراقية.

جاء ذلك خلال اجتماع في بغداد اليوم عقده الأمين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي شدد على أهمية التعاون مع حلف الناتو لمحاربة الإرهاب.

وأضاف العبادي "أن ما حققناه من انتصار كبير وحقيقي على عصابات داعش يجب الحفاظ عليه والقضاء على الوجود الآيدلوجي للإرهاب وان نستمر بملاحقته".. مبينًا "أن التعاون بين العراق والناتو مهم في هذا المجال"، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

من جانبه، وصف ستولتنبرغ اجتماعه مع العبادي بـ"المثمر جدا".. وقال: "نحن فخورون بالنصر العراقي على داعش وهو نصر للعالم اجمع. وزاد قائلا "اننا نقوم بتدريب القوات العراقية ومستمرون بدعم العراق ومساندته والتعاون معه في التدريب وبناء الاكاديميات العسكرية والتزويد بالخبرات. 

وأشار إلى أنّ "العراق كان في الخطوط الامامية لمحاربة الإرهاب، واننا معجبون جدا بانتصاراته ونشكر العراقيين على ما بذلوه من تضحيات في محاربة الإرهاب". 

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية عبد الباري زيباري إن "زيارة الأمين العام لحلف الناتو المحددة بيوم واحد فقط مهمة من الناحية الدبلوماسية وتتزامن مع مرحلة انتقال العراق من الحرب إلى الانتصار على عصابات داعش". 

وأشار في تصريحات نشرت في بغداد الاثنين إلى أن "القوات العراقية امتلكت خبرات كبيرة خلال السنوات الماضية ومهما تطورت فإن الجيوش الاوروبية تحتاج إلى خبرة الجيش العراقي في قواعد الاشتباك وطريقة التصادم مع المجاميع الإرهابية الشرسة"، لافتاً إلى أنه "من بين أهداف الزيارة وضع آلية لادامة التنسيق والتواصل بين العراق والناتو خصوصًا من الناحية العسكرية".

ومن جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن هذه الزيارة تؤكد الحاجة إلى بناء مؤسسة عسكرية مهنية بقدرات كبيرة على مستوى التدريب والتسليح والتجهيز بالتعاون مع الناتو. 

وأضاف أنّ "القوات العراقية مستمرة بخطة بناء القدرات واستكمالها على مستوى القوات الجوية والبحرية والبرية". 

وأشار إلى أنّ "العالم بأجمعه يتجه اليوم إلى العراق بعد أن اثبتت قواته المسلحة جدارة وحققت نصراً انسانياً قبل أن يكون عسكريا اذ لا يستطيع اي جيش في العالم تحقيق مثل هذا الانتصار حين يقاتل في مناطق مدنية مأهولة بالسكان ويحافظ على ارواحهم وممتلكاتهم والبنى التحتية ويحررهم ويطرد ويقتل العناصر الإرهابية".

توسيع مهمة الناتو لتدريب القوات العراقية

ومنتصف الشهر الماضي، وافق وزراء دفاع بلدان حلف شمال الأطلسي "الناتو" على طلب واشنطن توسيع مهمة "التدريب" في العراق من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد بعد 3 سنوات من قتال تنظيم داعش. 

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قوله في هذا الشأن "سنذهب لتنفيذ مهمة متقنة في العراق... مهمة الحلف تنحصر في تدريب العسكريين العراقيين على حماية شعبهم من صعود نوع آخر من المنظمات الإرهابية".. مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الولايات المتحدة إلى تفادي تكرار عملية انسحابها من العراق في 2011 وما تلاه من صعود لتنظيم داعش.

كما سيتولى العسكريون من حلف الناتو تدريب جنود عراقيين على إزالة الألغام التي زرعها تنظيم "داعش" والقنابل والقذائف التي خلفها التنظيم وراءه ولم تنفجر بعد على أن يبدأ العمل بذلك عقب انعقاد قمة لقادة بلدان الحلف في يوليو 2018 من المتوقع أن يحضرها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.

وبحسب دبلوماسيين أوروبيين، فإن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعث برسالة يطلب فيها مساعدة حلف الأطلسي لا سيما وأن البلاد مقبلة على عملية إعادة إعمار.

ويخشى الأعضاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي الدخول في مهمة عسكرية مفتوحة يطول أمدها في العراق على غرار تدخل الحلف في أفغانستان، ما أطال الرد على الطلب الأميركي واشترط الأوروبيون في ردهم على وزير الدفاع الأميركي بأن المدربين سيبقون بمنأى عن المهام القتالية، وأن يقتصر دور الحلف على المهام التدريبية والاستشارية.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين إنها تؤيد نشر مهمة تدريب في العراق مع التركيز على تدريب الجنود على إبطال مفعول القنابل والأعمال الطبية وبناء المؤسسات الأمنية.