«إيلاف» من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي اليوم انهاء الارهاب عسكريا في بلاده وقال انها تتجه الى القضاء على أفكاره ومنهجه التكفيري .. فيما اقر بصعوبة القضاء على الفساد مشيرا الى ان الفاسدين هربوا أموالهم الى الخارج.

وأكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي في كلمة خلال افتتاحه السبت في بغداد مؤتمر ومعرض الأمن والدفاع والصناعات الحربية العراقية الدولي في دورته السابعة تحت شعار"بوحدتنا انتصرنا .. للبناء توجهنا" بمشاركة عدد كبير من الدول والشركات العالمية والعراقية انتهاء الإرهاب عسكرياً في العراق لكنه شدد على ضرورة القضاء على أفكاره ومنهجه كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف". واوضح أن الأمر الديواني الذي اصدره الخميس الماضي بتكييف أوضاع مقاتلي الحشد الشعبي يأتي للحفاظ على هوية القوات الامنية.

واضاف "اننا مثلما حققنا الانتصار الكبير على داعش والذي وصفه العالم بالمعجزة فاننا سننتصر في التنمية الاقتصادية والبناء والإعمار وتوفير الخدمات والاستثمار وتوفير فرص العمل وسيكون ذلك قريبا ولكن يتطلب ان نتوحد ونترك الخلافات". وشدد بالقول أن "السلاح الذي نريده الان ليس من أجل الحرب وانما من أجل السلام وعمليات الإعمار".

وأشار الى ان الجهود الهندسية والالية للقوات العسكرية انتجت امكانات متطورة وناضجة حيث كشفت الامكانات العراقية عن قدرة عسكرية متطورة في محاربة الإرهاب على مستوى العالم .

حصر السلاح بيد الدولة

واضاف ان حكومته مصممة على حصر السلاح بيد الدولة من اجل حماية للمواطن .. مبينا ان تطوير قدرات البلد التسليحية هو لتوفير الأمن الذي تحتاجه للاستثمار والبناء والإعمار وتوفير فرص العمل.. مشيرا الى النجاح في تحقيق الاستقرار الذي قال "ان المواطنين لم يرَوه منذ فترة طويلة وبدأوا الآن يشعرون به ."

وقال "ان المقاتلين اجتمعوا على كلمة واحدة هي حماية المواطنين وتوفير الأمن وتحرير الارض، ومن واجبنا دعمهم للاستمرار بمهمتهم لان الارهاب فكر منحرف تجتمع حوله خلايا ويجب ان نكون على اهبة الاستعداد لمواجهته".

وشدد على ضرورة تشجيع المنحى الوطني في مجال السلاح والتكنلوجيا.. موضحا ان العراق له احتياجات خاصة لأمنه وهو يمتلك خبرات في مجال محاربة الارهاب والقضاء عليه كما "يعتبر حاليا في مقدمة الدول التي تحارب الارهاب".. داعيا للاستفادة من الطاقات الوطنية الهائلة لتطوير قدرات المنظومة التسليحية وحماية المواطنين .

وأشار الى انه "لن يكون هناك استثمار فرص عمل في البلاد دون فرض الامن".. وقال ان "المصالح المشتركة هي الالية التي تعتمدها الحكومة اليوم مع الدول والشركات القادمة الى البلد". واشار الى ان التنوع المجتمعي اصبح ميزة في مواجهة التحديات "حيث نعمل اليوم على الاستفادة منه في المرحلة المقبلة" .. محذرا من ان "بعض الدول من تحقيق مصالحها على حساب مصالح المواطنين".

العبادي يلقي كلمته في مؤتمر الأمن والدفاع والصناعات الحربية ببغداد

 

اقرار بصعوبة القضاء على الارهاب

ومن جهة اخرى اقر رئيس الوزراء العراقي بصعوبة القضاء على الفساد مشيرا الى ان الفاسدين هربوا أموالهم الى الخارج.
وقال العبادي في مقابلة مع مجلة "تايم" الاميركية السبت رداً على سؤال بشأن الفساد "إنه وباء.. الناس يدعونني لوضع الفاسدين في السجن من اين تبدأ وكيف؟ إنه عمل صعب".. مبينا إنه "يعني الكثير من التحقيق والكثير من هذا التحقيق يجب القيام به في الخارج لأنه تم تحويل الأموال إلى هناك".
واشار الى إن "التغيير الأساسي الذي نحدثه هو جعل نظامنا شفافًا لإزالة البيروقراطية فالفساد يختبئ في البيروقراطية وفي الروتين وانا متأكد بأن هذا هو سبب الفساد لأن هنالك تضييق على الأمور" .. لافتا الى ان “شخصاً ما في النظام يستخدم هذا التضييق وهذه البيروقراطية لتحقيق غاياته الخاصة فأنظر في جوازات السفر فقد اعتاد الناس على دفع ما بين 300 و 400 دولار للحصول على جواز سفر لأنه بدون ذلك فأن الامر يستغرق عدة أشهر للحصول عليه".
واضاف ان الحكومة حاولت من قبل تتبع الأشخاص ووضعهم في السجن للحصول على رشاوى وفي وقت لاحق قلنا، دعونا نجعل عملية الحصول على جواز سفر أكثر سهولة...الآن يتم إصدار جواز السفر في غضون يوم أو في الغالب ثلاثة أو أربعة أيام لذلك انتهت هذه المشكلة".

يذكر ان مجلة التايم كانت قد نشرت تقريرها الشهير "نهاية العراق" عام 2014 بعد احتلال داعش لاكثر من ثلث العراق وظهرت خارطة العراق حينها مقسمة وتلتهمها النار .

وكان مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 لمنظمة الشفافية الدولية قد أظهر في 22 من الشهر الماضي ان خمسة بلدان عربية هي الاكثر فسادا في العالم وهي الصومال وسوريا واليمن والسودان والعراق .. فيما جاءت الامارات في المرتبة الاولى بين الدول الاقل فسادا خليجيا.

واشارت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها السنوي " لمؤشرات الفساد في العالم وطلعت عليه "إيلاف ان الصومال احتلت المرتبة الأخيرة عالميا برقم 180 اي الاولى فسادا عالميا ثم سوريا في المرتبة 178 واليمن والسودان في المرتبة 175 والعراق في المرتبة 169 فيما احتلت مصر المرتبة 117والأردن بالمرتبة 59 عالميا من بين 180 بلدا تناولها تقرير مؤشر الفساد في العالم الذي اطلعت عليه "إيلاف" اليوم.
وجاءت نيوزلندا أكثر دول العالم نزاهة بينما الدنمارك ثانيا واحتل العراق المركز 169 بحسب التقرير فيما احتلت البحرين الترتيب الأدنى خليجيا والإمارات الأعلى مواجهة للفساد بين دول مجلس التعاون الخليجي.