لندن: في عدد أخير، نشرت مجلة إيكونومست تقريرًا عن رئيس جنوب أفريقيا الجديد، وصدر العدد بعنوان Who Cyril Ramaphosa should fire؟، فاعترض قراء قائلين إن العنوان يجب أن يكون: Whom Cyril Ramaphosa should fire? . وأقر محررو إيكونومست بأن whom هو الاسم الموصول الصحيح، لأن الاسم الموصول who يُستخدم للفاعل وwhom للمفعول به. 

حالات إعرابية

لكن المجلة لاحظت أن القضية ليست بهذه البساطة، مشيرة إلى أن whom من المخلفات القليلة الباقية في الحالات الإعرابية للغة الانكليزية. في الأزمنة القديمة، كانت الأسماء والضمائر والصفات زائد كلمات مثل أداة التعريف the كلها ذات حالات اعرابية خاصة. تبين أربع حالات إعرابية مختلفة بالإنكليزية القديمة إن كانت الكلمة فاعلًا أو مفعولًا به، مباشرًا أو غير مباشر، أو حالة تملك. وهناك حالات أوسع في لغات أخرى مثل اليونانية القديمة والروسية والإستونية. 

بعد أكثر من 1000 عام من تطور اللغة الانكليزية، اختفى هذا النظام بالكامل تقريبًا، ربما بتأثير الغزاة الأجانب. فعندما يتعلم الأجانب لغة ثانية كما فعل الفايكنغ ثم النورمانديون عندما غزو إنكلترا، يكون من الصعب إتقان الحالات الإعرابية، وإذا أمكن الاستغناء عنها فإنهم في أحيان كثيرة يستغنون عنها. وأسهم الفايكينغ والنورمانديون الذين لم يتقنوا الإنكليزية القديمة في تحويلها إلى إنكليزية وسطى.

ترتيب الكلمات

ربما يتساءل أنصار whom كيف يمكن الاستغناء عن حالة من دون التفريط بالوضوح والفهم؛ إذ من المهم أن نعرف موقع الكلمة من الإعراب في الجملة، وما إذا كانت فاعلًا أو مفعولًا به... وهذا صحيح بل لكل لغة في العالم طريقتها في حل المشكلة. في الإنكليزية وغيرها من اللغات الفقيرة بالحالات الإعرابية مثل السويدية والفيتنامية، يكون الحل بترتيب الكلمات. 

في الإنكليزية القديمة أو اللاتينية أو الروسية، يمكن أن تظهر المفاعيل والكلمات الأخرى بترتيب مختلف يمنح المتكلم والكاتب طريقة للعلب بالايقاع والتشديد. يعني فقدان الحالة الإعرابية بالإنكليزية أن ترتيب الكلمات يجب أن يكون ثابتًا نسبيًا، وهو الفاعل والفعل والمفعول به في هذا الترتيب. فإن Steve loves Sally تعني أن ستيف هو المحِب وسالي هي المحبوبة. وكان تغيير هذا الترتيب ممكنًا في اللغة الانكليزية القديمة مع بقاء المعنى بلا تغيير، لأن النهايات الاعرابية للكلمة هي التي تبين الفاعل والمفعول، كما يبينه الرفع والنصب بالعربية مثلًا.

قد لا تستمر

في الإنكليزية الحديثة، هناك ست كلمات فقط تبين الفارق بين الفاعل والمفعول به، هي: I وhe وshe وwe وthey وwho. وبالنسبة إلى الكلمات الخمس الأولى، فإن تمييز الحالة بتغيير الضمير يكون الزاميًا في كل الأوقات تقريبًا؛ إذ لا يمكن القول I love she and she loves I.

لكن whom وهي صيغة المفعول به من who حالة خاصة. تُستخدم في الاستفهام والجمل النسبية الأندر والأكثر تعقيدا من I saw him ولا يكون من الواضح دائمًا إن كانت الكلمة ذات العلاقة فاعلًا أو مفعولًا به كما في جمل مثل He is the candidate who(m) we think will win وينبغي أن تكون who، ولعل صعوبة هذه الجمل واستبدال who وwhom إحداهما بالأخرى نادرًا ما يسبب بلبلة، فإن الكلمتين أصبحتا كلمة واحدة هي who التي تُستخدم فاعلًا ومفعولًا به على السواء.

في هذه الأثناء، تزداد قوة الرأي المعارض للاستمرار في استخدام كلمة whom الأثقل من who، وما عدا اللغة الرسمية للغاية كما في المحاكم والصلاة، فإن كلمة whom قد لا تستمر قيد التداول.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "إيكونومست". الأصل منشور على الرابط:

https://www.economist.com/news/books-and-arts/21737489-whom-bell-tolls-court-common-usage-old-pronoun-losing-its-case?frsc=dg%7Ce