لندن: في آخر تطورات قضية مقتل آمر فريق حماية العبادي على يد مسلحين تابعين لـ "مليشيا" الصدر في مدينة سامراء، أعلن في بغداد عن اعتقال مجموعة تضم ستة مسلحين من عناصرها بتهمة القتل حيث تتواصل التحقيقات بمشاركة ممثلين عن القوات المسلحة والبرلمان ومكتب الصدر وسط دعوات لاخراج المسلحين من المدينة.

وكشف مركز الإعلام الأمني العراقي عن اعتقال ستة متهمين ينتمون إلى "مليشيا" سرايا السلام التابعة للصدر على خلفية مقتل آمر اللواء المكلف بحماية رئيس الوزراء حيدر العبادي العميد شريف أسماعيل المرشدي في مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) الثلاثاء الماضي.

وأشار المركز في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الخميس إنه "تنفيذا لاوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي للتحقيق في حادثة (استشهاد) العميد شريف إسماعيل المرشدي في مدينة سامراء اوقفت القوات الأمنية ستة متهمين".. موضحا انه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وستعلن نتائج التحقيق بهذا الحادث في وقت لاحق.

وأمر العبادي الثلاثاء الماضي بفتح تحقيق فوري في حادث مصرع آمر لواء حمايته في اشتباك مسلح مع مقاتلين من مليشيا سرايا السلام وقال مكتب الاعلام الامني ان رئيس الوزراء "أمر بفتح تحقيق فوري في حادث (استشهاد) آمر اللواء 57 فرقة القوات الخاصة العميد المرشدي اثناء تأديته الواجب بعد إطلاق النار عليه من قبل عناصر غير منضبطة في السيطرات عند مدخل مدينة سامراء". 

وشارك العبادي امس في مراسيم تشييع الفقيد مقدما التعزية لعائلته منوها إلى أنّه قد "شارك في العديد من معارك الشرف ضد الدواعش وكان مثالا للبطولة والتضحية".

وعلمت "إيلاف" ان التحقيق في مقتل العميد المرشدي يتواصل بمشاركة ممثلين عن مقتدى الصدر والبرلمان والقوات المسلحة باشراف القضاء العسكري العراقي.

 

العبادي يقرأ سورة الفاتحة على روح آمر لواء حمايته القتيل

 

ووصل رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب حاكم الزاملي إلى سامراء للتحقيق في مقتل المرشدي وهو امر اللواء 57 الخاص والمسؤول عن حماية العبادي واصابة اثنين من مرافقيه باشتباك مسلح مع سرايا السلام بين مدينة تكريت وقضاء سامراء.

كما ارسل الصدر وفدا إلى سامراء للوقوف على ملابسات مقتل العميد يضم عددا من قادة التيار الصدري هم : الشيخ سامي المسعودي ومهند الموسوي والشيخ صلاح العبيدي حيث عقد اجتماعا مع قيادات عمليات سامراء تم أثره وتشكيل لجنة تقصي الحقائق للحادث.

دعوة لاخراج المسلحين من سامراء

ومن جهته طالب تحالف القوى العراقية السنية العبادي اليوم باخراج مسلحي سرايا السلام من سامراء وتعيين قادة عسكريين لتولي الملف الامني في المدينة.

وأكد رئيس كتلة التحالف النائب صلاح الجبوري ضرورة اخراج جميع الفصائل المسلحة من ادارة السيطرات وتوحيد قيادات العمليات بإدارة مهنية واحدة مسيطرة عليها من قبل ضباط اكفاء مشهود لهم بالمهنية من اجل تحقيق استقرار حقيقي شامل مع سحب السلاح المتوسط والثقيل من جميع الفصائل المسلحة من دون استثناء لتعزيز هيبة الدولة وتعميق اجواء المواطنةكم قال في بيان صحافي تسلمت نصه "إيلاف" الخميس.

واضاف النائب ان تحالف القوى "لم يتفجأ بوقوع مثل هذا الحادث المؤلم لانه نبه مرارا وتكرارا من خطأ تداخل وتقاطع الصلاحيات والمسؤوليات الامنية والعسكرية في جميع قواطع المحافظات". 

وأشار إلى أنّ ماوقع في قاطع عمليات سامراء من اشتباكات بين الاجهزة الامنية والفصائل المسلحة والتي أدت إلى مقتل العميد اسماعيل كان بسبب تقاطع وتداخل الصلاحيات والتنازع على المسؤوليات بين قيادتي عمليات سامراء وقيادة عمليات سرايا السلام في المدينة مما يؤشر ضعفا واضحا في عمليات التنسيق والسيطرة بين تلك القيادتين مما دفعهما إلى الاشتباك ومن ثم فقدان قائد وجنود أكفاء.

ونوه تحالف القوى إلى أنّه طالما اكد في اغلب اجتماعاته مع القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على عقبات وصعوبات المرور عبر قاطعي العمليات بسامراء باتجاه مدينة تكريت او المحافظات الشمالية اضافة إلى التجاوزات والاعتقالات واختفاء إعداد كبيرة من المواطنين من قبل الفصائل المسلحة في سامراء وغيرها من مدن محافظة صلاح الدين وعدم التزام هذه التشكيلات بالسياقات العسكرية وتوجيهات قيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع بشكل خاص الامر الذي تسبب تسبب بضياع المسؤوليات واضعاف هيبة الدولة واحداث قلق وتهديد لابناء هذه المناطق.

مشادة كلامية تطورت لاشتباك مسلح

ومن جهتها كشفت مصادر عراقية أن آمر لواء مكلف بحماية العبادي قد قتل في اشتباكات عند مدخل مدينة سامراء، جنوبي محافظة صلاح الدين بين قوة عسكرية قادمة من بغداد ومسلحين ينتمون إلى مليشيا سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر. 

وكانت القوة العسكرية متوجهة إلى مدينة الموصل الشمالية وهي مكلفة بترتيب الاجراءات الامنية في المدينة قبل ان يصلها العبادي الاربعاء في زيارة التقى خلالها مع فعالياتها العسكرية والرسمية والاجتماعية وأفتتح جسرا تم انشاؤه على نهر دجلة ليربط بين قسمي المدينة الايسر والايمن اضافة إلى حضوره لمؤتمر حول التعايش السلمي.

وأوضحت المصادر ان مشادة كلامية حصلت بين القوة القادمة من بغداد عند مدخل سامراء بين عناصر سرايا السلام وعناصر الحماية المرافقين للعميد المرشدي تطورت لاطلاق نار قتل على اثرها هذا الاخير واصيب اثنين من افراد حمايته بجروح. 

وكان مقتدى الصدر امر في 11 ديسمبر كانون الاول الماضي ميليشيات سرايا السلام التابعة له بتسليم أسلحتها ومواقعها إلى الدولة عدا موقع سامراء لـ"قدسية المكان وحساسية الموقف العسكري والأمني" في أشارة إلى المراقد الشيعية والسنية فيها. 

 وسرايا السلام تنظيم مسلح تم تشكيله بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل ومدينة سامراء منتصف عام 2014 كقوة دفاعية عن المراقد الشيعية والسنية على حد سواء وانخرطت في القتال ضد تنظيم داعش في العديد من مناطق العراق وكان لها دور واضح في تلك المناطق حيث تمكنت من تحرير قسم منها.