وجدت روسيا نفسها في مواجهة مع الغرب، وتواصلت التصريحات المتشددة بين لندن وموسكو في وقت دان فيه زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة حادثة الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال، واعتبروها "اعتداء على سيادة بريطانيا".

وقال بيان مشترك صادر عن الزعماء الغربيين الأربعة، اليوم الخميس: أنهم يدينون الهجوم الذي استهدف سيرغي ويوليا سكريبال في سالزبوري في بريطانيا يوم 4 مارس 2018".

وأضاف البيان أن "استخدام غاز أعصاب ذي أغراض عسكرية من النوع الذي طورته روسيا في الواقعة، يعتبر أول هجوم بغاز الأعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

وتابع البيان: "هذا اعتداء على السيادة البريطانية وأي حالة استخدام (الغاز) من هذا القبيل من قبل جهات حكومية انتهاك سافر لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وانتهاك للقانون الدولي. وهذا يهدد أمننا جميعا".

ودعت الدول الأربع روسيا إلى الكشف عن كامل تفاصيل برنامجها الخاص بغاز "نوفيتشوك" المؤثر على الأعصاب، الذي يقال إنه يعتبر المادة التي تسمم بها سيرغي سكريبال، الذي نقل إلى المستشفى بحالة حرجة.

تصريحات اتهامية 

وفي إطار تصاعد التصريحات الاتهامية، علن وزير الدفاع البريطاني، غيفين ويليامسون، اليوم الخميس، أن بلاده تنتظر رد موسكو على طرد الدبلوماسيين الروس من بريطانيا، وأنه يرى أن على روسيا أن "تتنحى جانبا وتخرس".

وقال الوزير البريطاني: "ما الذي سنفعله، سوف ننظر كيف سترد روسيا على ما فعلناه. هذا عمل فظيع وقاس، الذي قامت به روسيا في سالزبوري. لقد ردينا عليه. بصراحة، على روسيا أن تتنحى جانبا وتخرس".

وأضاف ويليامسون: "لندن ستقيم بدقة كل الخطوات وردود الفعل الروسية، لكن من الخطأ التقدير مسبقا بما ستكون ردة الفعل الروسية". 
وردت موسكو على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالقول إن كلمات وزير الدفاع البريطاني الموجهة لروسيا تدل على توتر لندن، وأن لديها ما تخفيه.

وكتبت زاخاروفا عبر حسابها على (فيسبوك): "على ما يبدو أن وزير الدفاع البريطاني أعلن أن روسيا يجب ألا تتخذ إجراءات الرد، بل عليها أن تتنحى وتخرس. وماذا يمكن أن يقول وزير الدفاع في بلد يخفي ظروف استخدام المواد السامة على أرضه ولا يرغب في نقل المعلومات المتاحة، كما يلزم بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية؟ لدى لندن ما تخفيه، الشركاء متوترون".