نصر المجالي: أعلن السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو أن الدبلوماسيين سيغادرون يوم 20 مارس، معتبرا القرار البريطاني "حماقة"، بينما اعتبر الكرملين أن إقحام اسم بوتين بقضية الجاسوس السابق أمر لا يمكن التسامح معه.

وقال الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف في حديث لوكالة "إنترفاكس"، اليوم الجمعة، في رد على اتهامات وزير الخارجية البريطاني بالقول: "لقد قلنا على مختلف المستويات، وبمختلف المناسبات، إن روسيا لا علاقة لها بهذه القصة. وأي ذكر لاسم رئيسنا في هذا الصدد ليس إلا تصرفا مثيرا للصدمة لا يمكن التسامح معه من الناحية الدبلوماسية".

اتهامات جونسون

وسبق لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن وجه اتهامات للرئيس الروسي بشأن قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي أعلنت بريطانيا إنه سمم بغاز أعصاب.

وقال جونسون: "ليس لدينا أي شيء ضد الروس أنفسهم. ولن تكون هناك أي روسوفوبيا (رهاب من الروس) نتيجة لما يحدث الآن"... "إن خلافنا مع الكرملين بقيادة بوتين وقراره، ونحن نرجح أن هذا كان قراره، التوجيه باستخدام غاز الأعصاب في شوارع بريطانيا وشوارع أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية".

ويعد هذا أول اتهام مباشر للرئيس بوتين على لسان مسؤول بريطاني رفيع المستوى. وفي وقت سابق كانت بريطانيا قد وجهت اتهامات لموسكو بأنها تقف وراء الحادث، واتخذت عددا من الإجراءات ضدها، بما فيها طرد دبلوماسيين وتجميد الاتصالات.

ضغط روسي

وإلى ذلك، صرح السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو بأن الضغط الروسي هو ما دفع بريطانيا للتوجه برسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن قضية الجاسوس السابق سيرغي سكريبال.

وقال السفير في حديث القناة الأولى للتلفزيون الروسي: "بضغط من الجانب الروسي اضطرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتوجيه رسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وطلب إجراء تحقيق مستقل".

وتابع قائلا: "برأيي هذه خطوة مهمة جدا إذ أجبرنا الجانب البريطاني على أن يقدم على نوع من التعامل مع المنظمة الدولية التي تتخصص في هذه الشؤون".

وبخصوص الدبلوماسيين الروس، الذين قررت بريطانيا طردهم على خلفية قضية سكريبال، أكد السفير أنهم سيغادرون بريطانيا يوم 20 مارس، موضحا أن العدد الإجمالي للمواطنين الروس الذين سيغادرون المملكة المتحدة سيبلغ نحو 80 شخصا، باعتبار أفراد عائلات الدبلوماسيين.

واعتبر ياكوفينكو القرار البريطاني "حماقة"، مشيرا إلى أنه سيغادر نحو 40 بالمئة من العاملين في السفارة، الذين لا علاقة لهم بأي نشاط غير شرعي، ونفى صحة ما تقوله بريطانيا حول أن الدبلوماسيين الذين قررت طردهم يعملون لصالح الاستخبارات الروسية.