شارت تقارير بريطانية إلى الكراهية لم تكن دافعًا لقتل الطالبة المصرية مريم مصطفى عبدالسلام التي تدرس في لندن، بل كل ما في الأمر أن المعتديات اعتقدنها فتاة أخرى كانت تكيل لهن الشتائم غبر فايسبوك فعمدوا إلى تعنيفها وسحلها.

إيلاف:&قدم السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن التعازي إلى أسرة الطالبة المصرية مريم مصطفى عبد السلام، والتي كانت تدرس الهندسة في بريطانيا، وتوفيت إثر ضربها ودخولها المستشفى، وقال السفير: "ربنا يصبرهم"، مؤكدًا أن السلطات البريطانية لن تسمح أن يمر هذا الإعتداء من دون عقاب.

وقالت تقارير بريطانية إطلعت عليها "إيلاف" إن التحقيقات توصلت إلى أن الجريمة ليست جريمة كراهية، بل تسير التحقيقات على خطى أنه اختلط الأمر على الفتيات العشر الذين قاموا بالاعتداء عليها، وقمن بدفعها وسحلها، حول هوية مريم &وشكلها، وقد ظنوا أنها شخصية أخرى تدعو نفسها على فايسبوك "black rose" كانت توجّه إليهم الشتائم والسباب، مما دفعهن إلى الانتقام منها وضربها بشدة، فنقلت إلى المستشفى، ثم تدهورت صحتها بعد خروجها منها، الأمر الذي أدى إلى وفاتها، وقيل إن الأطباء لم يكتشفوا النزيف الداخلي، بل أعادوها إلى المنزل قبل أن تستقر حالتها.

قضية رأي عام
فيما قال كاسن خلال تصريحات تلفزيونية مع فضائية "on live" المصرية اليوم الإثنين، إن ما حدث هو وحشية ومأساة، وإعتداء على قيم المجتمع البريطاني.

انضمت إيطاليا إلى التحقيق نظرًا إلى أن مريم تحمل الجنسية الإيطالية. وقال السفير المصري في بريطانيا، ناصر كامل، إن الطالبة المصرية مريم تحمل الجنسية الإيطالية، مؤكدًا تواصل السفير الإيطالي مع السفارة المصرية في بريطانيا لتنسيق الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها ضد المعتدين على الطالبة المصرية الإيطالية، وأن القضية تحوّلت إلى قضية رأي عام إيطالي.

وأضاف في مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة"، عبر فضائية "المحور" المصرية مساء الأحد، أن المستشار القانوني للسفارة يتابع الإجراءات القانونية الخاصة بملاحقة المعتدين على الطالبة، وأيضًا التحقيق في إجراءات المستشفى التي تسببت في تدهور حالتها الصحية.

لتحرك عاجل
ودعت إيطاليا أمس بريطانيا إلى تحرك سريع في ما يتعلق بالهجوم "الوحشي" على الطالبة المصرية مريم، والتي كانت قد توفيت متأثرة بجروحها.

وقالت الخارجية الإيطالية "في ما يتعلق بالقضية المأساوية للمواطنة مريم مصطفى التي قتلت بطريقة وحشية في نوتنغهام، نعرب عن تعازينا العميقة وتعاطفنا مع عائلتها، ونتمنى تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة الوحشية إلى العدالة سريعًا".

وكانت فتاة تبلغ 17 عامًا اعتقلت بتهمة اعتداء تَسَبّب في ضرر جسدي خطير، ثم أطلق سراحها بكفالة. وأعربت سفارة القاهرة في لندن عن "قلق عميق"؛ داعية إلى تقديم المسؤولين "بسرعة إلى العدالة".

جونسون يقدم التعازي
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة إنه يشعر بالحزن الشديد بسبب وفاة مريم. ووجه التعازيّ إلى عائلة وأقرباء مريم. أضاف: "أكدت لوزير الخارجية المصري سامح شكري أن شرطة نوتينغهام شاير تحقق في القضية".

وقال محمد مصطفى والد مريم: "أريد العدالة لابنتي، ليس فقط لها، بل أيضًا حتى لا يحدث هذا لشابة أو لشاب آخرين". أضاف "ابنتي كانت مثل الملاك... كانت تعني العالم بالنسبة إليّ".

ودخلت طالبة الهندسة مريم البالغة 18 عامًا في غيبوبة بعد تعرّضها لهجوم في نوتنغهام في وسط بريطانيا في 20 فبراير، قبل أن تتوفى الأربعاء، وأثارت وفاتها غضبًا شديدًا.

وأكدت الشرطة البريطانية أن مريم تلقت لكمات مرات عدة في الشارع من قبل مجموعة فتيات قمن بتهديدها والاعتداء عليها، ثم لحقنها إلى الحافلة. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات للاعتداء صُوّرت من مؤخرة الحافلة.
&