أعربت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة عن قلقها بشأن عمليات نزوح واسعة جراء القتال المستمر في الغوطة الشرقية ومدينة عفرين في سوريا.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من أن النساء والأطفال يمثلون قرابة 70 في المئة من النازحين من الغوطة الشرقية، الذين يقدر عددهم بحوالي 50 ألف شخص.

وأضافت المنظمة الدولية أن كثيرا من النازحين في حالة صحية سيئة للغاية، وأن الأطفال يعانون من سوء التغذية والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي.

وأدى تقدم القوات الحكومية السورية في الغوطة إلى نزوح آلاف العائلات.

ووافقت الحكومة على إجلاء بعض المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة من الجيب الشمالي وسمحت بإدخال بعض المساعدات الإنسانية، رغم تواصل القصف.

في الوقت نفسه، تشير تقديرات وكالة اللاجئين الأممية إلى أن أكثر من 100000 شخص قد نزحوا من منازلهم بسبب القتال في عفرين.

وكان الجيش التركي وحلفاء له من المعارضة السورية قد أطلقوا عملية عسكرية قبل شهرين لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين ومحيطها، ذات الأغلبية الكردية.

وتقول الحكومة التركية إن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تنظيما إرهابيا.

وتحدث فريق من الأمم المتحدة في بلدة نوبول، الواقعة على بعد 26 كم شمال غرب مدينة حلب، إلى اللاجئين المنهكين الذين قاموا برحلات طويلة عبر الجبال من أجل الفرار. والآن أصبحت المساجد والمدارس المحلية مليئة بالنازحين الجدد.

ويأتي الفرار الجماعي بعد سبع سنوات من الحرب الدائرة في سوريا، التي شردت ما يقرب من 12 مليون شخص عن منازلهم.

وبلغ عدد النازحين خلال الحرب ما لا يقل عن 6.1 مليون نازح داخلياً، بينما فر 5.6 مليون آخرين إلى الخارج.

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو الثلاثاء إن أكثر من 65 في المئة من الأراضي في الغوطة الشرقية بسوريا "تم تحريرها من الإرهابيين".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن العدد الإجمالي للمدنيين الذين تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية منذ بدء عملية إنسانية بالمنطقة زاد إلى 79702 شخص معظمهم من الأطفال.

وأصبحت الغوطة مقسمة إلى ثلاثة جيوب، هي دوما شمالا تحت سيطرة فصيل "جيش الإسلام"، وحرستا غربا حيث حركة "أحرار الشام"، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل "فيلق الرحمن".

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، ومقره بريطانيا، أفاد بمقتل 15 طفلا وامرأتان في غارة جوية استهدفت مدرسة في بلدة عربين بالغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق.

وأوضح المرصد أن الضحايا قتلوا أثناء اختبائهم في قبو المدرسة هربا من الغارة الجوية.

وقالت روسيا، الحليف الرئيسي للحكومة السورية، إنها تساعد دمشق في القضاء على الجماعات المسلحة التي تسيطر على الغوطة الشرقية، ولكنها تنفي في الوقت ذاته استهداف مدنيين في غاراتها الجوية.

وبدأ الجيش السوري عملياته في الغوطة 18 فبراير/ شباط الماضي وتوغلت قواته بشكل كبير في المنطقة، وقسمتها إلى ثلاث مناطق وسيطرت على معظمها حاليا.

ويعتقد أن 400 ألف شخص قتلوا أو فقدوا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.