«إيلاف» من لندن: حل عيد نوزوز وهو عيد رأس السنة الكردية وعيد الربيع للعراقيين جميعا اليوم ليساهم في اذابة الجليد الذي طبع العلاقات بين بغداد وأربيل خلال الفترة الاخيرة من خلال التأكيد على وحدة الجميع والتوجه لطي صفحات الماضي والتي اكدت عليها رسائل القادة العراقيين بهذه المناسية والتي شذ عنها رئيس اقليم كردستان السابق مسعود بارزاني بتكرار اتهاماته بالخيانة والهجوم على قوى كردية وعراقية.

وقد اعلنت الحكومة العراقية اليوم الاربعاء وغدا الخميس عطلة رسمية في عموم البلاد لمناسبة اعياد الربيع ونوروز. 

عيد نوروز الدولي

ونوروز هوعيد رأس السنة الفارسية ويصادف يوم الاعتدال الربيعي أي الحادي والعشرين من مارس في التقويم الميلادي. ويعتبر هذا العيد أكبر الأعياد عند القومية الفارسية ويُحتفل به في إيران والدول المجاورة كأفغانستان وتركيا وكذلك الأكراد خاصة في شمال العراق.

وبحسب منظمة اليونسكو يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز حيث كانت المنظمة قد قررت في 10 شباط فبراير عام 2010 إدراج هذا العيد في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه "يوم نوروز الدولي".

العبادي ونجيرفان بارزاني يؤكدان على وحدة العراق والعراقيين

وتقدم رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتهنئة الى "العراقيين عموما والشعب الكردي خصوصا" بمناسبة عيد نوروز آملا بدوام الأمن والاستقرار على العراقيين جميعا وتعزيز وحدتهم وتلاحمهم لما فيه خير بلدهم "ويجعل من التآخي فيما بيننا قدوة ومثلاً أعلى لشعوب العالم خصوصا ونحن نمر اليوم بمرحلة وانطلاقة جديدة ذابت فيها كل الاشكالات وتحولنا من نصر كبير على الارهاب الى بلد قوي منيع استمد قوته من وحدة جميع مكونات شعبه". 

وتمنى للاكراد على وجه الخصوص بالعيش الكريم في عراق واحد يعيش فيه ابناؤه جميعا جنبا الى جنب ويتمتعون بحقوقهم على منهج العدل والمساواة وعدم التمييز .

كما وجه كلمة باللغة الكردية الى ابناء الشعب الكردي تابعتها “إيلاف" موضحا انه لايتكلم الكردية لكنه اراد ان يوجه تهنئته بها ليثبت ان العراق واحد موحد. وقال "لاعودة للتقسيم ولا عودة الى الوراء".
واشار العبادي متحدثا عن انعكاسات الاتفاقات السياسية الاخيرة على العلاقة بين اربيل وبغداد للمرحلة المقبلة قائلا "في الفترة السابقة كانت هناك مسائل عالقة لم تحل ثم تبلورت الى ‏اتفاقات سياسية لدى تشكيل الحكومة انذاك ".‏ وأضاف ان الحكومة ‏الحالية تدعم اللامركزية الادارية ونريد اعطاء مزيد من الصلاحيات للاقليم لكن ‏القرارات السيادية تبقى للحكومة الاتحادية ".. داعيا الى مراقبة عملية توزيع الرواتب ‏على موظفي الاقليم .‏
واكد ان " فتح الاجواء في مطاري اربيل والسليمانية تم بعد الموافقة ‏على جميع الاجراءات والقرارات الاتحادية واصبح المطاران يخضعان للسلطة ‏الاتحادية بالكامل".. مؤكدا ان "فرض سلطة الحكومة الاتحادية في الاقليم يصب ‏بمصلحة المواطن الكردي".‏

أكراد العراق يحتفلون بعيد نوروز


ومن جهته طمأن رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني مواطنيه بأن الاقليم ليس على حافة الكارثة لكنه أقر بانه يواجه مصاعب جمة سيتجاوزها مؤكدا ان الوضع الاقتصادي سيعود الى طبيعته مخاطبا العراقيين بالقول مهما كان الوضع السياسي وكيفما تكن العلاقات بين الحكومات فإننا سنبقى أخوة الى الابد.

فالعراق يزخر بثروات طبيعية وبشرية هائلة ونحن واثقون أنه من خلال حل المشكلات السياسية الأساسية، وتحسين أوضاع البلاد وإدارتها، فإن العراق سيمضي نحو الازدهار الذي يتطلع إليه الشعب العراقي".

معصوم وعلاوي لحسم الملفات العالقة بين بغداد واربيل 

وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمة متلفزة "ان احتفالات شعبنا الكردي بعيده القومي هذا العام وسط صعوبات اقتصادية متفاقمة، تدعونا جميعاً، مسؤولين وسلطات، إلى مضاعفة الجهود لحلها والى مواصلة نشر واعلاء قيم التعاضد والتضامن المجتمعي بما يعزز وحدة المجتمع بكل مكوناته وأطيافه على قيم الخير والتآزر التي هي دائماً من القيم الحية التي تنبض بها روح نوروز".
واعرب عن امله "بان نعمل بشكل حثيث من أجل تجاوز هذه الظروف الطارئة مثلما نعمل جميعا في العراق بعزم وإرادة على أن تكون احتفالاتنا وأعيادنا وحياتنا مستمرة في ظروف آمنة ومستقرة في عراق ديمقراطي اتحادي حر وآمن ومزدهر".

اما نائب الرئيس العراقي اياد عولاي فقد دعا لاستثمار مناسبة عيد نوروز لحسم الملفات العالقة المتبقية بين بغداد واربيل وإنهاء معاناة الشعب الكردي والانطلاق نحو تعزيز أواصر الإخوة والمحبة بين جميع أطياف الشعب العراقي للوقوف بوجه التهديدات والتحديات .
وقال "في هذه الأيام تتجلى أمامنا بشكل واضح تضحيات أهلنا الكرد على مر العقود الماضية ونضالهم الذي أضحى عنوانا للكفاح من أجل الحرية والتحرر بالاضافة الى كفاحهم ضد داعش". 

مسعود بارزاني يغرد خارج السرب

وبرغم كلمات التفاؤل التي عبر عنها القادة العراقيون لمستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل الا ان رئيس 

اقليم كردستان السابق مسعود بارزاني شذ عن ذلك موجها اتهامات بالخيانة لفصائل كردية وفرض القوة للحكومة الاتحادية في محافظة كركوك الشمالية .. مشددا على ان ذلك "لا يجوز" أن يتحول الى أمر واقع على حد قوله.
وقال بارزاني في رسالة تهنئة بمناسبة عيد نوروز "قبل إجراء عملية الاستفتاء وبعدها كررنا بأن الاستفتاء يهدف الى تحقيق السلام وإنهاء المشاكل مع بغداد كما أبدينا استعدادنا لحل كافة القضايا بالطرق السلمية". وأضاف أن "بعض الاطراف العراقية كانت متفهمة إتجاه حقوق شعب كردستان العادلة ولكن للاسف أظهرت بعضها معاداتها لحقوق الشعب الكردستاني لأهداف سياسية، وفرضت الحصار وردت بالقوة على الصوت السلمي لشعبنا".
واشار الى انه كانت هناك جهات داخل كردستان مصرة على اجراء الاستفتاء لكنها مع الاسف تبرأت حاليا من موقفها . وادعى ان "الاستفتاء لم يكن جريمة بل هو حق مشروع لشعب كردستان وكان نتيجة للظلم، وخرق مبدأ الشراكة من قبل بغداد".
وقال بارزاني أن "الاوضاع التي نتجت عن الخيانة وفرض بالقوة في كركوك والمناطق الاخرى لايجوز أن تتحول الى أمر واقع".. مشددا على ضرورة "تطبيع الاوضاع في كركوك وتطبيق المادة 140 وازالة مظاهر الاعتداءات والقتل الجماعي والتهجير التي حدثت في تلك المناطق" . واعتبر " الإنفتاح الحالي بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد، أمراً إيجابياً ونرحب به ونأمل أن يستمر الحوار والتفاهم بينهما بهدف حل المشكلات".

خطوات أيجابية بين بغداد وأربيل

يذكر ان الاحتفال بأعياد نوروز يحل هذه الايام في وقت بدأت خطوات جدية على طريق حل جميع الملفات الخلافية بين بغداد وأربيل حيث تم الاحد الماضي اطلاق الحكومة الاتحادية لمرتبات جميع موظفي اقليم كردستان وبضمنهم افراد قوات البيشمركة وذلك بعد ايام من اعلان العبادي الخميس الماضي عن اكمال سيطرة الحكومة الاتحادية قانونيا ودستوريا على مطاري اربيل والسليمانية موجها بفتحهما للطيران الدولي بشكل رسمي. 

 وكانت بغداد فرضت في 29 سبتمبر الماضي حظراً على الرحلات الدولية بمطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان رداً على إجراء استفتاء الانفصال في الخامس والعشرين من الشهر نفسه واشترطت فرض السلطة الاتحادية في المطارين لاستئناف الرحلات الجوية.