إيلاف من نيويورك: مكالمة هاتفية اجراها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، كانت كفيلة برحيل مستشار الامن القومي، هيربرت روبرت ماكماستر عن البيت الأبيض، وتعيين السفير السابق جون بولتون مكانه.

ولم يكن تعيين السفير بولتون مفاجئا، فالأخير التقى ترمب الخميس، حيث تم إبلاغه بإختياره لتولي المنصب قبل الإعلان رسميا، كما انه زار البيت الأبيض مؤخرا اكثر من مرة للبحث في إمكانية خلافة الجنرال ماكماستر.

رؤية مشتركة مع الرئيس

بولتون الذي سيتسلم منصبه رسميا في التاسع من نيسان/ابريل القادم، يشارك الرئيس في الكثير من الرؤى المتعلقة بالسياسة الخارجية، ويبقى السؤال الأهم في كيفية اختيار فريق عمله، فهل سيقوم باختيار مساعديه دون أي تدخل سياسي، أم انه سيرضخ منذ البداية للتدخلات لتفادي الدخول في مواجهة مبكرة مع الحلفاء والمعارضة.

عالم بطريقة عمل إيران والإخوان

ويعد السفير جون بولتون من أكثر المسؤولين الاميركيين المطلعين على ملفات الشرق الأوسط، فهو يعلم طريقة عمل ايران عن كثب، وكذلك المعارضة التي سبق له وان تحدث في لقاءاتها، كما سبق له وان نبه من التكتيكات التي تتبعها جماعة الاخوان المسلمين المتغيرة بحسب المصالح والظروف.

قرار صائب

صديق بولتون، ومستشار ترمب خلال الحملة الانتخابية، د.وليد فارس، إعتبر "ان تعيين السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة كمستشار للأمن القومي قرار صائب واستراتيجي في مرحلة تكثر فيها الازمات والتحديات لا سيما في الشرق الأوسط، وملفات كوريا الشمالية وروسيا والصين، فبولتون يمتلك خبرة كبيرة من خلال عمله في مجلس الامن الدولي".

الشخص المناسب

وقال، "تعرفنا على بولتون وعملنا معه سوية منذ اكثر من أربعة عشر عاما عندما كان سفيرا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، ثم في الكونغرس، ومؤخرا في شبكة فوكس حيث عمل كخبير للشؤون الدبلوماسية"، وأضاف، "من خصائص مستشار الأمن القومي الجديد امتلاكه فكرا استراتيجيا لا فكرا سياسيا ضيقا، وهو الشخص المناسب للتعامل مع أزمات الامن القومي في الولايات المتحدة، لا سميا فيما يتعلق بتحديد الجهات التي تمتلك نوايا سلبية تجاه واشنطن، وهو يمتلك فهما عميقا للمخاطر التي يسببها النظام الإيراني، ومطلع بشكل كبير على ملف كوريا الشمالية، وكذلك يفهم خطر المجموعات المتطرفة كالقاعدة وداعش، والتنظيمات المرتبطة بها، إضافة الى كيفية تحرك جماعة الاخوان المسلمين في العالم العربي، والدول الإسلامية والغربية".

نبأ سار للتحالف العربي

فارس لفت، "إلى ان جون بولتون يمتلك احتراما كبيرا في صفوف جميع الاطرف الأميركية بما فيها تلك التي لا تشاركه الرأي السياسي نفسه، وتعيينه يعد نبأ سارا لحلفاء الولايات المتحدة عموما، ودول التحالف العربي على وجه الخصوص، وفي الوقت نفسه سيشكل قلقا للقوى التي تعمل ضد اميركا والدول الحليفة لها، كإيران والجماعات المتشددة".

وأضاف، " أمر مهم ان يمتلك وزير الخارجية الحالي، ومديرة الإستخبارات المركزية، ووزير الدفاع، ومستشار الامن القومي في الإدارة الاميركية رؤية موحدة حيال المسائل الحساسة، ويبقى الأهم ان يكون بولتون على علاقات جيدة جدا بالرئيس وبالكونغرس، لأن هذا الأمر يسهل عمله".