«إيلاف» من القاهرة: يواصل المصريون الاقتراع لليوم الثاني على التوالي، لاختيار رئيس الجمهورية، في انتخابات محسومة مقدمًا للرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، الذي ينافسه أحد مؤيديه السابقين، رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى.

وشهد اليوم الأول من الاقتراع العديد من المواقف الطريفة والنادرة، منها تصويت أكثر من عروسين وهم بملابس الزفاف، إلى جانب طلب مواطن مصري الإسعاف لنقله إلى لجنة الاقتراع، واصطحاب وزير التعليم العالي حفيديه معه أثناء التصويت، ومواقف أخرى ترصدها "إيلاف" في التقرير التالي.

واصل المصريون التصويت لليوم الثاني على التوالي، لاختيار رئيس الجمهورية، من بين اثنين من المرشحين، هما الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، ووقع مواقف مثيرة ونادرة خلال اليوم الأول للاقتراع، منها تصويت أكثر من عروسين بملابس العرس، ففي مركز اقتراع جمعية الشابات المسلمات بمدينة أسوان، أدلى ياسر أحمد حسن، وعروسته بصوتيهما، وهما يرتديان ملابس الزفاف، وسط إنشاء الأهل والأصدقاء الأغاني النوبية، والضرب على الدفوف واللعب بالعصي، والأغاني الوطنية.

وفي لجنة الشهيد يحيى أبو المجد بقرية الكوم الأحمر، بمركز فرشوط بمحافظة قنا، دخل عروسان وهما يرتديان ملابس الزفاف، وأدليا بصوتيهما، وسط أجواء من الغناء والرقص، وقال العروسان إنهما صوّتا للمرشح "عبد الفتاح السيسي، لاستكمال مسيرة التنمية والقضاء على الإرهاب نهائيا وتنمية الصعيد وللقصاص لشهداء الوطن"، على حد قولهما.

عروسان مصريان بعد التصويت في الانتخابات

 

وفي محافظة بني سويف بالصعيد أيضًا، وتحديدًا في اللجنة الانتخابية بمدرسة أهوة الجديدة، أدلى العروسان أحمد ناصر على، 25 سنة، وعروسه دعاء عويس فتحي 22 سنة، بصوتيهما قبيل إغلاق اللجنة بدقائق، وتعالت الزغاريد، والأغاني الوطنية وأغاني الأعراس، وسط الضرب على الدفوف والمزمار البلدي.

وقال والد العروسة، إن ابنته وعريسها طلبا التصويت في الانتخابات، قبل التوجه إلى منزلهما، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء زاد من فرحتهم بالعرس.

ولأنه مريض ولا يستطيع التحرك، اتصل المواطن منصور رمضان طه، المقين في قرية القرايا بمركز إسنا بمحافظة قنا، بهيئة الإسعاف، لنقله لمقر اللجنة، والإدلاء بصوته في الانتخابات. وأرسلت هيئة الإسعاف سيارة مجهزة إليه، نقلت إلى مقر لجنته الانتخابية على سرير طبي.

وقال المواطن إن "كل مصري يجب أن يخرج ويشارك، احتراما للرئيس السيسي الذي لا يدخر وقتا وجهدا من أجل شعبه، ويقف ضد أعداء الوطن ويحارب الإرهاب، ويوفر كل ما في مصلحة المواطن من علاج وتموين"، مشيرًا إلى أن "كل المصريين سيردون الجميل للرئيس في انتخاباته".

عروسان يدليان بصوتيهما في بني سويف

 

واصطحبت أرملة الضابط بالقوات المسلحة مصطفى الوتيدي، طفليها معها إلى لجنة الاقتراع، وهما يرتديان الزي العسكري في لجنة مدرسة التجارة بميت غمر محافظة الدقهلية.

وأدى الطفلان التحية العسكرية لضباط وأفراد الجيش ضمن أفراد تأمين الانتخابات، ورد الضباط على الطفلين بتقبيلهما وحملهما واللعب معهما.

وقالت أرملة الضابط إنها حضرت ومعها طفليها، من أجل مصر، مشيرة إلى أنها تهدف إلى أن يعلم طفليها أن والدهما ضحى بحياته من أجل مستقبل المصريين، وحماية بلدهما، وأنهم جميعًا يقفون خلف الجيش والشرطة في حربهم على الإرهاب.

كما اصطحب وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، حفيديه معه إلى مقر لجنة الشهيد إبراهيم الرفاعي مدرسة بنت الشاطيء، بالتجمع الأول بالقاهرة، من أجل مشاركته العمل الديمقراطي وتدريبهما على ممارسته.

ودعا عبد الغفار خلال إدلائه بصوته جميع المواطنين للمشاركة الإيجابية في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية ، وخص بدعوته المجتمع الأكاديمي من أساتذة وعاملين وطلاب إلى الإدلاء بأصواتهم.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وجه رؤساء الجامعات ورؤساء المراكز والمعاهد البحثية وعمداء المعاهد العليا التابعة للوزارة بتيسر إدلاء منتسبي المجتمع الأكاديمي من أساتذة وعاملين وطلاب بصوتهم في الانتخابات الرئاسية، من خلال منح الأساتذة والعاملين والطلاب نصف يوم بالتناوب على مدار ثلاثة أيام وفقا للظروف والجداول الدراسية بالجامعات والمراكز والمعاهد البحثية والمعاهد العليا ، بما يمكن منتسبي المجتمع الأكاديمي من تنفيذ واجبهم الدستوري بالمشاركة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية التي تجرى خلال الفترة من 26-28 من مارس الجاري.

مراسم الخطبة في مقر اللجنة الانتخابية

وقال المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار محمود الشريف، إن أحد القضاة أصيب بأزمة قلبية، ونقل إلى المستشفى، واستبدل برئيس لجنة أخر، وإن هناك قاضيًا أخر توفي والده، واستكمل إشرافه على الانتخابات.

وقدم الشريف، في مؤتمر صحافي، مساء الاثنين، بخالص العزاء لوفاة مواطن عقب إدلائه بصوته في أحدى اللجان الانتخابية، مشيرًا إلى أن اليوم الأول لم يكن به أي شكاوى.

وكشف تقرير ائتلاف نزاهة لمتابعة الانتخابات، الذي يضم منظمات ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان (مصر)، متطوعون بلاحدود (لبنان)، والمسكونية لحقوق الإنسان (سويسرا)، أن مرحلة الدعاية شهدت تفاوتاً كبيراً بين أنشطة المرشحين، ففي الوقت الذي امتلأت فيه الشوارع والميادين بأنحاء الجمهورية بمظاهر الدعاية المختلفة لتأييد السيسى، فإن الدعاية التي قدمها المرشح موسى مصطفى، رئيس حزب الغد، محدودة للغاية.

وأوضح التقرير أن الائتلاف لم يتلق أو يرصد شكاوى من المرشحين أو حملاتهم الانتخابية بمخالفة القواعد الانتخابية أو التضييق المتعمد على عقد أنشطة الإعلان عن رؤى وبرامج المرشحين.

وأشار التحالف إلى رصده العديد من المخالفات القانونية للقواعد المنظمة للانتخابات، تمثل أبرزها في مشاركة مسؤولين تنفيذيين في مؤتمرات وفعاليات لدعم السيسى، على رأسهم محافظا كفر الشيخ، والقليوبية، كما شهدت بعض الكنائس خاصة في الصعيد فعاليات مماثلة بمشاركة رجال الكنيسة ونواب، رغم حظر القانون استغلال دور العبادة والشعارات الدينية في دعم مرشح بعينه، كما شهدت مراكز الشباب فعاليات مماثلة الأمر الذي يعد استغلالاً للمنشآت الحكومية، إلى جانب تعليق لافتات على جدران وواجهات مبان حكومية، منها مكاتب البريد وأمام أقسام الشرطة ومراكز الشباب وغيرها.

وتستمر عملية الاقتراع لمدة ثلاثة أيام ويتنافس فيها المرشحان الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي وموسي مصطفي موسي.

وتجرى الانتخابات الرئاسية في 13 ألفا و706 لجنة فرعية، داخل 10989 مركزا انتخابيا، ويشرف عليها 18 ألف قاض تقريبا،ويعاونهم 110 آلاف موظف، ويبلغ من يحق لهم التصويت نحو 60 مليون شخص.

وزير التعليم العالي يصطحب حفيديه