لندن: أجرت إذاعة بي بي سي في أكتوبر الماضي مقابلة مع الفيزيائي ستيفن هوكينغ اتضح أنها كانت آخر مقابلة معه قبل رحيله في 14 مارس هذا العام. 

أُجريت المقابلة مع هوكينغ بعد اكتشاف موجات الجاذبية نتيجة تصادم نجمين نيوترونيين بأحدهما الآخر. 

قال البروفيسور هوكينغ إنها علامة بارزة حقيقية في العلم لأن هذه أول مرة يُكتشف فيها مصدر موجة جاذبية مع نظير كهرومغناطيسي. 

ويؤكد الاكتشاف أن دفقات من أشعة غاما تحدث لدى اندماج نجوم نيوترونية، ويوفر طريقة جديدة لتحديد المسافات في الكون. وهذه هي الدرجة الأولى على ما سيصبح سُلَّماً جديداً للمسافات الكونية. 

وأوضح هوكينغ أن المادة داخل النجم النيوتروني أعلى كثافة من أي شيء يمكن انتاجه في المختبر والاشارة الكهرومغناطيسية القادمة من اندماج نجوم نيوترونية تعلّمنا شيئاً عن تصرف المادة حين تكون بهذه الكثافة الفائقة. 

وتطرق هوكينغ إلى موضوعه المفضل وهو الثقوب السوداء قائلا ان حقيقة نشوء الثقب الأسود من اندماج نجمين معروفة نظرياً ولكن هذا الحدث هو أول اختبار أو رصد عملي. والمرجح ان الاندماج ينتج نجماً نيوترونياً دواراً عملاقاً ينهار بعد ذلك لتكوين ثقب اسود. 

وأكد البروفيسور هوكينغ أن حسابات موجة الجاذبية تسلط ضوء جديداً على عمل المكان الزمان والجاذبية. فان موجات الجاذبية طريقة جديدة للبحث عن سمة تحويرات محتملة في النسبية العامة مشيراً إلى أن بعض العلماء يعتقدون ان النسبية العامة تحتاج إلى تحوير لتجنب إدخال الطاقة الداكنة والمادة الداكنة. 

ويؤدي فتح نافذة جديدة لرصد الكون إلى مفاجآت لا نعرفها. فنحن ما زلنا نفرك أعيننا أو بالاحرى آذاننا بعد أن استيقظنا على صوت موجات الجاذبية. 

وقال البرفيسور هوكينغ في ختام المقابلة ان تصادم نجوم نيوترونية طريقة واحدة لانتاج الذهب الذي يمكن انتاجه من حبس النيوترونات في المستعرات العظمى ايضاً. فالذهب نادر في كل مكان وليس في الكرة الأرضية وحدها، وسبب ندرته ان طاقة الترابط النووي تبلغ ذروتها بعنصر الحديد جاعلة من الصعب انتاج عناصر أثقل. كما ان قوة الطرد الكهرومغناطيسي يجب التغلب عليها بقوة نووية لتكوين نويات ثقيلة مستقرة مثل الذهب. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/science-environment-43499024