تصاعدت حدة التوتر البريطانية ـ الروسية، وتحدثت لندن عن احتمال غلق الملحقية التجارية بعد طرد الدبلوماسيين، وتلويح روسيا باتخاذ إجراءات مماثلة بعد تفتيش الأمن البريطاني لطائرة مدنية روسية في مطار هيثرو.

إيلاف: في خطوة قد تفاقم الأزمة كثيرًا بين لندن وموسكو، أفادت تقارير أن السلطات البريطانية قامت يوم الجمعة بتفتيش الطائرة الروسية إيه 321 إيرباص، التي يعتقد أنها رحلة إيروفلوت SU2582 بعدما سافر من شيريميتيفو فى موسكو إلى لندن.

وقالت التقارير إن ضباط الشرطة البريطانيين دخلوا الطائرة "بدون أسباب" بعد وقت قصير من وصولها إلى مطار هيثرو في لندن في الساعة 3:37 مساء بالتوقيت المحلي يوم الجمعة.

الطيارون يرفضون
وطلبت الشرطة بـ"إصرار" من الركاب والطاقم المغادرة، لكن الطيارين رفضوا ذلك ، وفقًا لتقارير متعددة قادمة من روسيا. وقال مصدر لوكالة أنترفاكس الروسية للأنباء "بعد مغادرة الركاب الطائرة طلب رجال الشرطة بشكل غير متوقع من الطاقم مغادرة الطائرة من أجل إجراء تفتيش هناك في غياب الطاقم".

ونفت شرطة سكوتلاند يارد أن ضباطها قاموا بتفتيش الطائرة. وقالت متحدثة باسم دايلي ستار أونلاين: "لقد تحدثت إلى غرفة التحكم الخاصة بنا في لندن هيثرو، وأكدنا أنها ليست قوتنا".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن المسؤولين في قوة حدود الحدود صعدوا إلى الطائرة وإن إيروفلوت "مستعدة للتعاون مع سلطات المملكة المتحدة إذا كان هناك تفسير".

إجراء روتيني
وأعلن وزير الأمن البريطاني بن والاس، أن تفتيش طائرة "إيروفلوت" الروسية في مطار هيثرو في لندن يوم أمس، كان مجرد إجراء روتيني لحماية البلاد.

وقال وزير الأمن البريطاني ردًا على المطالب الروسية بتفسير رسمي لإجراءات لندن هذه: "من المعتاد أن يقوم حرس الحدود بتفتيش الطائرات لحماية المملكة المتحدة من الجريمة المنظمة ومحاولات جلب مواد ضارة مثل المخدرات أو الأسلحة النارية إلى البلاد".

وأضاف أن "السلطات البريطانية سمحت للطائرة بالاستمرار في رحلتها، فور الانتهاء من إجراءات التفتيش".

موسكو تلوّح برد
وفي أول رد منها، لوّحت موسكو بإمكانية اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه شركات الطيران البريطانية إذا لم تقدم لندن إيضاحًا حول أسباب تفتيش طائرة روسية في مطار هيثرو الدولي.

ونقلت وكالة نوفوستي عن مصدر في وزارة النقل الروسية يوم السبت قوله: "في حال عدم تقديم الإيضاحات اللازمة، سيعتبر الجانب الروسي هذه التصرفات تجاه طائرتنا غير قانونية، وسيحتفظ بحق اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه شركات الطيران البريطانية".

وقالت الوزارة في وقت سابق إن مركز تنسيق شؤون سلامة الطيران في روسيا، في صدد الاستفسار حول أسباب تفتيش طائرة شركة الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت" في مطار هيثرو الدولي أخيرًا.

مواد محظورة
قال فيتالي ميترافانوف، قائد طائرة الركاب الروسية التي تعرّضت أمس للتفتيش في مطار هيثرو في لندن، إن رجال الأمن البريطاني بحثوا عن مواد محظورة داخل الطائرة.

وأضاف ميترافانوف، أن مجموعة من الأشخاص بملابس مدنية وبرفقة كلاب بوليسية، دخلوا الطائرة بعدما طلبوا من الركاب مغادرتها.

وقال إن رجال الشرطة أعلنوا أنه يجب تفتيش الطائرة بحثًا عن مواد محظورة على متنها. وأصرّوا على تنفيذ التفتيش بدون وجود الطاقم، وسمحوا لقائد الطائرة فقط بالبقاء فيها على الرغم من أن هذه الخطوات يجب أن تجري بحضور كل المضيفين والمضيفات.

أوضح ميترافانوف أنه بقي في مقصورة القيادة بناء على طلب مجموعة المفتشين التي ضمت 5-6 أشخاص. وذكر قائد الطائرة، أن ذلك تسبب بتأخير موعد إقلاع الطائرة أكثر من 5 ساعات. وقال: "وافقنا على التفتيش، فقط لرغبتنا في إنجاز الرحلة الجوية. وتم تنسيق ذلك مع القنصل الروسي ومع ممثلي خدمة سلامة الطيران".

ووجّهت السفارة الروسية مذكرة احتجاج إلى الخارجية البريطانية على خلفية الحادث، واعتبرت ذلك استفزازًا فظًا جديدًا من جانب السلطات البريطانية.

واعتبرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التصرف البريطاني "عملًا استفزازيًا".

المحلقية التجارية
إلى ذلك، رجحت بريطانيا إغلاق الملحقية التجارية الروسية في لندن بعد طرد دبلوماسيين بريطانيين من روسيا وتهديد الجانب الروسي بتقليص إضافي لعدد الدبلوماسيين البريطانيين على أراضيها.

ونقلت صحيفة "دايلي مايل" اللندنية عن مصدر مطلع قوله، إن السلطات البريطانية وصفت الممثلية التجارية الروسية في لندن بـ"وكر للجواسيس"، وتنظر في موضوع إغلاقها.

أضافت الصحيفة، أن لندن تتهم الكرملين بـ"تأجيج الحرب الكلامية"، وخاصة بعد إعلانه عن ضرورة طرد عدد أكبر من الدبلوماسيين البريطانيين.