احتفل محرك البحث في إصدار (Google Doodle) بالذكرى الـ153 لميلاد أناندي غوبال جوشي، أول طبيبة في الهند، وكانت حطمت في تصميمها كل القوالب النمطية المتعلقة بالفرق بين الجنسين. 

إيلاف: كانت الطبيبة ولدت في وقت لم تحصل فيه معظم النساء في بلدها على تعليم، ورغم ذلك، فإنها أبحرت إلى أميركا في سن 18 عامًا لدراسة الطب، وتخرجت من كلية الطب النسائية في بنسلفانيا في عام 1885، لتصبح أول امرأة هندية تحصل على شهادة في الطب الغربي.

رغم وفاتها المبكرة، إلا أن تصميمها على تحدي القوالب النمطية المتعلقة بالجنسين والعادات الثقافية أدى إلى ظهور درب واضح للأجيال المقبلة في الهند، في مسائل حقوق المرأة في التعليم ومساواتها مع الرجل.

الطبيبة جوشي كانت مدفوعة لدراسة الطب من خلال وفاة طفلها بعد 10 أيام بسبب نقص الرعاية الطبية للنساء، وكانت أنجبت هذا الطفل، وهو الأول عندما كان عمرها 14 عامًا.

كانت وفاة الطفل عامل تشجيع لجوشي على الاهتمام بالطب حتى تتمكن من "مساعدة الكثيرين ممن لا يستطيعون مساعدة أنفسهم"، على حد تعبيرها في ما بعد في طلبها في الكلية.

زواج مبكر 
وكانت جوشي تزوجت في سن التاسعة، كما هو شائع في الهند في القرن التاسع عشر، من رجل يكبرها بعشرين سنة. وشجّعها زوجها غوبالرو جوشي، الذي كان يعمل ككاتب بريد على تحقيق طموحها وساعدها على تعليمها القراءة والكتابة.

وفي الوقت الذي كانت فيه تحظى بدعم زوجها، أدانت الطائفة الهندوسية الأرثوذكسية طموح جوشي، الذي هددها بالحرمان، لكنها تحدت كل المحاذير والعقبات الثقافية واعتلال الصحة للتأهل كطبيبة.

على الرغم من ذلك، سافرت إلى نيويورك في عام 1883، برعاية اثنين من اصدقاء إنكليز، وبعد وصولها إلى أميركا، كتبت إلى الكلية الطبية النسائية في بنسلفانيا لطلب مكان في برنامجها الطبي، وهو واحد من أوائل البرامج في العالم التي قبلت النساء. 

حينها اعترفت جوشي في طلبها بأن أوراق اعتمادها قد لا تندرج تحت المتطلبات المعتادة للكلية، لكنها ناشدتها أن تستثنى منها، خدمة لمعاناة امرأة فقيرة.

وقد حصلت جوشي على مقعد، حيث درست دبلوم الطب سنتين إلى جانب طالبتين من أولى طالبات الطب، من اليابان، وهي كي أوكامي، وسوريا هي ثبات إسلامبولي. وعلى الرغم من معاناتها الصحية طوال دراستها ، فإنها تخرجت في 11 مارس 1885.

بعد حصول جوشي على شهادتها في الطب، كتب عميد الكلية عن إنجازها إلى الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا، التي كانت أيضًا إمبراطورة الهند. وردت الملكة برسالة تهنئة.

استقبال كبير 
لقيت استقبالًا كبيرًا لدى عودتها إلى الهند ، حيث وصفها محرر صحيفة كيساري بأنها "واحدة من أعظم النساء في عصرنا الحديث". 

وفي العام 1886، تم تعيين جوشي الطبيب المسؤول عن جناح النساء في مستشفى ألبرت إدوارد في كولهابور. وهي كانت تحلم بفتح كلية طبية للنساء، لكن ذلك كان طموحًا لم تدركه، إذ توفيت بسبب مرض السل في 26 فبراير 1887، قبل أن تبدأ في ممارسة الطب. وكانت في سن الـ21 عامًا.

كانت جوشي واحدة من عدد من النساء البارزات اللاتي أطقلت أسماءهن على الحفر الكبيرة على كوكب الزهرة. حيث أطلق الاتحاد الفلكي الدولي العام 1997، اسم "Joshee" على حفرة قطرها 34 كم تقع عند خط العرض 5.5 درجة شمالًا وخط طول 288.8 درجة شرقًا.