نصر المجالي: مع تواصل التقارير عن مناقشات غربية حول عمل عسكري ضد سوريا، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد عدة اجتماعات عمل مغلقة، اليوم الأربعاء، وسيجري بعدها اتصالات هاتفية دولية.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين بأن بوتين لا يخطط حتى الآن لإجراء مكالمات هاتفية مع قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا.

 وتدرس الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى القيام بعمل عسكري لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما يعتقد بأنه هجوم بغاز سام يوم السبت على مدينة دوما الخاضعة للمعارضة والتي صمدت طويلا أمام القوات الحكومية السورية.

وقال بيسكوف معلقا على احتمال الاتصال مع انجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون إن "لا يجري التخطيط لمثل هذه الاتصالات"، لكنه لفت الانتباه إلى عدم التخطيط لاتصالات على أعلى المستويات فقط.

وعلى صعيد متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الكرملين يأمل بأن يبتعد الجميع عن اتخاذ خطوات تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في سوريا.

وقال بيسكوف للصحفيين: "لا أود الدخول في نقاش بطريقة ما حول قضية، ماذا سيحدث، أذا تم توجيه ضربة…ما زلت أريد أن آمل أن يتجنب جميع الأطراف اتخاذ خطوات تؤدي إلى تزعزع استقرار الوضع الهش بالفعل في المنطقة ".

مزاعم

 وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن المزاعم بأن قوات الحكومة السورية نفذت هجوما بأسلحة كيميائية لا تستند إلى حقائق وقال إنه يريد تحقيقا محايدا في الواقعة. 

وقال إنه يأمل أن تتفادى كل الأطراف المعنية في سوريا أي تحرك من شأنه زعزعة وضع هش بالفعل في الشرق الأوسط وأوضح أنه يعارض بقوة أي ضربة أميركية محتملة لحليفته سوريا.

وقال بيسكوف، معلقاً على كلام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال حديثه مع أمير قطر عن التأثير الضار لروسيا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد: "نحن لا نتفق مع هذه الكلمات وعلاوة على ذلك، فإننا نعتقد أن هذه المعلومات عواقب مروعة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في دوما لا تستند إلى بيانات حقيقية".

رد قوي

ولدى سؤاله بشأن تصريحات أدلى بها سفير روسيا في لبنان قال خلالها إن أي صواريخ أميركية ستطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقعها، قال الكرملين إنه لا يريد التعقيب على مثل هذه المسائل.

وقال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين، إن أي صواريخ أميركية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها. واشار في تصريحات لقناة "المنار" اللبنانية، إلى إنه كان يشير إلى تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسي.

ومن جهته، أعلن النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي لشؤون الدفاع، يفغيني سيريبرينيكوف، في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن الرد الروسي سيكون فوريا في حال تعرض الجنود الروس في سوريا لأي ضرر من عملية عسكرية أميركية محتملة ضد سوريا.

يشار إلى أن موسكو تعارض أي ضربة غربية على حليفها المقرب الأسد وعرقلت تحرك مجلس الأمن بشأن سوريا 12 مرة.

وشل مجلس الأمن في إقرار ثلاثة مشروعات قرارات بشأن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا. فقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أميركي سعى إلى إجراء تحقيق يحدد المسؤول عن مثل هذه الهجمات، في حين أخفق مشروعا قرارين قدمتهما روسيا في الحصول على تسعة أصوات، وهو الحد الأدنى اللازم لتبني أي مسودة قرار بالمجلس والذي يتسنى بعده فقط استخدام الفيتو.