إيلاف من لندن: اعترف العبادي اليوم بصعوبة مكافحة الفساد في بلاده بالطرق التقليدية مؤكدا الحاجة إلى ثورة جذية لانهائه مشددًا على أن معركة الفساد مصيرية ويجب النجاح فيها.

وقال العبادي في كلمة بافتتاح المؤتمر الوزاري السادس للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في بغداد الاحد وتابعتها "إيلاف" إن العراق لم يتمكن من الانتصار على تنظيم داعش لولا محاربته للفساد منوها إلى أنّ هناك علاقة بين الفاسدين والارهاب.. وشدد بالقول "اننا اذ نستعيد بلدنا وارضنا ومواطنينا من الارهاب نؤكد عزمنا على حماية المال العام ومسؤوليتنا جميعا حمايته كل من موقعه".

وأشار إلى أنّ الفساد كان جزءا اساسيا من انهيار المدن العراقية امام تنظيم داعش نظرا لعدم تحمس المقاتلين في المواجهة والدفاع عن بلدهم والتضحية بارواحهم وهم يرون المسؤولين يسرقون المال العام او يهدرونه.. وقال انه لذلك كان الخطوات الاولى في مواجهة الارهاب هي بمحاصرة الفساد فحصل تقدم عسكري واضح ضد الارهاب.

وشدد على ان الفساد والارهاب وجهات لعملة واحدة وهناك علاقة هيكلية بينهما ولذلم فأن محاربتهما اساس لتحقيق التنمية. وأكد ان المنطقة تحتاج إلى ثورة جذرية ضد الفساد.. داعيا إلى نظرة جذرية لمكافحة الفساد ولذلك اقدم العراق على فتح ملفات فساد كثيرة تخص مسؤولين كبار قدموا للقضاء.

وأكد انه لن يتردد امام فتح اي ملف فساد "سواء كان المتهم هذا الشخص اوذاك والفاسدون يعرفون جيدا جدية العمل الذي نقوم به وخطورته عليهم". وأشار إلى أنّ البعض يحتل مناصب مؤثرة ويستأثر بالثروة بناء على قيمة رمزية وليست اعتبارية. واوضح بالقول "الفاسدون هم اكثر الناس اصواتا تدعو لمحاربة الفساد ولعنه فهم يعرفون جيدا جدية العمل الذي نقوم به وخطورته عليهم ".

المؤتمر العربي لمكافحة الفساد

وحذر العبادي من ان "عدم توزيع الثروة بشكل عادل هو فساد ولا يجوز ان يستأثر القلة بالثروة على حساب عامة الشعب".. مؤكدا على الحاجة لثورة لحماية المال العام وتحقيق العدالة الاجتماعية حيث لايمكن محاربة الفساد بالطرق التقليدية.. داعيا لنظرة جذرية لمكافحة الفساد.

وأشار العبادي إلى أنّه ليس من الإنصاف التقليل من الخطوات التي اتبعناها لتقليل حجم الفساد فهناك آلاف من ملفات التحقيق التي فتحت في قضايا كبيرة وتم احالة الكثير من المتهمين للتحقيق وصدرت بحقهم احكام قضائية مختلفة.وأكد على ضرورة تعاون المواطنين وان يتحمل كل مواطن مسؤوليته في كشف الفساد والابلاغ عنه ومساعدة اللجان التحقيقية وان تتعزز ثقة المواطن بالاجهزة الرقابية والتحقيقية. وتابع أن "عدم توزيع الثروة بشكل عادل هو فساد ولا يجوز ان يستأثر القلة بالثروة على حساب عامة الشعب".. مؤكدا انه لايمكن محاربة الفساد بالطرق التقليدية". 

وأشار العبادي إلى أنّ بلاده تتعاون في مكافحة الفساد حاليا مع الامم المتحدة ووقعت مذكرات معها بهذا الخصوص منوها إلى أنّ الدول الاوروبية تتعاون مع العراق ايضا من خلال مواجهة تهريب الاموال عبر الحدود مشيرا إلى أنّ هذه الجهود تحتاج إلى وقت لكن نتائجها يقينية. 

وشدد العبادي في الختام على ان حكومته تفتح حاليا ملفات فساد كبيرة وهي لن تتردد لحسابات سياسية او مصلحية فردية من الكشف عن الفاسدين واحالتهم إلى القضاء مهما كانت مواقعهم.. مشددا بالقول "ان معركة الفساد مصيرية ويجب النجاح فيها".

مكافحة الفساد المستشري في الدول العربية 

وانطلقت في بغداد الاحد أعمال مؤتمر وزاريِّ للشبكة العربيَّة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بمشاركة 18 دولةً عربيَّةً و25 منظمةً مستقلةً وفاعلةً من المجتمع المدنيِّ، ومُمثِّلين عن الأمم المُتَّحدة وخبراء دوليِّين. 
وقالت هيئة النزاحة العراقية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان المشاركين في المؤتمر الذي يرأسه العراق تحت شعار "مكافحة الفساد في خدمة أمن الإنسان والمجتمع" سيناقشون مُستجدات جهود تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في البلدان العربيَّة وأدائها من منظورالمُؤشِّرات الدوليَّة وسبل الارتقاء بها.

واضافت ان المؤتمر سيشهدُ على مدى يومين عدَّة لقاءاتٍ وورش عملٍ لبحث السياسات العامَّة وتجارب مُقارنة لجذب الاستثمار وتحفيز النمو وتعزيز جودة الخدمات من خلال مكافحة الفساد، فضلاً عن آثار الفساد في أمن الإنسان والمجتمع والاستراتيجيَّات الكفيلة بالحدِّ منه، ومكافحة الفساد في الحالات المُتأثِّرة بالنزاعات.

وسيصدرعن المؤتمر إعلانٌ باسم "إعلان بغداد" يتضمَّن خلاصة أعمال ومُقترحات وتوصيات المشاركين فيه، بما يُسهم في دعم جهود مكافحة الفساد على الصعيد العربيِّ استناداً إلى المعايير الدوليَّة والإقليميَّة ذات الصلة؛ بغية تطوير سياسات وطرق وبرامج مكافحة الفساد.

وتُعَدُّ الشبكة العربيَّة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد الآليَّة الإقليميَّة الأبرز التي تختصُّ بدعم جهود الدول العربيَّة لمكافحة الفساد وهي تضمُّ 47 وزارةً وهيئة حكوميةً وقضائيَّةً من 18 بلداً عربياً و25 مُنظمةً مُستقلةً وتعمل بدعمٍ من برنامج الأمم المُتَّحدة الإنمائيِّ وشركاء آخرين.

يشار إلى أنّ مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 لمنظمة الشفافية الدولية قد اظهر ان خمسة بلدان عربية هي الاكثر فسادًا في العالم، وهي الصومال وسوريا واليمن والسودان والعراق. 

وأشارت المنظمة في تقريرها السنوي إلى أن الصومال احتلت المرتبة الأخيرة عالميا برقم 180 أي الاولى فسادًا عالميًا، ثم سوريا في المرتبة 178، واليمن والسودان في المرتبة 175، والعراق في المرتبة 169، فيما احتلت مصر المرتبة 117والأردن بالمرتبة 59 عالميًا من بين 180 بلدًا تناولها تقرير مؤشر الفساد في العالم الصدر في شباط فبراير الماضي.