تتواصل ردود الفعل على الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية ضد نظام بشار الأسد، وقال خبراء عسكريون مصريون إن هذه الضربات ليست مؤشرًا على قرب اندلاع مواجهات عسكرية مباشرة بين الغرب بقيادة أميركا والتحالف الإيراني الروسي في سوريا.

القاهرة: مازالت صدى الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية ضد مواقع تصنيع وتخزين الأسلحة الكيمائية في سوريا، تتردد في مختلف أنحاء العالم، وقال خبراء عسكريون مصريون إن الضربات العسكرية لا تؤشر على وجود خلاف يصل إلى حد المواجهات المباشرة بين التحالف الروسي الإيراني في سوريا من جانب، وبين أميركا وبريطانيا وفرنسا من جانب آخر.

وقال الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، إن الهجمات التي شنتها دول أميركا وبريطانيا وفرنسا لن تصل إلى حد المواجهات المباشرة العنيفة مع روسيا والمتحالفين معها في سوريا، مشيرًا إلى أن دول المنطقة العربية "مستخدمون لتحقيق مصالح الغرب وروسيا للأسف"، لكن لن تصل الخلافات بينهم إلى حد الصدام".

وقال لـ"إيلاف" إن الحقيقة مازالت ضائعة في الأسباب الحقيقية التي دفعت الغرب لشن هجمات مباشرة ضد نظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أن القول بوجود أو استخدامه للأسلحة الكيماوية غير مقنع. وتابع: أميل إلى أنها تمثيلية من جانب الغرب الأميركي، لاسيما أن بشار سبق أن أتهم باستخدام الأسلحة الكيماوية وسبب ذلك له مشاكل كثيرة، وليس من التعقل أن يعيد استخدامها مرة أخرى.

ولفت إلى أن الهدف من الضربات هو الحفاظ على ماء وجه أميركا، لاسيما أنها أجبرت على الرحيل عن سوريا، وتعرضت المنظمات التابعة لها للهزيمة، وتم ترحيلها إلى شمال غرب سوريا، مما جعل من روسيا القوة الرئيسية في سوريا المساندة للنظام الحاكم.

وأشار إلى أن أخطر ما في الضربات الغربية، هو التوقيت الذي يتزامن مع انعقاد القمة العربية، ودعا الزعماء العرب إلى أن يتخذوا قرارات حاسمة في هذا الصدد.

ووفقًا للخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، فإن الضربات الغربية موجهة ضد روسيا والنظام السوري والعرب، بدرجات متفاوتة حسب ثقل كل فريق منهم في الأزمة السورية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المستهدف الرئيسي هي روسيا، مشيرًا إلى أن أميركا وحلفاءها أردوا توجيه رسالة مفادها إلى موسكو لا تستطيع حماية نظام بشار الأسد، إذا أراد الغرب عقابه.

واستبعد الخبير العسكري وقوع مواجهات عسكرية مباشرة بين روسيا والغرب، وقال إن الجميع يتجنبون هذا السيناريو، ويسعون إلى أن تبقى الخلافات بينهم باستخدام الوكلاء أو التابعين في الأراضي السورية.

وذكر أن الغرب اضطر للتدخل في سوريا بشكل مباشر، وتحت مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين لتغطية فشلها في سوريا، بعد أن تعرضت الفصائل والتنظيمات التابعة له للهزيمة، ولم يعد لديها وجود حقيقي على الأرض، سواء الجيش الحر أو تنظيم داعش أو جيش الإسلام، القوات الكردية، مشيرًا إلى أن الغرب ولاسيما أميركا تسعى إلى إعادة تجميع القوات التابعة لها مرة أخرى في أدلب وشمال سوريا.

وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، النائب علاء عابد، إن التاريخ أثبت أن استخدام القوة لحل المشكلات هو أسلوب فاشل ولا يؤدى إلا إلى المزيد من الدمار والقتلى والجرحى، والدليل على ذلك ما حدث من قبل في العراق وليبيا والآن في سوريا، مشددا على رفضه القاطع لاستخدام القوة لحل الأزمة السورية.

 وأشاد " عابد " في تصريح لـ"إيلاف"، بالموقف المصري الذي أعربت فيه مصر عن بالغ قلقها من التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر.

 وطالب النائب علاء عابد من القادة والزعماء العرب في قمة الرياض العربية باتخاذ موقف موحد تجاه الأزمة السورية، يكفل الحل السلمي لها، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية والشعب السوري الشقيق لأنه الضحية الأولى لما يدور داخل سوريا، مؤكدًا ضرورة المصارحة الحقيقية بين الدول العربية والاستجابة الفورية لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر والمؤامرات التي تواجه الدول العربية.

وتساءل النائب علاء عابد قائلا: هل استوعبت الأمة العربية الدرس القاسي الذي أشرنا إليه مرارا وتكرارا بأن أميركا والغرب هدفهم هو شرق أوسط جديد، وهل يخفى على أحد الآن، أن التنظيمات الإرهابية التي تصول وتجول في المنطقة من صنيعة أميركا وإسرائيل وتدعمها بالسلاح والمال والمعدات من أجل تحقيق أهدافها، واعتقد أنه آن الأوان لتكوين جيش عربي موحد للدفاع عن الأمة العربية.

وكانت قوات جوية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، شنت فجر اليوم السبت عملية عسكرية على سوريا ردا على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت به دمشق في دوما، واستهدفت غارات جوية مواقع ومقار عسكرية عدة، في دمشق وحمص. وفي وقت لاحق أعلن قائد الأركان الأميركي "انتهاء" الضربات في سوريا.

استهدفت ضربات جوية أميركية-بريطانية-فرنسية مواقع عسكرية في سوريا، ردا على الهجمات الكيميائية المفترضة في دوما في الغوطة الشرقية، حسبما قال الرئيس الأميركي والفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية.