«إيلاف» من بيروت: بعد الرسالة التي وجّهها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمام اللقاء السنوي للاغتراب اللبناني الذي تنظمه حركة "أمل" ، حيث دعا المغتربين قائلاً :" لا تسمعوا للطائفيين ولا تعطوهم أصواتكم"، مشيرًا بذلك الى وزير الخارجية جبران باسيل، هل يمكن القول إن هذه الرسالة زادت من وتيرة الجدل القائم حول العملية الانتخابية التي دُعي المغتربون للمشاركة فيها للمرة الأولى؟ خصوصًا أن الرسالة تناولت الجدل على خلفية إمكانية استغلال وزارة الخارجية من قبل الوزير جبران باسيل لمؤتمرات الطاقة التي نظمتها واتّهام وزارة الخارجية باحتكار داتا المعلومات الخاصة بها. 

فما مدى صحة كل تلك المعلومات وإلى أي مدى يمكن القول إن باسيل استثمر في وزارة خارجيته من أجل نيل أصوات المغتربين لصالحه؟

يعتبر الوزير السابق والنائب نبيل دو فريج في حديثه ل"إيلاف" أنه من الواضح كما نسمع أن باسيل قام بمهامه كوزير للمغتربين أكثر من أي وزارة كان على رأسها وذلك قبل الانتخابات النيابية، ويمكن القول إن وزير الخارجية الفعلي ومن دون أي أهداف خاصة يبقى رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، من خلال كل جولاته، ومن خلال جولات باسيل على المغتربين من الطبيعي أن يستفيد منها كي يأخذ الأصوات التفضيلية له ولكل حزبه في الانتخابات النيابية المقبلة.

الوزارة والنيابة

وردًا على سؤال ألا ينبغي ذلك أن يطرح موضوع ضرورة فصل الوزارة عن النيابة كي لا يتم استغلالها في الانتخابات النيابية في لبنان؟ يجيب دو فريج أن موضوع فصل الوزارة عن النيابة ضروري ومهم بالمبدأ في لبنان، ولكن لا يعمل به وحتى لو تم القيام به فإن الحكومات في لبنان تبقى مؤلفة من أحزاب سياسية، وهذه الأحزاب قد تلعب دورها أيضًا في مسألة استغلال المنصب من دون الحاجة أن يكون النائب وزيرًا في الأساس.

الشفافية

ولدى سؤاله بأن 21 ابريل المقبل هو موعد اقتراع المغتربين وذلك قبل المقيمين في لبنان في 6 مايو فهل تكون انتخابات المغتربين بالشفافية التي يتمناها البعض لها؟ يجيب دو فريج أن تلك الانتخابات تبقى امتحانًا كبيرًا، ولا أحد يعلم مدى شفافيتها طالما لن يكون الفرز موجود حيث يتم الإقتراع.

وكذلك تسجيل المغتربين للإقتراع يحمل أكثر من علامة استفهام، وعلامات استفهام أيضًا على بعض السفراء الذين يقال عنهم أنهم أعطوا أرقام بعض المقترعين لإحدى الأحزاب في لبنان، حتى يستطيع هذا الحزب ان يتصل بهم، ويبقى أن السفير ليس من حقه إعطاء داتا الإتصالات لأي جهة، من هنا علامات الاستفهام الكبيرة حول شفافية الانتخابات بالنسبة للمقترعين، كذلك مع التساؤل لماذا يجب أن يكون بعد الإقتراع وبعد تصويت المغتربين خارجًا، أن يتم الفرز لاحقًا في لبنان، من خلال إرسال الصناديق الى البنك المركزي في لبنان، ولنا الثقة الكاملة بالبنك المركزي لكن من خلال تجوال الصناديق من السفارات الى البنك المركزي ما الذي سيحصل، هل فعلاً سيكون صندوق الإقتراع نفسه أم سيتم تبديله؟ ولماذا لا تذهب شخصيات من قبل وزارة الداخلية الى مراكز الإقتراع خارجًا ويتم فرز الأصوات بإشرافهم هناك خصوصًا أن عدد المقترعين في الخارج لا يبلغ نسبة كبيرة جدًا وبالتالي تبقى تلك العملية سهلة إذا تمت في الخارج.

حيث يتم إرسال النتائج من هناك بطريقة سرية حينها إلى البنك المركزي في لبنان.

أجواء تشنج

وردًا على سؤال بأن الساحة الإغترابية تشهد أجواء تشنجية هل سيزيد هذا التشنج بعد الجدل القائم حول الانتخابات المقبلة للمغتربين؟ يلفت دو فريج إلى أن الأمر منوط بالجهات التي تريد هذا التشنج الإغترابي أن يزيد، والواضح أن التصريحات في لبنان من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وكل وسائل الإعلام تزيد من هذا التشنج، وهذا التوتر بين المرشحين من ضمن اللائحة الواحدة، والمغترب في الخارج يتأثر بكل هذه الأجواء السلبية في لبنان، مع وجود قانون انتخابي يشجع على هذا التوتر.

ويلفت دو فريج إلى أنه من الواضح وجود تململ في الداخل وفي الإغتراب من تصرفات الوزير باسيل، بصفته اهتم بالمغتربين من دون الإهتمام بالخارجية وذلك من أجل أهداف انتخابية.