لندن: حتى عام 2000، بدا محتمًا تقريبًا أن يشرع علماء في استنساخ بشر. كانت الخطوة الأولى استنساخ النعجة دولي في عام 1997. لكنّ قرارًا صدر بأن هذه التكنولوجيا ليست أمينة، ويجب أن تُمنع حتى لأغراض البحث أو العلاج. 

تطور تقني

في هذه الأثناء، تقدم علم الوراثة حتى اصبحنا الآن، من المنظور العلمي، قريبين جدًا من اكتساب القدرة على استنساخ بشر. لكن ما زالت هناك موانع كبيرة وهي ليست علمية فحسب. 

أولًا، إن التكنولوجيا التي استنسخت النعجة دولي لا تعمل بكفاءة، وإن جنينًا واحدًا من أصل 100 جنين مستنسخ أسفر عن ولادة حية، في حين أن بعض الأجنة التي تولد حية تولد بعيوب خلقية قاتلة. تمكن العلماء من تذليل هذه العقبات بتفعيل الجينات المطلوبة لتنمية خلية إلى جنين متكامل. 

أتاحت هذه الانجازات لبعض الشركات أن تستنسخ لزبائنها حيوانات أليفة لم يطيقوا فراقها، وإن كانت العملية باهظة الكلفة بحيث لا يتحملها إلا المشاهير حتى الآن. وأتاحت التطورات نفسها لعلماء صينيين أن ينجحوا في استنساخ قرود. 

لكن استنساخ بشر يتطلب عددًا كبيرًا من حالات الحمل الفاشلة، حيث من الصعب صدور موافقة على مواصلة البحث العلمي في هذا الاتجاه. أوضح يي جانغ، البيولوجي المختص بالخلايا الجذعية، أن عملية استنساخ قردين من قرود الماكاك تطلبت أرحام 63 أمًا بديلة و417 بويضة، أسفرت كلها عن ست حالات حمل فقط. 

استنساخ أعضاء بشرية

تكمن العقبة الأخرى في أن بلدانًا عديدة لن تسمح بهذه العملية. وبحسب مركز علم الوراثة والمجتمع في الولايات المتحدة، أي شكل من أشكال الاستنساخ ممنوع منعًا باتًا في 46 بلدًا، واستنساخ البشر ممنوع في 32 بلدًا آخر مع ترك خيار استنساخ الخلايا البشرية للأغراض العلاجية مفتوحًا، مثل تنمية أعضاء من الجسم. 

هذا لا يعني أن العلماء لن يفعلوا ما يُطلب منهم ألا يفعلوه. لكن استنساخ بشر يحتاج إلى دعم مالي كبير وبنية تحتية لتكنولوجيا متطورة. وما لم يقرر ملياردير غريب الأطوار أن يجرب العملية بعيدًا عن الأنظار، فإن من يريد استنساخ بشر سيضع نفسه تحت طائلة المحاسبة. 

وبما أن الصين لم تمنع رسميًا الاستنساخ بأي شكل، فإن بعض المعارضين لاستنساخ البشر يخشون من أن يكرر علماء صينيون نجاحهم مع القرود بمحاولة استنساخ بشر. لكن هؤلاء قالوا انهم لا يعتزمون استنساخ بشر، لأن اخلاق المجتمع لا تجيز ذلك. 

لهذا القول دلالته المهمة. فالعلماء يعرفون أن الوسط العلمي والدبلوماسي سيقاطعهم ويعزلهم إذا استنسخوا بشرًا. وهذا الضغط وحده ربما يثني علماء مارقين عن محاولة ذلك حتى في أماكن لا تفرض قيودًا قانونية على العملية، في الوقت الحاضر في الأقل.

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "فيوتشريزم". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://futurism.com/human-cloning-whats-stopping/