«إيلاف» من بيروت: إختلفا بعد تبني رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وسيره بما يُعرف بالتسوية الرئاسية التي رفضها رئيس الكتائب سامي الجميل، وقرر الجميل في حينها اللجوء وحيدًا إلى صفوف المعارضة، وها هما يجتمعان في أربع دوائر انتخابية أساسية وهي البقاع الأولى، أي زحلة، والشمال الثالثة والتي تضم أقضية الكورة وزغرتا والبترون وبشري، وبيروت الأولى، والجنوب الأولى التي تضم قضائي صيدا وجزين.

فهل يؤسس هذا التعاون الإنتخابي بين القوات اللبنانية والكتائب إلى مرحلة جديدة بينهما قد يتعاونان فيها أيضًا من خلال حلف يجمعهما سياسيًا في المستقبل؟

يؤكد النائب إيلي ماروني (الكتائب اللبنانية) في حديثه ل"إيلاف" إنه عندما يكون الخطاب السياسي متقاربًا، والحزبان يتبنيان مشروع محاربة الفساد، والكتائب رائدة في هذا المجال، والقوات عبر وزرائها تخوض معركة ضد الفساد، فمن الطبيعي بعد الإنتخابات يجب أن تتأسس جبهة معارضة قوية من القوات اللبنانية والكتائب لوقف الفساد والهدر في البلد، فلا نستطيع إكمال المسيرة في لبنان مع هذا المنحى الذي نشهده، خصوصًا مع وجود مؤشرات بعد الانتخابات لعودة إلى الأوضاع الإقتصادية والمالية المتدهورة في لبنان، فضلاً عن ملف السيادة والأمن الذي يشغلنا دائمًا، وهو هاجسنا الأول، لذلك يدنا ممدودة لكل الأحزاب الحليفة والصديقة التي نلتقي معها على كل هذه الأهداف، فضلاً عن اننا كنا نسعى إلى اتفاق سياسي شامل قبل الانتخابات، ونأمل أن تكون النوايا جيدة ونصل إليها بعد الانتخابات.

حظوظ الكتائب

عن مدى حظوظ الكتائب اللبنانية في تحالفها مع القوات بالدوائر الأربعة، يشير ماروني إلى أنه من خلال هذا القانون كل فريق يعطي نفسه الفرصة، لكن مع التحالف يجب مساعدة الفرقاء بعضهم البعض في الحواصل والصوت التفضيلي، كي نصل الى النجاح لتحقيق الأهداف، ومواجهة السلطة ونفوذها وخدماتها وأموالها، وتبقى الشعارات حينها إذا لم نحقق ذلك مجرد شعارات، لذلك على الكتائب والقوات في الدوائر التي تتحالفان في ما بينهما أن تتعاونا من أجل مشروع محاربة الفساد في لبنان.

ماذا عن الحديث بأن تحالف الكتائب القوات الإنتخابي يخدم القوات اللبنانية أكثر مما يخدم حظوظ الكتائب في الوصول الى المجلس النيابي؟ يجيب ماروني أن الانتخابات تبقى رهنًا بالشعب اللبناني ونأخذ بعين الإعتبار كل تلك الأمور، ومن الممكن في مكان آخر أن يكون هناك حظوظ للكتائب أكثر، وليس هذا المهم بل يبقى الأهم نجاح الخط أكثر من نجاح الأشخاص.

الصوت التفضيلي

عن مدى توافق الكتائب والقوات في اللائحة الواحدة في ظل صوت تفضيلي الذي يجعل أعضاء اللائحة الواحدة أعداء في ما بينهم، يعتبر ماروني أن الأمر ينسحب على كل اللوائح وليس فقط لائحة القوات والكتائب حيث جعل الصوت التفضيلي من أعضاء اللائحة الواحدة أعداء، وكل اللوائح أعضاؤها مجرد أعداء مع قانون انتخابي فرّق بين أعضاء اللائحة الواحدة، ومنع التعاون الانتخابي.

أما ما الذي يجمع فعليًا اليوم بين القوات والكتائب عدا المصلحة الإنتخابية الواحدة يشير ماروني إلى أن منطق السيادة والإستقلال والحرية يجمعهما اليوم، وكذلك محاربة الفساد، وهما يملكان قواسم مشتركة عديدة، في الماضي حاربنا سوية دفاعًا عن لبنان، ولا زلنا معًا في معركة بناء الدولة.

ويلفت ماروني الى برنامج الكتائب اللبنانية الانتخابي الذي يتضمن 131 مشكلة في لبنان مع 131 حلاً لها، يتناول السياحة والبيئة والاقتصاد والأمن وغيرها.