نصر المجالي: عبرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن رغبتها المخلصة من رؤساء وقادة دول الكومنولث اختيار الأمير تشارلز ولي العهد ووريث العرش لتولي منصب زعيم الكومنولث الذي يضم 53 دولة غالبيتها من المستعمرات البريطانية السابقة.

ورحبت الملكة اليزابيث الثانية، اليوم الخميس، برؤساء الكومنولث في الافتتاح الرسمي في القاعة الكبرى في قصر باكينغهام حيث تستمر فعاليات القمة ليومين، وكان الأمير تشارلز ورئيسة الحكومة تيريزا ماي من بين الذين تحدثوا. 

وقالت الملكة البالغة من العمر 92 عاما، أمام قادة الكومنولث الشخصيات لبريطانية البارزة إنها تأمل أن يتمكن ابنها الأمير من "مواصلة العمل الهام الذي بدأه والدي عام 1949"، ونبهت إلى أن "الموقف ليس وراثي". 

يُذكر أن الملكة إليزابيث الثانية هى الملكة الدستورية لـ16 دولة من مجموع 53 من دول الكومنولث التى تتولى رئاستها، كما ترأس كنيسة إنكلترا، وتعد دول الكومنولث اتحادًا طوعيًا مكونًا من دول جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقًا.

كما يعتبر الأمير تشارلز، أيضا وريث عروش 16 من دول الكومنولث، ومن المتوقع أن يحصل على موافقة قادة المنظمة، على الرغم من بعض عدم الارتياح في صفوف الداعين المتحمسين لنظام جمهوري في المملكة المتحدة.

توقعات بقرار 

ومن المتوقع صدور قرار بشأن ما إذا كان ينبغي أن يخلف تشارلز أمه كرئيس للكومنولث عندما يصبح ملكا من زعماء المنظمة، مع تقارير تشير إلى أن الأمير سيحصل على دعمهم.

يذكر أن الملكة اليزابيث الثانية التي ورثت العرش عن والدها، ظلت رمزًا رمزيًا للمجموعة منذ عام 1952، لكنها كانت تخلت عن السفر لمسافات طويلة للماشركة في القمم التي تعقد كل عامين في عام 2013 ومن المقرر عقد اجتماع 2020 في ماليزيا.

وقالت ملكة بريطانيا في كلمتها: "عندما أقابل القادة الشباب في هذا القرن، ألتقي بالتزام حياتي طوال أفريقيا في عام 1947 عن عمر يناهز 21 عامًا". واضافت: "أنا واثقة من أن الكرم الروحي لدى الكومنولث يمكن أن يجلب لمسة لطيفة من الشفاء والأمل للجميع".

ماي تشكر الملكة

وخلال حفل الافتتاح، قدمت تيريزا ماي الشكر للملكة على تفانيها المستمر للكومنولث المعروف باسم "عائلة الأمم". وقالت: "هذه مناسبة للاحتفال، مع الفخر المتجدد، بأسرة الكومنولث الرائعة".

كما خاطب الأمير تشارلز اجتماع قمة الكومنولث، معربا عن أمله في أن تمنح القمة الكومنولث أهمية متجددة لجميع المواطنين. وأضاف: "أصلي أن اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث هذا لن يؤدي فقط إلى تنشيط الروابط بين بلداننا، بل سيعطي الكومنولث أهمية متجددة لجميع المواطنين.

يشار إلى أن متحدثا باسم رئيسة الوزراء البريطانية، كان قال يوم الاثنين الماضي، إن لندن تدعم تولي الأمير تشارلز نجل الملكة إليزابيث ووريث العرش رئاسة رابطة الكومنولث خلفا لها. 

وقال المتحدث للصحفيين :"تدعم المملكة المتحدة أمير ويلز ليكون الرئيس المقبل للكومنولث. يساند الأمير (تشارلز) الكومنولث باعتزاز منذ أكثر من أربعة عقود وكان دوما يشيد بالتنوع الفريد للمنظمة".

محادثات سرية

وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية كشفت يوم الثلاثاء، النقاب عن أن رابطة دول (الكومنولث) بدأت إجراء محادثات سرية لتحديد من سيخلف الملكة إليزابيث الثانية - الملكة الدستورية لـ16 دولة من مجموع 53 من دول الكومنولث التى تتولى رئاستها - عقب وفاتها.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن الأمير تشارلز سيصبح ملكًا عقب وفاة والدته، إلا أن رئاسة الكومنولث ليست منصبًا وراثيًا ينتقل تلقائيًا للأمير تشارلز أمير ويلز الذى سيكون رئيس 15 دولة فقط فى الكومنولث من بين 53 دولة.

ووفقًا للوثائق التى توصلت لها (بى بى سي)، فإن المجموعة رفيعة المستوى من الكومنولث لن تقصر نفسها على التغييرات البيروقراطية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يفترض عدد كبير من مسؤولى الكومنولث أنه لن يكون هناك بديل حقيقى لتشارلز، فإن محادثات أُجرِيت سابقًا بشأن انتخاب زعيم فخرى لتحسين المؤهلات الديمقراطية للمنظمة.