مراكش: قال أحمد اخشيشن رئيس جهة مراكش - آسفي إن منظومة التربية و التكوين تعد الأولوية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية للمغرب، لذلك عملت السلطات التربوية، عبر عقود طويلة، على إقرار جملة من الاصلاحات التي رامت الإرتقاء بوضعية المنظومة ودفعها لتكون قادرة على الإستجابة لحاجات المجتمع و متطلباته. 

و أضاف اخشيشن، خلال افتتاح الملتقى الجهوي الأول حول منظومة التربية و التكوين بجهة مراكش -آسفي، الأربعاء، تحت شعار « من أجل شراكة جهوية متقدمة للنهوض بمنظومة التربية و التكوين بجهة مراكش، آسفي » الذي ينظمه مجلس جهة مراكش -آسفي، إن الميزانية التي تم رصدها للتعليم بالمغرب برسم السنة المالية لسنة 2018 بلغت 59 مليار درهم (5,9 مليار دولار)، فيما تمثل ميزانية التربية و التكوين نسبة 6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو ما يظهر الأهمية التي يمثلها هذا القطاع الحيوي. 

وشدد اخشيشن على ضرورة التنزيل الفعلي للجهوية المتقدمة، و الإقرار بخصوصية الجهات لتجاوز العراقيل التي تحد دون فعاليتها، و إصلاح التعليم العالي و تشجيع البحث العلمي عن طريق تفعيل مكانة الوكالة الوطنية للبحث العلمي. 

و عن أهمية العنصر البشري في تحقيق التنمية المستدامة، أشار المتحدث إلى الدراسة الأخيرة التي صدرت عن البنك الإفريقي و التي أكدت على أن ضعف الرأسمال البشري يمثل إحدى أهم الإكراهات الرئيسية التي تحول دون تحقيق التنمية، بالإضافة إلى تقرير البنك الدولي الذي أشار إلى أن المغرب في أفق 2040 سيكون في حاجة لمعجزة تربوية لتأهيل المخزون البشري، دونما حاجة للتذكير أن ذلك لن يتسنى بدون الرفع من جودة منظومة التربية و التكوين. 

وبشأن أدوار مجلس جهة مراكش- آسفي في دعم منظومة التربية و التكوين، قدم حسن عديلي رئيس مجموعة العمل الخاصة بقطاع التربية و التكوين بمجلس الجهة مشروع تصور هذه الأخيرة حول القطاع و مشاكله، مبرزا أهمية المقاربة التشاركية التي اعتمدت التنسيق مع كافة القطاعات المكونة للمنظومة (الأكاديمية، جامعة القاضي عياض، مديرية التكوين المهني…)، بالإضافة إلى زيارة الأقاليم و الوقوف على احتياجاتها و مشاكلها.

ودعا عديلي إلى تعزيز جهود تعميم التعليم الأولي وتطوير كفاءات العاملين به، مشيرا إلى ضرورة إنشاء مركز جهوي لتكوين مربين ومربيات في التعليم الأولي، مؤكدا أن المشروع أصبح جاهزا. 

وللحد من ظاهرة الهدر المدرسي، شدد المتحدث على ضرورة إصلاح المسالك و الطرق وفك العزلة عن المؤسسات التعليمية في المناطق النائية و المعزولة، وكذا تطوير الولوجيات لذوي الإحتياجات الخاصة في المؤسسات التعليمية، دون إغفال إشراك ممثلي آباء و أولياء التلاميذ في الحد من بعض الظواهر السلبية كسوء استعمال الأنترنت و استهلاك المخدرات، وكذلك تحسين شروط إيواء التلاميذ و التلميذات في دور الطالب و الطالبة، فضلا عن تحسين خدمات النقل المدرسي. 

و عن وضعية منظومة التربية و التكوين بالجهة و آفاقها، أشاد مولاي أحد كريمي مدير أكاديمية مراكش إلى أن العالم القروي بجهة مراكش - آسفي يمثل 57 في المائة مع كل ما يتلو هذا الرقم من مشاكل وتحديات، مشيرا إلى أن نسبة الأمية بالجهة تفوق 37 في المائة، مسجلة ارتفاعا ملحوظا مقارنة بباقي جهات المملكة.

وشدد كريمي على أهمية التعليم الخصوصي و الذي يسجل في صفوفه 92 ألف تلميذ وتلميذة بجهة مراكش -أسفي وحدها، مما يبرز جليا الدور الذي يلعبه القطاع في منظمة التربية و التكوين، سواء من حيث عدد المسجلين أو المردودية، وهو ما يلاحظ في نتائج البكالوريا( الثانوية العامة) التي يحرز فيها تلاميذ التعليم الخصوصي نتائج جد مشرفة. 

ويشارك في الملتقى الذي تنتهي أشغاله اليوم ، عدد من الفاعلين السياسيين و التربويون في القطاعين العام و الخاص، وجمعيات الآباء و التلاميذ بالجهة، وممثلو النقابات التعليمية، و المنخبون الجهويون و الإقليميون، وغيرهم للإجابة على عدد من التساؤلات المهمة التي ستشكل أرضية للنقاش الجاد بين المشاركين، حول دور الجهة بكل مكوناتها في النهوض بمنظومة التربية و التكوين، من خلال المشاركة في ورشات تهم محاور « مجالس الجهات و منزومة التربية و التكوين بالجهة : الإكراهات القانونية و الحلول الممكنة » و « إمكانيات الشراكة و التعاون للنهوض بقطاع التربية و الوطنية بالجهة بين الإدارات المعنية و المجالس المنتخبة : مجلس الجهة نموذجا » ثم محور « الجهة و تطوير العرض الجامعي و البحث العلمي » و « الجهة وتطوير قطاع التكوين المهني » .