برلين: ستصبح اندريا ناليس الأحد أول امرأة على رأس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني، وستكون مهمّتها اخراج أقدم حزب سياسي في البلاد من الأزمة التي يغرق فيها.

وتبلغ ناليس ابنة عامل البناء، 47 عاما بينها 30 عاما أمضتها في الحزب. ومن المتوقع أن تفوز بمنصب الرئاسة بعد ظهر الأحد إلا في حصول أمر غير متوقع، خلال مؤتمر استثنائي يعقده الحزب في فيسبادن (غرب البلاد)، علما ان الأمر المرتقب الوحيد هو مجموع الأصوات الذي ستحصده.

وسيعزز انتخاب ناليس، العضو في حكومة "التحالف الكبير"، على رأس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الميل الى تولي نساء مناصب قيادية في الساحة السياسية في ألمانيا.

وبذلك سيصبح اكبر حزبين في المانيا للمرة الأولى بقيادة امرأتين، مع المستشارة أنغيلا ميركل على رأس حزب المحافظين. وتتولى نساء أخريات مناصب رئيسية في قيادة اليسار الراديكالي وحزب الخضر واليمين المتطرف.

وستخلف ناليس مارتن شولتز، الذي ترأس الحزب في مارس 2017 وقاده إلى هزيمته الانتخابية الأبرز في 24 سبتمبر، ما جعل "رفاقه" يدفعونه الى تقديم استقالته في شباط/فبراير.

ويترتب على ناليس اعادة تجميع أجزاء الحزب المنقسم الذي دخل على مضض في "تحالف كبير" ثالث مع المستشارة ميركل.

وقالت ناليس الجمعة "أعتقد أنني قادرة" على القيام بذلك. ويظهر استطلاع للرأي أجراه التلفزيون الرسمي "ايه ار دي" أن غالبية الأشخاص الذي شاركوا في الاستطلاع قالوا العكس.

وكتبت مجلة "دير شبيغل" السبت أن الأمر "ينطبق على استمرارية" الحزب الثاني في ألمانيا الذي يهدده صعود اليمين المتطرف مشيرة الى أن "نجاح ذلك امر يعود اليه (الحزب)".

"موثوق فيها"

وقال المحلل في معهد غوتنغن للأبحاث حول الديموقراطية ماتياس ميكوس لوكالة فرانس برس "بما أنها ممثلة للطبقة السياسية، اندريا ناليس ليست بالضرورة أفضل شخص لبدء التوجه الجديد" الذي يحتاج اليه الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

وتنتمي ناليس منذ عشرين عاماً إلى الهيئات الإدارية في الحزب الذي تاسس قبل 155 عاما تقريبا. وبما أن الأمر متعلق باعادة تموضع الحزب في اليسار، تُعتبر ناليس القريبة من الشعب والأم لفتاة تبلغ سبعة أعوام "موثوق فيها"، جسب قوله.

ويمكن لناليس أن ترتكز على شبكة قوية في الحزب، رغم أنها معروفة بأنها "قاتلة الملوك" منذ أن تسببت بسقوط الرئيس السابق للحزب فرانز مونتيفيرينغ عام 2005. وتشغل ناليس حاليا منصب رئيسة الكتلة النيابية للحزب في البوندستاغ. كما أنها أثبتت نفسها كوزيرة للعمل في الحكومة السابقة.

وأثناء توليها حقيبة وزارة العمل، حاربت من أجل وضع حد أدنى للأجور، الأمر الذي يُعتبر ثورة في ألمانيا. ونجحت في فرض تطبيق قانون جديد حول التقاعد، يتضمن بنداً تعرض لانتقادات حادة كونه يسمح بالتقاعد في بعض الحالات عند بلوغ الـ63 عاما (بدلاً من 67).

"ستُريهم قدراتها"

وتُعرف ناليس بصراحتها. فقد قالت لمنتقدي اجرائها الاصلاحي "والدي بلغ سنّ الـ73 عاماً بكتفين وظهر وركبتين محطمة. وعندما أسمع بعض الأساتذة الكسولين يتحدثون عن التقاعد عند بلوغ الـ70 عاما، فهذا يجعلني أغضب فعلاً".

وبعد الانتخابات التشريعية، تعهدت ناليس التي وصفتها صحيفة "بيلد" الشعبية بأنها "الرجل الحقيقي الوحيد في الحزب الاشتراكي الديموقراطي"، للمحافظين أنها "ستُريهم قدراتها".

وقالت في مقابلة مع صحيفة "سودويتشي تسايتونغ" السبت "لدي مزاج ربما متفجر قليلا". وتتنقل ناليس المطلقة التي تعاني من اعاقة في الحوض إثر حادث سير، من برلين الى بلدتها ويلر في غرب البلاد بشكل منتظم لرؤية ابنتها التي تعتني والدتها بها.

وفي كتاب يروي سيرتها الذاتية عام 2009، حاولت اظهار أنها ليست فقط هذا السياسي الطامع بالسلطة، كما يراها البعض. وقدمت نفسها أيضا أنها كاثوليكية في الصميم ولا تحبّ شيئا أكثر من عائلتها.

وقد كتبت في الصفوف الثانوية عام 1989، أنها تتمنى أن تصبح "ربّة منزل أو مستشارة".