أوقفت كوريا الجنوبية بث الدعايات عبر مكبرات الصوت عبر الحدود مع كوريا الشمالية، قبل إجراء محادثات رفيعة المستوى بين البلدين هذا الأسبوع.

ويوجد لدى كوريا الجنوبية عشرات مكبرات الصوت عند منطقة الحدود، تدوي بكل شيء بدءا من موسيقى البوب، وحتى التقارير الإخبارية المنتقدة لكوريا الشمالية.

ويمكن لقوات الشمال الرابضة على الحدود، وللمدنيين الذين يعيشون في المنطقة، أن يسمعوا أصوات تلك المكبرات.

وقالت سيول إن إسكات أصوات المكبرات قد يساعد في تهيئة الأجواء لمحادثات يوم الجمعة بين الزعيمين.

ويوجد لدى كوريا الشمالية نظام مماثل من مكبرات الصوت عبر الحدود، يبث تقارير منتقدة لسيول ولحلفائها.

ولا يعرف بعد إن كانت بيونغيانغ ستحذو حذو جارتها في الجنوب وتسكت مكبراتها.

وقالت كوريا الجنوبية إن مكبرات الصوت لديها، التي تذيع دعايات بصوت عال جدا، قد أوقفت في الساعات الأولى من صباح الاثنين.

وتهدف الخطوة إلى "تخفيف التوتر العسكري بين الكوريتين، وتهيئة الأجواء لقمة سلمية"، بحسب ما قاله متحدث باسم حكومة سيول للصحفيين.

وأضاف تشوي هوي-هايون "نأمل أن يفضي القرار إلى وقف الكوريتين للانتقاد المتبادل، والدعايات ضد كل واحدة للأخرى، وأن يسهم في توفير سلام وبداية جديدة".

ومن المقرر أن يلتقي زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ-أون، بمون يوم الجمعة في قرية للهدنة في بانمونجوم، في أول قمة بين الكوريتين منذ عقد كامل.

وسيجتمع كيم أيضا مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في يونيو/حزيران، في أول قمة بين زعيمي كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

ماذا تذيع مكبرات الصوت؟

ومن بين ما تبثه مكبرات الصوت، نشرات جوية، لجذب أسماع جنود كوريا الشمالية لمواصلة الاستماع، ونشرات أخبار من الكوريتين، ومن الخارج قد يصعب سماعها من مكان آخر، ومسلسلات درامية، ونقاشات عن الديمقراطية، والرأسمالية، وسبل الحياة في كوريا الجنوبية، ثم تعليقات، قد لا تكون مرغوبا سماعها، عن الفساد وسوء الإدارة في الشمال.

وتبث المكبرات أيضا الموسيقى الشعبية المحبوبة في الجنوب، والتي تحظرها بيونغيانغ، وأغاني المطربين والمطربات المشهورين في الجنوب.

أما مكبرات كوريا الشمالية، فهي تسمع بغير وضوح، ربما لسوء المكبرات ذاتها، ولكنها تذيع مواد منددة بكوريا الجنوبية وحلفائها.

وبالرغم من عدم قوتها، فإنها تساعد - كما يعتقد - في التشويش على أصوات مكبرات الجنوب إلى حد ما.

"بحسب الحالة الدبلوماسية"

وظلت مكبرات الصوت الكورية الجنوبية تعمل وتطفأ بين الحين والحين منذ بدء الحرب الكورية. وتسعى السلطات من ورائها إلى تشكيك الجنود الكوريين الشماليين فيما يخبرهم به زعيمهم.

وكان استخدامها يزداد أحيانا، وينقص أحيانا، خلال السنوات الماضية، بحسب الحالة الدبلوماسية في شبة الجزيرة الكورية.

وقد أوقفت المكبرات في 2004، كجزء من اتفاق تفاوض عليه البلدان.

ولكن في عام 2015، وفي أعقاب إصابة جنديين كوريين جنوبيين بجروح خطيرة في لغم زرعه الشماليون في المنطقة المنزوعة السلاح، أعادت سيول المكبرات إلى العمل.

ولكنها أوقفتها فيما بعد في 2015، ثم أعادتها في 2016 ردا على إجراء بيونغيانغ لاختبار قنبلتها الهيدروجينية.

تعليق الاختبارات النووية

وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت نهاية الأسبوع أنها ستعلق اختباراتها النووية، وتغلق موقعا من مواقع تلك الاختبارات.

وجاء ذلك الإعلان المفاجئ في وقت تستعد فيه البلاد لمحادثات تاريخية مع كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة.

ووصف رئيس كوريا الجنوبية، مون جي-إن، الإعلان بأنه "قرار مهم نحو نزع الأسلحة النووية الكامل لشبه الجزيرة الكورية".