«إيلاف» من القاهرة: قضى الطبيب المصري العالمي هشام العيسوي، نحو 50 عامًا في بريطانيا يعمل في مجال طب الأسنان، وفجأة درس وتمرس في علاج مرض السرطان القاتل، ولكن بطرق غير تقليدية، وهجر مدينة الضباب "لندن"، وانتقل للعيش في مدينة "سفاجا" المصرية الصغيرة على شاطئ البحر الأحمر، متخدًا من منتجع فندقي بسيط وراقي، مقرًا لمركزه لعلاج السرطان الذي حقق فيه نتاج مذهلة، وأصبح مرضاها يطلقون عليه لقب "مولانا"، اعتقادًا منهم أن ما حققه لهم من نسب شفاء، لا يقدر عليها إلا "ولي من أولياء الله الصالحين" وليس طبيبًا عالمًا.

"إيلاف" التقت بالعيسوي في صومعته وحاورته حول أسباب هذا التحول المفاجيء والجذري في حياته المهنية والشخصية.

الدكتور هشام العيسوي في مكتبه

السرطان قتل يسرا

بعد أن عاش الطبيب المصري هشام العيسوي، 50 عامًا في العاصمة البريطانية لندن، انتقل فجأة إلى مدينة سفاجا على ساحل البحر الأحمر بمصر، وبعد أن اشتغل طوال نصف قرن من الزمان في مجال طب الأسنان، تحول إلى دراسة وعلاج مرض السرطان القاتل من خلال أساليب غير تقليدية.

ويكشف العيسوي لـ"إيلاف" البالغ من العمر نحو 71 عامًا، أسباب هذا التحول المفاجيء في حياته بالقول، إن السبب هي ابنته الراحلة يسرا، المصورة الفوتوغرافية للمغنية الأميركية بيونسيه، وقال إن ابنته "يسرا" تعرض للإصابة بمرض السرطان، مشيرًا إلى أنها عانت كثيرًا من المرض، واستغرقت فترة تقاومه، إلا أنه انتصر عليها في النهاية وقتلها.

وأضاف أنه طوال فترة علاجها رفض استخدام العلاج الكيماوي معها، إلا أن الأطباء المعالجين لها وبعض أشقائها، كانوا يعتقدون أنه ضروري لشفائها، منوهًا بأنها توفيت في النهاية ولم يستطع العلاج الكيماوي انقاذها.

العيسوي يستغل الطبيعة الساحرة في علاج مرضاه

مصورة بيونسيه

ويروى العيسوي قصة ابنته "يسرا" بالقول إنها "فتاة رقيقة المشاعر، كانت قوية جدًا، إلا أنها في بداية حياتها لم تمتلك الثقة الكافية في ذاتها، وكنت أعمل على غرس الثقة في نفسها دومًا، وكانت تمتلك هواية التصوير الفوتوفراغي، وتعمل مصورة حفلات زفاف، وذات مرة أخبرتها صديقة مشتركة لمديرة أعمال المطربة الأميركية بيونسيه، أنها فصلت جميع المصورين الفوتوغرافيين لديها وتطلب آخرين.

وتابع: تقدمت يسرى للعمل، وخضعت للاختبارات اللازمة لمدة أسبوعين، وتفوقت على عشرات المصورين المحترفين من جنسيات كثيرة، وحظيت بثقة المطربة الأميركية، وأصبحت المصورة الخاصة بها، ورافقت في جميع حفلاتها الفنية حول العالم لمدة عام ونصف العام، وأبدعت كثيرًا في عملها، لدرجة أن موقع جوجل العالمي، أنشأ لها صفحة تعرض صورها".

وكانت المطربة الأمريكية بيونسيه نعت صديقتها "يسرا"، وكتبت نشرت عبر حسابها الشخصي على موقع "إنستجرام"، الآية القرآنية" إن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا".

وقالت بيونسيه في تصريح صحافي لها لاحقًا إن السبب في طريقتها هذه في نعي يسرا يرجع إلى أنها أخبرت أن والدتها أطلقت عليها هذا الاسم تيمنا بالآية الكريمة.

وجمعت صداقة قوية بين بيونسيه ويسرا، حتى أن المطربة الشهيرة ظلت إلى جوارها طوال رحلة مرضها، وكانت حريصة على زيارتها باستمرار في المستشفى الذي ترقد فيه، وأهدت إليها أغنية بعنوان "Halo "، كما أنتجت فيلما وثائقيا مصغرا عنها حمل عنوان " Mrs. Carter World Tour".

يسرا عملت مصورة خاصة للمطربة الاميركية بيونيسه

المادة القاتلة

ويستخدم الدكتور العيسوي لفظ "القتل" عندما يتحدث عن وفاة ابنته يسرا متأثرة بإصابتها بمرض السرطان، وقال إنه قطع على نفسه عهدًا بعد أن قتل السرطان يسرا، بمساعدة المرضى في تخطى هذه المرض، بدون اللجوء إلى العلاج الكيماوي، ولكن باستخدام بدائل أخرى.

 وأوضح أن السبب الأساسي في الإصابة بهذا المرض في الغالبية العظمى من الناس يرجع إلى "عودام السيارات"، مشيرًا إلى أن هذه العوادم تنتج مادة تتبخر في الهواء، ثم تنزل مع المطر، وتدخل جسم الإنسان عن طريق شرب المياه أو المحاصيل الزراعية.

عندما علم العيسوي أنه ابنته يسرا مصابة بالسرطان، اكتشف أن السبب هو هذه المادة التي تنتجها عوادم السيارات، وقال: بحثت عن تلك المادة، واكتشفت أن شركة أميركية عالمية تنتجها، من أجل دراسة أسباب السرطان وكيفية علاجه، ويتم حقن حيوانات التجار بها مباشرة، لتصيبهم بالمرض فورًا، فاتصلت بالشركة وطلبت منهم الحصول على أي مضاد لها، فكان الرد أن الشركة لم تتوصل إلى علاج مضاد لها".

يمتلك العيسوي جهازًا للرنين الحيوي في منزله، واضطر للجوء إليه في النهاية، للتوصل إلى طبيعة هذه المادة وكيفية التغلب عليها، وقال: إنه طلب من الجهاز تخفيفها بنسبة تقدر ب10 آلاف مليون مليون، واكتشفت أنها كلمت خففت، كلما زادت قوتها، واستطاع الجهاز تنقيه الجسم منها.

الدكتور هشام العيسوي يعالج مرضاه في منتج صغير على البحر الأحمر

جهاز مذهل

وتابع: " يعود الفضل في اختراع هذا الجهاز إلى طبيب الأسنان الألماني راينهولد فول، وهو عالم كبير، أنا تلميذ له، واكتشف الجهاز بالصدفة، عندما كان يبحث في طريقة العلاج بالإبر الصينية، ولماذا تدخل الإبرة في نقطة محدد من الجسم دون غيرها، وفي اعتقادي أن يد الله تدخلت في التوصل إلى هذا الجهاز المذهل".

تعتمد فكرة عمل الجهاز على الذبذبات الحيوية التي تصدرها جميع الخلايا أو الفيروسات في الجسم، حسبما أوضح العيسوي، وأضاف: الجهاز يرصد الذبذبات أو الترددات التي تصدرها الخلايا السرطانية المريضة، وبالمقابل يصدر هو ذبذبات بأضعاف قوة ذبذبات الخلايا، مما يؤدي إلى قتل الخلية المريضة وتفتيتها وتلاشيها، وتخرج مع فضلات المريض، وأثبت الجهاز قدرته على علاج المرضى نهائيًا، وعدم عودة المرض إليهم مرة أخرى في أغلب الحالات".

ولفت إلى أن هذا الجهاز يستطيع التعامل مع ما يقرب من 44 ألف نوع من الفيروسات والميكروبات أو البكتيريا والفطريات والعطور والمواد الغذائية، بالإضافة إلى أنواع من مرض السرطان، مشيرًا إلى أن "الذبذبات التي تصدر الخلايا أو الميكروبات أو البكتيريا تختلف من شخص لآخر، ويتم يرصدها من خلال رصد حسابات إلكترونية دقيقة في مجال وجود الخلية، ويمكن بعد ذلك تحديد الحالة المرضية، وتشخيصها سواء كانت إصابة بسيطة أو شديدة أو مزمنة، من خلال وضع طرفي الجهاز على نقاط محددة في يد المريض اليمنى، تقدر بخمسين نقطة ترتبط بخريطة الجسم الكاملة، بينما يمسك بيده اليسرى الطرف الآخر للجهاز، وبعد عملية التشخيص يخضع لجلسات العلاج باستخدام أجهزة ذبذبات أخرى، وعادة لا يستغرق العلاج أكثر من ثلاثة أسابيع".

بيونيسه نعت يسرا بهذه الأية القرآنية

مرضى في سفاجا

وأكد العيسوي أن نسبة الشفاء من مرضى السرطان باستخدام علاج الذبذبات الحيوية في مرضى السرطان تصل إلى مائة بالمائة في جميع الحالات التي خضعت للعلاج لديه، مشيرًا إلى أنه استخدام هذا الجهاز في علاج أحد أبنائه بعد أصيب بالسرطان بعد وفاة ابنته يسرى، وشفي منه تمامًا، كما استخدمه في علاج نفسه شخصيًا.

أثناء وجود "إيلاف" مع الدكتور هشام العيسوي في مدينة سفاجا، حيث يقيم في مركز يسرى العيسوي لعلاج السرطان، تقابلنا مع ثلاث حالات تخضع للعلاج، احدها سيدة تقيم في الإمارات العربية المتحدة، وزوجين مصري وأسيوية.

ورافقتهم "إيلاف" لمدة يومين في رحلة العلاج، وقالت إحداهم ـ تحفظت على ذكر اسمها أو تصويرها ـ إنها تخضع للعلاج منذ نحو أسبوع، مشيرة إلى أن صحتها في تحسن مستمر، لاسيما أنها حضرت إلى المركز على سرير نقال، وأصبحت بعد نحو أسبوع من الجلسات العلاجية تجلس على كرسي متحرك، وتستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

مريضة تتلقى العلاج من السرطان

مولانا قاهر "الخبيث"

وأثناء الحديث مع الدكتور هشام، اتصل به هاتفيًا رجل أعمال شهير يقيم في مدينة الإسكندرية، كان يتلقى العلاج قبل وصولنا إليه بعدة أيام، وقال له إن الفحوصات التي أجراها بعد انتهاء جلسات العلاج تؤكد أنه شفي تمامًا من السرطان، وأن الأطباء المعالجين له، لا يصدقون ما حدث.

عانى رجل الأعمال السكندري من سرطان القولون، ولم يكن يستطيع تناول الطعام مطلقًا، وبعد أسبوعين من العلاج، عاد إلى الإسكندرية، وهو يستطيع تناول الطعام بطريقة طبيعية.

يطلق رجل الأعمال السكندري على العيسوي بلقب "مولانا"، وعند سؤاله عن السر وراء اللقب، قال لـ"إيلاف" إنه يعتقد أن ما حصل له، معجزة كبرى، لا تصدر إلا أن شيخ كبير لديه كرامات، لذلك أطلق عليَ لقب "مولانا".

أنشأ العيسوي قناة على موقع يوتيوب لمقاطع الفيديو تحمل اسمه، سجل بعض المرضى عليها شهاداتهم مع المرض، وكيفية الشفاء منه، وقالت إحداهم، إنها أصيب بمرض سرطان القولون، ثم انتشر في الكبد منذ عامين ونصف، وبدأت في تلقي العلاج الكيماوي، مشيرة إلى أنه أصابها بالتعب الشديد، وأعراض جانبية خطيرة، فرضت الاستمرار فيه.

وأضافت أنها سافرت إلى ألمانيا لتلقي العلاج لمدة شهر ونصف الشهر، وتحسنت حالاتها بعض الشيء، لكن المرض عاد مرة أخرى، ولكن بطريقة أكثر شراسة، مشيرة إلى أن أحد أصدقائها أرسل إليها رابط قناة الدكتور العيسوي، وتوجهت إليه.

ولفتت إلى أنها شعرت بتحسن سريع في صحتها، بعد تلقي جلسات العلاج، وبدأت في المشي، بعد أن كانت غير قادرة على حركة، وأصبح لديها شهية مفتوحة على تناول الطعام.

وسردت حنان الشوماني، قصة زوجها مع تلقي العلاج من السرطان لدي مركز يسرا العيسوي، وقالت إن زوجها كان يعاني من سرطان البروستاتا، مشيرة إلى أنه سافر إلى كندا لتلقي العلاج، ولكن لم ينجح الأمر، واضطر في النهاية إلى الحضور إلى سفاجا.

وقالت إن زوجها عولج باستخدام الذبذبات الحيوية، وحقق نتائج مذهلة، وعادت حياته إلى طبيعتها.

وكشف إبراهيم صالح محمود، أنه أصيب بالسرطان، وخضع لعدة جراحات، منها استئصال المثانة والبروستاتا، لكنه المرض عاد مرة أخرى، وانتشر في مناطق مختلفة بالجسد، وأخبره الأطباء بضرورة العودة للعلاج بالكيماوي، إلا أنه رفض الاستمرار، ولجأ إلى العيسوي.

وقالت ابنته إن والدها كان يعاني من القيء الدموي، ولم يكن قادرًا على تناول الطعام، مشيرة إلى أن صحته تحسنت بعد تلقي العلاج بالذبذبات الحيوية، واستطاع تناول الطعام بسهولة. ولفتت إلى أنه أجرى تحاليل، وأثبتت أن هناك تحسن في حالة الهيموجلوبين، وإنتاج كرات الدم.

السرطان قتل يسرا فنذر والدها حياته لمكافحته

موسيقى وكوميديا وقرآن

يعتمد العيسوي في العلاج ـ إلى جانب جهاز الذبذبات الحيوية ـ على تحسين الحالة النفسية أو المزاجية للمريض، إذا افتتح مركزه في منتجع صغير على ساحل البحر الأحمر، وعن سر اختياره لهذا المكان، وليس في أي بلد أوروبي أو منتجع آخر في مصر، قال إن هذا المكان يتمتع بجو طبيعي رائع، ونقي، وبعيد عن التلوث وعوادم السيارات، مما يمنح المريض شعورًا بالراحة النفسية.

كما يعمل العيسوي على منح المريض شعورًا بأنه وسط أسرته، ويقيم بشكل دائم في المركز، وليس خارجه، إذا يمكن أن يخضع لجلسات علاجية في أي توقيت من اليوم ليلًا أو نهارًا.

ويقدم العيسوي للمريض جرعات من الموسيقى الهادئة أثناء تلقي جلسات العلاج أو تلاوات قرآنية بأصوات مشاهير القراء، ومنهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو الشيخ محمود خليل الحصري، حسب الحالة المزاجية أو الثقافية للمريض، أو لقطات من مسرحيات كوميدية، ويطلق عليها اسم فقرة "ما يطلبه المرضى".

يسرا اثناء تصوير حفلة لبيونيسه

القاتل الأول

ووفقًا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالسرطان بلغ 14 مليون حالة تقريباً في عام 2012. ومن المتوقع أن يزيد عدد الحالات الجديدة للإصابة بالسرطان بنسبة تقارب 70% خلال العقدين المقبلين، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 17 مليون حالة جديدة بحلول عام 2020.

ويعتبر السرطان أكثر مسبب للوفيات على مستوى العالم، فهو المسؤول عن عدد وفيات أكثر من أمراض الإيدز والسل والملاريا مجتمعة. وحصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريباً من أصل 6 وفيات على صعيد العالم، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 10 ملايين حالة وفاة سنويا حول العالم.

ويعد علاج السرطان الأكثر تكلفة في العالم، بما فيها مصر والدول العربية، ويتسبب بأضرار كبيرة على الاقتصاد، وتسببت في خسائر تقدر بنحو 1.16 تريليون دولار أميركي في العام 2010.