«إيلاف» من مكناس: بعد مرور عشر سنوات على تطبيق مخطط المغرب الأخضر، قال عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربي إن المخطط أصبح أحد المحركات الاساسية للاقتصاد المغربي، إذ تمكّن المخطط من إحداث تحول جدري في القطاع الفلاحي بالمغرب، جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمناظرة العاشرة حول الفلاحة بمكناس (وسط المغرب).

المغرب سيغطي سقي 590 ألف هكتار نهاية 2018

وسجل أخنوش بارتياح وفخر ما حققه القطاع الفلاحي من خلال احداث فرص شغل وإمداد السوق الداخليّة ورفع قيمة التصدير، مضيفاً أنه منذ إطلاقها في عام 2008، حققت خطة المغرب الأخضر زخماً غير مسبوق في تعميم تقنيات الري وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مبرزاً أنه في حدود نهاية عام 2018، ستصل المساحة التي يغطيها الري المحلي إلى 590 ألف هكتار.
وعبر أخنوش عن سعادته للآثار الإيجابية التي حققها مخطط المغرب الأخضر، خاصة على مستوى أنظمة الري التي حسنت بشكل كبير إنتاجية الأراضي الفلاحية، وحققت زيادة في دخل المزارع مع محافظتها على ترشيد استعمال المياه، إذ تم توفير أزيد من 1.6 مليار متر مكعب كل عام.

خطة لترشيد استعمال مياه الري والحفاظ على مواردها

في السياق ذاته، أضاف أخنوش أن وزارته تسعى من خلال خطة للاستثمار والإصلاح للحفاظ على موارد المياه وتعزيزها من خلال ثلاثة برامج رئيسية: البرنامج الوطني لتوفير المياه في الري، والذي يهدف إلى تحويل 550 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية إلى الري المحلي، بتكلفة 37 مليار درهم (3.7 مليون دولار). وكذا برنامج تمديد الري على مساحة 160 ألف هكتار من الأراضي التي تهيمن عليها السدود القائمة أو قيد الإنشاء، بتكلفة تبلغ حوالي 21.5 مليار درهم (215 مليون دولار) بالاضافة إلى برنامج تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تمويل وبناء وإدارة نظم الري.

مشاريع الزراعة المتضامنة 813 مشروعا 

وبخصوص تجمع الزراعة المتضامنة ، أكد أخنوش أن عدد المشاريع المدعومة في تزايد منذ عام 2008، إذ وصلت إلى حدود الان 813 مشروعًا قيد التنفيذ لصالح 825 الف مستفيد، من أجل الاستثمار العالمي بمبلغ إجمالي قدره 18 مليار درهم (1.8 مليار دولار) وتبلغ مساحتها 849 ألف هكتار، بين عامي 2010 و 2018، إذ بدأ في المتوسط أكثر من 90 مشروعًا لأكثر من 90 ألف مستفيد سنويًا. وقد تَم إنجاز ما مجموعه 215 مشروعًا، أي ان ما يقرب من 166 ألف رجل وامرأة يستغلون حوالي 266 ألف هكتار لاستثمار 1.3 مليار درهم أي حوالي (130 مليون دولار).

دعم المشاريع الفلاحية للشباب

وركز أخنوش على أهمية دعم مشاريع الشباب من خلال وضع أراضي فلاحية رهن إشارة التعاونيات الشابة وتسهيل الولوج إلى الاراضي الفلاحية للدولة وتكوين المستفيدين في المجال الزراعي.

وفي هذا الصدد، كشف أخنوش عن ميثاق جديد لاستغلال الأراضي يجري العمل على إخراجه إلى حيّز التنفيذ، مؤكداً ان دعم مشاركة الشباب في الزراعة يشكل عاملاً رئيسياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. إذ أنه في كل عام يدخل 10 ملايين شاب إفريقي إلى سوق العمل، حيث يمثل القطاع الزراعي في بعض الأحيان أكثر من 70٪ من الوظائف.
ولم يخف الوزير المغربي أن الفلاحة شكّلت منذ أمد بعيد قطب الاقتصاد المغربي، و رافعة أساسية في التنمية الاجتماعية، لكن رغم ذلك "مازالت فلاحتنا تعاني من عدة مشاكل"، مبرزاً أن هاجس الأمن الغذائي أضحى يقض مضجع سائر دول المعمور بما فيها المغرب.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أطلق سنة 2008 مشروع "مخطط المغرب الأخضر" و هي خطة تروم جعل الفلاحة المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الوطني خلال 15 سنة القادمة و ذلك بالرفع من الناتج الداخلي الخام و خلق فرص للشغل و محاربة الفقر و تطوير الصادرات.