صنعاء: بثّ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن صورا من الجوّ تظهر استهداف مقاتلات التحالف لموكب الصماد وتدميره بشكل تام ومقتل من فيه.

وأظهرت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام، الغارة التي استهدفت موكب صالح الصماد وعدد من مرافقيه، فيما وصل المراقبون تحييد هذا القيادي بـ"الصيد الثمين".

وتظهر الصور، قصفا دقيقا لسيارة يفترض أن الصماد كان بداخلها، ثم قصفا استهدف عدد من الرجال المرافقين له ترجلوا من سيارة ثانية، قبل أن يتم قصف السيارة المرافقة.

وقتل هذا القيادي البارز في ميليشيات الحوثي في غارة للتحالف العربي في اليمن.

واعترف الحوثيون اليوم، بمقتل الصماد في غارة للتحالف العربي يوم الخميس الماضي على الحديدة، فيما نعاه عبد الملك الحوثي في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة.

وترأس الصماد ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" الذي شكله المتمردون عند انقلابهم على الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأعلن بيان للمجلس السياسي، تعيين مهدي المشاط، خلفا للصماد بعد مصرعه.

وكان التحالف العربي قد رصد مبلغ 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى القبض على الصماد.

وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قد كثف مؤخرا غاراته على قيادات ميليشيات الحوثي.

صالح الصماد، الذي يرأس كذلك المكتب السياسي للحوثيين، مثل جميع القيادات الحوثية المغمورة، والتي لم يكن أحد في اليمن يعرفها، وبرزت عقب انقلابهم المسلح بدعم إيراني على السلطة الشرعية أواخر 2014.

ولد الصماد عام 1979 في منطقة بنى معاذ بمديرية سحار محافظة صعدة، معقلهم الرئيس أقصى شمال اليمن، وعمل مدرسا في أحد مدارسها، عقب تخرجه في جامعة صنعاء، في حين تنفي مصادر أخرى حصوله على شهادة علمية، إلا أنه تلقى تعليما دينيا على يد بدر الدين الحوثي، وربطته علاقات بنجله حسين مؤسس ميليشيات الحوثي، وكذلك عبدالملك زعيم المتمردين حاليا.

برز اسم الصماد كقيادي ميداني للمرة الأولى أواخر عام 2005 خلال حرب التمرد الثالثة في صعدة بين الحكومة والحوثيين، حيث قاد جبهة قتال داخل منطقته ضد القوات الحكومية، وورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 مطلوباً من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009، وعمل ضمن لجان وساطة ممثلا للحوثيين مع الحكومة وأطراف أخرى.

وفي السنوات الأخيرة، شغل ولا يزال منصب رئيس المكتب السياسي للحوثيين، خلفاً لسلفه صالح هبرة.

وعقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، فرضت جماعة الحوثي على الرئيس اليمني تعيينه ضمن هيئة مستشاريه كممثل عنها، قبل أن تطلب تصعيده نائبا له وتعيين عشرات الحوثيين في مناصب قيادية وهو ما رفضه هادي، وفق مصادر سياسية، وقدم استقالته قبل أن يتراجع عنها بعد نجاحه في الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضوها عليه في صنعاء.

ترأس صالح الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران مطلع مارس 2015، بعد استكمال انقلابهم على السلطة الشرعية بالإعلان الدستوري، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني وبمعدل رحلتين يوميا إلى صنعاء، أعقبها تصريحات إيرانية رسمية بأن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في قبضتهم.

أوفدت ميليشيات الحوثي بعد انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، الصماد إلى العاصمة العُمانية مسقط، لإجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في شهر مايو 2015، بعدها استبعدته من المشاورات التي رعتها لاحقا الأمم المتحدة، لأسباب غير معروفة.

ظل الصماد يمارس بعدها دورا غير بارز، حتى 28 يوليو 2016، حين وقع طرفا الانقلاب سابقا الحوثيون والرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي فض شراكته معهم رسمياً في ديسمبر الماضي ما أدى إلى مقتله على أيديهم، اتفاق شراكة لإدارة سلطة الأمر الواقع، واختير رئيساً لما سمي المجلس السياسي الأعلى، كأعلى سلطة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكن يبقى زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي بمثابة المرشد الأعلى، حيث لا يتم اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه.

وأضافت ميليشيات الحوثي، بعدها بأشهر، منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى صالح الصماد.