نصر المجالي: يطرح الظهور المتكرر للأدميرال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وتصريحاته النارية وانتقاداته الدائمة لـ"دول الجوار وخصوصا السعودية" تساؤلات عديدة خصوصا وأنه كان على علاقات طيبة مع الرياض التي منحته "وسام الملك عبدالعزيز" خلال زيارة سابقة للمملكة.

وترى مصادر قريبة من القرار الإيراني إن "تصعيد" نجم علي شمخاني العربي الأصل من الأحواز، وسني المذهب" يأتي في إطار توجه القيادة الإيرانية لإظهار نفسها بأنها لا تفريق عندها بين الشيعة والسنة، لا بل أنها تعطي السنة أدوارا مهمة في قراراتها في رسالة واضحة إلى الشعوب المجاورة ذات الغالبية السنية، بأن ما تقوم به إيران من ممارسات وخطط "ليس حربا شيعية ضد السنة".

مساحة

والملاحظ أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتتصدر تصريحات شمخاني المحسوب على التيار الإصلاحي مع إعطائه مساحة واسعة للتدخل في الشؤون السياسية الخارجية خلال لقاءاته مع الشخصيات الأجنبية وهذه اللقاءات تعادل مستوى مماثل للقاءات رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية مع تلك الشخصيات. 

كما يلاحظ أن شمخاني يظهر في الكثير من لقاءاته مع الضيوف الأجانب بزي أدميرال البحر.

يذكر أن شمخاني كان شغل منصب وزير الدفاع في الحكومة الإيرانية من 19 أغسطس 1997 حتى 27 اغسطس 2005. وكان أيضا قائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية سابقا، كما كان له دور بارز في القضاء على الحركات المعارضة للثورة الإسلامية سنة 1979.

شخصية اصلاحية 

ويعتبر علي شمخاني من الشخصيات الإصلاحية حسب المصادر الغربية، ونشط على الصعيد السياسي والديني في الشارع الإيراني، وقد رشح نفسه للانتخابات الرئاسية التي عقدت في 8 يونيو 2001.

ولد علي شمخاني العام 1955 في مدينة الأحواز في محافظة خوزستان لأسرة عربية حيث ينتسب الى عشيرة الشماخنة التابعة لقبيلة بني ربيعة وهو متزوج من زوجة فارسية، وكان درس الزراعة ثم نال شهادة ماجستير في الشؤون العسكرية وأخرى في الإدارة.

وتقول المصادر الإيرانية إن شمخاني حريص على الدوام ان يرتدي الزي العربي في كل زيارة يقوم بها إلى الأحواز.
وخلال الحرب الإيرانية العراقية تولى شمخاني العديد من المناصب العسكرية من بينها قائد القوات العسكرية في إقليم خوزستان (عربستان)، وقائد بالإنابة للقوات الإيرانية المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم (598) المتعلق بإنهاء الحرب بين إيران والعراق. 

عين الرئيس الايراني حسن روحاني في ولايته الأولى العام 2013، علي شمخاني امينا عاما للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني وذلك بديلا لسعيد جليلي الذي تولى هذا المنصب منذ العام 2007، حيث تولى جليلي قيادة المفاوضات مع الدول المعروفة بـ 5+1 حول الملف النووي الايراني.

رسالة للسعودية

وكان المحلل السياسي الأحوازي يوسف عزيزي كتب أن تعيين شمخاني، مهندس تحسين العلاقات الايرانية السعودية عندما كان وزيرا للدفاع في فترة حكم الرئيس محمد خاتمي والحائز على "وسام الملك عبدالعزيز" أمينا عاما للمجلس الأعلى للأمن القومي كانت رسالة واضحة من روحاني على رغبته في تحسين العلاقات مع السعودية وازالة جميع العقبات التي تؤثر على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. 

وكان سبق لشمخاني عندما كان وزيرا للدفاع ان وقع الاتفاقية الامنية نيابة عن بلاده مع السعودية في الرياض والتي لعبت دورا مهماً في ازالة العديد من العوائق بين البلدين، خاصة في الجانب الامني. 

وهذا يظهر ان الدبلوماسية الايرانية تعرف كيف ان تستخدم العنصر العربي الاحوازي في الحكومة لصالح اهدافها القومية.

ويشير المحلل عزيزي كذلك إلى أن تعيين شمخاني في منصبه الرفيع جاء تنفيذا للبرنامج الانتخابي لحسن روحاني القائم على اشراك القوميات غير الفارسية ومنحها المناصب في الحكومة. ولهذا الامر تاثير نفساني فوري على الشعب العربي الاحوازي، لكنه لم يحل المشكلة القومية المتمثلة بالاضطهاد القومي للعرب في ايران. 

كما أن تعيين شمخاني في المنصب المهم هو لارضاء الاصلاحيين، حيث خول المرشد الاعلى علي خامنئي المجلس الاعلى للامن القومي القيام بالنظر في موضوع قادة الحركة الخضراء المحتجزين في بيوتهم: ميرحسين الموسوي وزهرة رهنورد ومهدي كروبي.