دعت الأمم المتحدة العراقيين إلى الخروج بأعداد كبيرة للتصويت للأفضل من المرشحين للانتخابات البرلمانية العامة، وطالبتهم بعدم نسيان النساء المرشحات، لأنهن يمثلن أقوى عناصر الأمانة والكفاءة، ولديهنّ القدرة والرغبة في العمل بجدٍّ من أجل التغيير. وناشدت القادة السياسيين بأن يتيحوا لهن بعد الانتخابات مواقع في الحكومة والبرلمان الجديدين للإفادة من مؤهلاتهنّ وخبراتهن وتعليمهن.
& &&
إيلاف: جاء ذلك في تصريح للممثل الأممي الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش عقب مباحثات أجراها مع أمينة بغداد ذكرى علوش وتناولت سبل التعاون مع الأمم المتحدة في مساعدة العاصمة العراقية في خططها المستقبلية لمرحلة ما بعد داعش، حيث أكد على دور المرأة في السياسة، وحثّ الناخبين على منح المرشحات اللاتي يتميزن بالمهنية والتأهيل العالي ممن يتنافسن في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 من الشهر المقبل الفرصة التي يستحقنها للإسهام في عملية إعادة البناء وإعادة التأهيل لمرحلة ما بعد النزاع كعضواتٍ في مجلس النواب والحكومة المستقبليين، كما قال بيان صحافي للبعثة الأممية في العراق في بيان صحافي الاثنين أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف". &

وتستضيف بغداد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" منذ تأسيس البعثة في عام 2003. ومنذ هزيمة هيكليات تنظيم داعش في وقتٍ سابقٍ من هذا العام على أيدي قوات الأمن العراقية، عمّت البلاد أجواء جديدة من التفاؤل.&

بغداد بدأت باستعادة بعض مجدها القديم
وأشارت البعثة إلى أن "بغداد العاصمة العراقية ذات التاريخ الرائع، والتي كانت ضحية لهجمات داعش الإرهابية، بدأت تستعيد ببطء، ولكن بخطىً ثابتةٍ، بعضَ مجدها القديم، وتستضيف المؤتمرات التجارية والاستثمارية والمعارض، والعروض والفعاليات الثقافية والسياسية - وأخيرًا الحملة الترويجية لانتخابات الشهر المقبل البرلمانية".

وقال كوبيش "بعد هزيمة داعش الإرهابي، حان الوقت بالنسبة إلينا في الأمم المتحدة لإعادة توجيه عملنا والتركيز أكثر على مجالات إعادة التأهيل وإعادة الإعمار والتنمية دعمًا لبغداد في العديد من النواحي التي تعدّ حاسمةً لسير الحياة الطبيعية للمدينة، بما في ذلك تثقيف أو تدريب الخبراء على كيفية حشد الاستثمارات والدعم لاحتياجات المدينة وسكانها، ومن بينهم الأسر التي تعيلها النساء".

أضاف أنّ اجتماعاتٍ لاحقةً ستُعقد بين ممثلي الأمم المتحدة ومدينة بغداد لبحث المساعدات والتعاون المستقبليين، وإجراء مزيدٍ من المناقشات حول دورٍ أكثر أهميةً للمرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف يمكن للأمم المتحدة زيادة دعمها في هذا السياق.
&
ارتياح للترشيحات القوية للنساء إلى الانتخابات
وأعرب كوبيش عن ارتياحه إزاء المشاركة القوية للنساء كمرشحاتٍ في انتخابات 12 مايو المقبل.. وحثّ الناخبين على منح صوتٍ قويٍّ إلى النساء اللاتي يرفدن العملية الديمقراطية بالكفاءة والأمانة والمهنية والتفاني.

وقال "تسرّني جدًا رؤية عددٍ لا بأس به من المرشحات ممن يتميزن بمستوىً عالٍ من القوة والتأهيل والكفاءة." وأدان الممثل الخاص للأمين العام الإساءات اللفظية والهجمات الشخصية ضد بعض المرشحات، وحثّ الناخبين على "عدم الانجرار وراء التلميحات التي تولّدها تلك الهجمات والترهيب والإهانات الموجّهة ضد بعض المرشحات، لا لشيءٍ، سوى للتشتيت وإلحاق الأذى بهن وتثبيطهن وناخبيهن".

وشدد بالقول "أناشد أهالي بغداد أن يخرجوا ويُدلوا بأصواتهم لمرشحيهم بأعداد كبيرة. صوّتوا للأفضل، ولا تنسوا أن النساء يمثلن أقوى عناصر الأمانة والكفاءة، ولديهنّ القدرة والرغبة في العمل بجدٍّ من أجل التغيير. لذا، آمل أن نشهد في بغداد التصويت للكثير من النساء للبرلمان، وآمل كذلك أن يتيح القادة السياسيون لهن بعد الانتخابات مواقع في الحكومة للإفادة من مؤهلاتهنّ وخبراتهن وتعليمهن".

وكانت الإدارة الأميركية قد عبّرت الجمعة الماضي عن قلقها إزاء حملات التشهير التي تتعرّض لها المرشحات العراقيات إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، داعية إلى تحقيق في جميع هذه الانتهاكات.&

وقالت السفارة الأميركية في العراق إن الهجمات وحملات التشويه ضد النساء المرشحات خلال الحملة الإنتخابية الحالية مخيّبة للآمال وتستوجب الشجب.. وشددت في بيان صحافي على أن "محاولات إهانة كرامة المرشحين تعتبر إعتداء وتشكل إنتهاكًا لمبدأ المنافسة العادلة، وتهدد نزاهة العملية الانتخابية".

ودعت إلى إنهاء هذه الأفعال وإجراء تحقيق في جميع الإنتهاكات المزعومة للقوانين الانتخابية. وكانت المفوضية العراقية العليا للانتخابات قد أعلنت أخيرًا مصادقتها على ترشح 6986 شخصًا، بينهم 2014 مرشحة من الإناث، للانتخابات البرلمانية العامة المقبلة.

يشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تداولت خلال الأيام الأخيرة مقاطع فيديو إباحية، قيل إنها لمرشحات عراقيات للحصول على مقاعد برلمانية في مجلس النواب المقبل، لكنه لم يتسن التأكد من صحة ما ورد في تلك المقاطع لضحيتين على الأقل، لكنهما نفتا ما جاء فيها، وأكدتا أنها مفبركة.

وقالت إحدى المرشحات على صفحتها في فايسبوك إن "بعض الجهات تحاول النيل منها وتشويه سمعتها لضمان عدم فوزها في الانتخابات".. في حين اتهمت مرشحة أخرى جهات سياسية لم تسمّها بالعمل على تسقيط المنافسين عبر فبركة مقاطع فيديو أو صور غير حقيقية.