«إيلاف» من لندن: شهدت طهران اليوم تجمعا عماليا ضخما هتف فيه العمال ضد السلطات وطالبوا بحقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية فيما اقرت السلطات باعتقال 70 الف مستخدم للانترنت خلال العام الماضي.

وفي اجواء أمنية متوترة شهدت العاصمة الايرانية الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للعمال تجمعا عماليا احتجاجيا ضد السلطات شارك فيه عشرات الالاف من العمال مطالبين السلطات بتحسين ظروف عملهم وزيادة اجورهم. 

وقد ردد المحتجون هتافات مثل "الموت للظالم- تحیة ‌للعامل" مادفع السلطات الى الدفع بتشكيلات من قواتها لتطويق مكان التجمع خوفا من امتداد الاحتجاجات الى مناطق اخرى من العاصمة.

وقد وجهت مریم رجوی رئیسة المجلس الوطني للمقاومة‌الإیرانیة ‌رسالة‌الى عمال البلاد حصلت “إيلاف" على نصها شددت فيها على ان "الحل هو أن تكونوا منظمين ومؤطرين ضمن تنظيمات لان سرّ التقدم أمام الهجوم الشرس لنظام ولاية الفقيه وقوات الحرس على حياتكم وحقوقكم أن تربطوا احتجاجاتكم المهنية بالنضال الهادف لإسقاط هذا النظام".

 وأکدت قائلة "أينما كنتم، كونوا متحالفين ومتحدين مع سائر زملائكم في القوة العاملة وشكّلوا معاقل العصيان واستخدموا كل جهدكم وقوتكم لاندلاع الانتفاضات". واشارت الى ان "الطلب المشترك لعموم العمّال والكادحين الإيرانيين، هو إلغاء العقود المؤقتة والعقود البيضاء، وحلّ شركات المقاولة، وزيادة الأجور بما يتماشى مع سُبل معيشة العمّال وحق العمال في ايجاد تنظيمات مستقلة وحرّة".

 

فيديو الاحتجاج العمالي في طهران اليوم:

 

وأكدت رجوي للعمال "أن بذل الجهود للحصول على هذه المطالب هو جزء من النضال من أجل الإطاحة بالنظام. ودعت العمال "حثّوا العمّال في وحدات الإنتاج في جميع أنحاء البلاد على الاحتجاج والإضراب ووسّعوا المسيرات والمظاهرات الجارية في مختلف المحافظات لهذا الغرض وبمساعدة المواطنين في كل مدينة، قوموا بإنشاء صندوق لمساعدة العمّال المضربين عن العمل وتأمين حياة عائلات العمّال المسجونين والمعتقلين وحفّزوا عموم المواطنين على الجهد من أجل تحرير العمّال المحتجزين وعودة العمّال المطرودين إلى العمل. النضال الموحّد للعمّال وفي ارتباط بالمقاومة المنظمة، ومعاقل العصيان وجيش التحرير، ينتصر بالتضامن مع انتفاضة المزارعين والكادحين والمحرومين في إيران. إن الإطاحة بنظام الملالي، هذا العدو اللدود للعمّال الإيرانيين، أمر في متناول اليد وممكن وأن عيد الحرية والمساواة سوف يحين."

ايران تقر بأعتقال 70 الف مستخدم للانترنيت العام الماضي

اعترف عميد الحرس الثوري الايراني كمال هادي فر رئيس شرطة الانترنت الرسمية المسماة بـ «فتا»، ان السلطات قد اعتقلت العام الماضي أكثر من 70000 مستخدم للإنترنت.

واكد المسؤول الايراني قائلا "في العام الماضي، اعتقل أكثر من 70،000 مجرِّمًا إلكترونيًا وتم تقديمهم إلى السلطات القضائية، كما تم اكتشاف أكثر من 39،000 حالة من الجرائم الإلكترونية، وساورنا القلق حول تزايد حالات هذه الجرائم بما يقرب من 10 أضعاف" كما نقلت عنه وكالة أنباء ايلنا الحكومية امس.

وقبل ذلك بأيام قليلة، قال رئيس السلطة القضائية للنظام الإيراني الملا لاريجاني "لقد أصبحت الشبكات الاجتماعية في خدمة اعداء نظام السلطة ومجاهدي خلق لتدمير أركان النظام".. واشار الى جميع الأجهزة الأمنية مكلفة التعامل مع رؤساء الشبكات الداخلية الذين يعملون في الفضاء السيبراني مع الأعداء والأجانب" بحسب قوله. 

ويشير مراقبون الى ان لجوء السلطات الايرانية إلى القمع الواسع على صعيد الانترنت "يؤكد عدم قدرة النظام على التعامل مع الانتفاضات الشعبية التي استهدفت هذا النظام الكهنوتي التي تدعو إلى الإطاحة به مع كل أجنحته"

واوضح انه في أعقاب الانتفاضة الشعبية في ديسمبر الماضي، كان مجلس الأمن التابع للنظام قد أعلن ما اسماه "تقرر وقف أنشطة الشبكات" كي لا يتم استخدامها ضد "هدوء البلاد".

وبهذا الصدد قال الملا أحمد جنتي رئيس مجلس خبراء النظام "لو كان الفضاء الافتراضي قد تم احتوائه، لما كان وضع البلاد قد وصل إلى ما هو عليه الآن ... هذا الفضاء الافتراضي هو البلية والمشكلة التي حلت بنا"..

ودان المجلس الوطني للمقاومة الايرانيةالمقاومة الإيرانية في بيان صحافي اليوم ارسلت نسخة منه الى "أيلاف" بقوة الاعتقالات واسعة النطاق وغير المسبوقة لمستخدمي الإنترنت.. ودعا عموم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، بما في ذلك المقرر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير، والفريق العامل المعني بالاعتقالات التعسفية، والاتحاد الدولي للاتصالات وغيرها من الهيئات الدولية ذات الصلة إلى إدانة نظام الملالي بشدة لهذا القمع الوحشي، الذي يعد انتهاكًا للعديد من المعاهدات الدولية، وإلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف قرصنة الإنترنت هذه".