إيلاف من نيويورك: إزدهر موسم المحامين في العاصمة الأميركية واشنطن بفعل التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016، ولجان الاستخبارات في الكونغرس.

أن تكون محاميًا في العاصمة الأميركية او في محيطها فذلك يعني ان أبواب الثروة مفتوحة أمامك في هذه الفترة ولغاية أجل غير مسمى، ويمكنك ان تحقق أموالاً وفيرة بفضل التحقيقات القائمة، واضطرار معظم من يتم إستدعاؤهم من اجل سماع شهادتهم بخصوص حملة ترمب الانتخابية والعلاقة مع روسيا إلى توكيل محامٍ يجلس الى جانبهم اثناء التحقيقات تحسبًا للأسوأ.

 تكاليف مادية ضخمة للتعاقد مع المحامين

ولتفادي الوقوع بالمحظور أمام لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، وامام محققي (الأف بي آي) ، يصطحب المطلوبون لسماع شهادتهم محامين يقومون بالتعاقد معهم، ويتواجدون اثناء التحقيق يسجلون ملاحظاتهم تحسبًا للأسوأ ويعملون على توجيه موكلهم، وفي المقابل يتحمل الاخير تكاليف مادية ضخمة، حيث ان الاقبال الكثيف على مكاتب المحاماة رفع الأجور بشكل مخيف، فالمحامي الذي لا يتمتع بشهرة كبيرة يتقاضى اربعمئة دولار مقابل ساعة العمل الواحدة، ويبدأ العد من لحظة قيام الشخص المطلوب سماع شهادته بالحديث عن القضية مع المحامي.

 ولا يقف تقاضي المحامي للاموال عند موضوع حضور جلسات التحقيق فقط، فالوقت الذي يخصصه لفتح ملف موكله ودراسته والتحضير له يقبض ثمنه أيضًا، والتسعيرة واحدة.

 كابوتو خرج عن صمته

مايكل كابوتو الذي عمل كمستشار في حملة ترمب خلال موسم انتخابات 2016، خرج عن صمته وطرح الصوت عاليًا، بعد اضطراره وعائلته الى تحمل نفقات توكيل محامٍ اثر استدعائه من قبل القائمين على التحقيقات لسماع شهادته، فوقف الرجل امام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ ليدلي بما يملك من معلومات، ويجيب على الأسئلة الموجهة اليه في موضوع روسيا، وبعد انتهاء الجلسة، قال وفق ما ذكرت شبكة السي ان ان، "إن التحقيقات كلفته ما يقارب 125000 دولار"، وأضاف متوجها الى رئيس اللجنة، "أن تحقيقاتك وآخرين (لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وفريق مولر) في مزاعم تورط حملة ترمب مع روسيا تكلف عائلتي مبالغ مالية كبيرة وتؤثر بشكل كبير على أطفالي".

 رجال ترمب تركوا وحدهم

وطوال الأشهر الماضية تم إستدعاء عشرات الأشخاص الذين عملوا الى جانب حملة ترمب لسماع شهادتهم، وإضطر كثيرون منهم الى تحمل أعباء توكيل محامين للوقوف الى جانبهم، ورغم بعض الاخبار التي تحدثت عن إمكانية قيام الرئيس الأميركي بدفع النفقات القانونية المترتبة على الشخصيات التي عملت الى جانبه، غير ان الواقع يشير الى ان هؤلاء تركوا يواجهون مصيرهم، ففي مارس الماضي، كشف تقرير عن عرض مستشار الامن القومي السباق، مايكل فلين منزله في مدينة الكساندريا بفرجينيا للبيع بمبلغ 895 الف دولار من اجل تسديد الفواتير المترتبة عليه.