إيلاف من لندن: قالت غالبية من قراء "إيلاف" شاركوا في الاستفتاء الأسبوعي إنها لا تعول على الانتخابات العراقية المنتظرة السبت المقبل في تغيير واقع البلاد المتعثر.

وشارك في الاستفتاء الذي وجه سؤالا إلى قراء "إيلاف" يقول "هل يُعول على العملية الانتخابية في العراق في تغيير الواقع المتعثر؟" 1081 قارئا قالت غالبيتهم الساحقة انها لا تعتقد بتغيير الانتخابات لهذا الواقع.

لا تغيير

ومن بين مجموع المشاركين في الاستفتاء البالغ عددهم 1081 قارئا قال 940 منهم شكلت نسبتهم 87 % أنهم لايعولون على إمكانية تغيير العملية الانتخابية في العراق لتغيير واقع البلاد التعثر.

ومن الواضح ان خيبة الامل هذه لدى القسم الاكبر من هؤلاء المشاركين تولدت من ترشح الوجوه نفسها التي خبر العراقيون اصحابها خلال 15 عاما مضت ولم تحقق لها سوى عملية سياسية فاشلة ومتعثرة شابتها اخفاقات كثيرة كما اقر المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة الماضي.

كما اقر نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي وهو زعيم ائتلاف الوطنية الانتخابي من جهته بان المواطن العراقي لم يعد مهتما بالانتخابات. وقال في تصريح صحافي "من أهم ما لاحظته بشكل شخصي أن المواطن العراقي لم يعد مهتما بالانتخابات".

أما النازحون العراقيون الذين تحملوا نتائج احتلال داعش لمناطقهم وتخلي السياسيين عن مساعدتهم لاعادتهم إلى مناطقهم فأنهم محبطون ايضا معبرين عن اعتقادهم بأنهم ليسوا أولوية لدى مرشحي الانتخابات.. وأكد الكثيرون من هؤلاء البالغ عددهم حوالي مليوني نازح بينهم 450 الفا يحق لهم التصويت انهم سيقاطعون الاقتراع.

وبهذا الصدد أكدت نازحة في مخيم بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد قائلة للصحافيين "لن أنتخب حتى يعود ابني الكبير الذي خطف قبل ثلاث سنوات وهو في العشرين من عمره.. لا أريد غير عودة ابني.. نحن هنا منذ سنين ولم يسأل عنا أحد".

التغيير ممكن

وفي مقابل ذلك رأى 141 مشاركا في الاستفتاء فقط بلغت نسبتهم 13% من المستفتين انهم يمكن ان يعولوا على الانتخابات لتغيير واقع بلدهم.

ووأضح أن هذه الشريحة من القراء قد تأثرت بالحملة الاعلامية الواسعة الداعية للمشاركة في الانتخابات وبالدعايات الانتخابية التي تزدحم بها شوارع العراق وكلفت ملايين الدولارات وهي تطرح شعارات عن الاصلاح والتغيير وتتعهد بمكافحة الفساد هاجس العراقيين المؤرق.. إضافة إلى الجولات الانتخابية التي يقوم بها قادة التحالفات الانتخبية إلى محافظات البلاد مطلقين وعودا بالاصلاح والاعمار وتوفير فرص عمل وانهاء الفساد.

ففي محاولة لانقاذ مايمكن انقاذه فأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يشدد على ضرورة انتخاب وجوه جديدة من التكنوقراط المستقلة البعيدة عن الطائفية.. وقال "كي لا تذهب جهودكم الجبارة التي حررت العراق من الارهاب العفن ، فاحسنوا اختياركم ولا ترضخوا للضغوطات والاغراءات فأملنا بكم بتحرير العراق من الفساد والمفسدين.

كما دعا المجمع الفقهي العراقي السني العراقيين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات "ولو بنية تقليل الفساد ما أمكن وعدم الاستسلام لمشاعر الاحباط وعدم الانسياق وراء دعوات الشيطان او المخادعين" على حد قوله.

وأضاف في بيان أنه "أنطلاقا من المسؤولية الشرعية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وواجب التواصي بالحق والتواصي بالصبر ولتجنب الخسران في الدنيا والاخرة فأن الانتخابات شكل من اشكال الشهادة التي ينبغي عدم كتمانها".

يشار إلى أنّ 6898 مرشحا يتنافسون علي 329 مقعدا برلمانيا في الانتخابات بينهم 4972 مرشحا من الذكور و 2014 من الاناث فيما تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين.

وتعد هذه الانتخابات الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 وبحسب إلمفوضية العليا للانتخابات فإن أكثر من 24مليون و200 الف عراقي يحق لهم التصويت في الانتخابات من أصل إجمالي عدد سكان العراق البالغ 38 مليونا و 854 مواطنا لانتخاب برلمان عراقي جديد يضم 328 نائباً بينهم 9 يمثلون الأقليات بواقع 5 مقاعد للمسيحيين وواحد لكل من الشبك والايزيديين والصابئة والكرد الفيليين.