حدد أستاذ للأدب الإنكليزي في إحدى الجامعات الأميركية 10 قصائد يرى أن على كل طالب أن يعرفها، لأنها ستصبح صديقته مدى الحياة.

إيلاف: يدرّس البروفيسور ديسيلس هاريسون منهجًا أدبيًا بعنوان "100 قصيدة" في كلية أوبرلين للآداب والموسيقى في ولاية أوهايو الاميركية. ويلاقي برنامجه إقبالًا من الطلاب، خصوصًا طلاب قسم الموسيقى ومغني الأوبرا وعازفي آلة الباسون ومؤلفي الموسيقى الالكترونية، بينهم طلاب في السنة الأولى وآخرون في السنة النهائية، منهم أجانب من تركيا وتايوان.

يختار هاريسون القصائد التي يناقشها الطلاب وفق معيارين: أن تكون القصيدة بالإنكليزية، وأن تصبح صديقة القارئ مدى الحياة. 
وبحسبه، تعليم الطلاب هذه القصائد طريقة لتمكينهم من إقامة صداقات مماثلة معها، وطريقة للتعبير عن امتنانه لهذه القصائد، لما منحته خلال حياته. انتخب هاريسون أفضل 100 قصيدة بعد مراجعة القصائد التي قرأها، لتكون أفضل القصائد التي تستوفي المعيارين أعلاه. ولمناسبة شهر الشعر، اختار من بين هذه القصائد المئة عشر قصائد تتطلب صبرًا وتحملًا وإرادة طيبة، ومثل أفضل الصداقات سترد جميل القارئ بما تقدمه من مفجآت وتشجيع وتوبيخ ومحبة. 

القصائد العشر هي: 

"صبي من شروبشاير 2" للشاعر أي. إي. هاوسمان 


بحسب وصف هاريسون، كان هاوسمان متشائمًا وكلاسيكيًا ومتذوقًا للحزن. وإذا كانت هناك قصيدة يجب أن تُحفظ على القائمة فهي هذه القصيدة. 

"الآن تغيب الشمس تحت الغابة" لشاعر مجهول

في هذه القصيدة الغنائية الدينية الإنكليزية، يراقب الشاعر المجهول غروب الشمس تحت أُفق تغطيه الأحراش. يزداد المشهد وضوحًا عندما تحدد الشمس معالم شجرة واحدة، وفجأة تتغير الصورة من ظاهرة يومية هي الغروب إلى حدث تراجيدي هو مريم التي تنظر إلى ابنها على الصليب. 

"أيام الآحاد الشتائية تلك" للشاعر روبرت هايدن 


تتدلى القصيدة من عبارة متكررة على غرار قصيدة روبرت فروست المعروفة "وقفة عند الغابة ذات مساء مثلج"، لكن العاطفة التي تنقلها ليست حزنًا مشؤومًا ومنهكًا كما في قصيدة فروست، بل عذاب وعي أخلاقي. 

السوناتة 65 لوليام شكسبير


تطرح قصيدة شكسبير السؤال الذي يثيره الفن عمومًا، وهو: ما فائدة الجمال في مواجهة عوادي الزمن المحتومة، في مواجهة عداء الزمن الذي لا يبالي ولا يوفر شيئًا، ولا حتى الأرض أو البحر. 

"ليدا والبجعة" للشاعر دبليو. بي. ييتس


هذه القصيدة وليدة تحذير. وهي في الحقيقة قصيدة عن الاغتصاب، عن العنف ومعايشته معايشة سلبية وآثاره والغاية منه، بحيث يتركنا مصدومين. لكن العنف ضروري عند الشاعر لأن ييتس يرى التاريخ سلسلة متعاقبة من أشكال العنف. 

"الحب رقم 3" للشاعر جورج هربرت


خلافًا لرؤية ييتس السوداوية للتاريخ، يأتي فهم جورج هربرت لحب الله. لكن الفهم ليس الكلمة الصحيحة، بحسب هاريسون، لأن حب الله عند هربرت أكبر وأوسع وأعمق مما يستطيع أي فهم انساني أن يستوعبه. 

"هناك ميل معيّن في الضوء" للشاعرة إميلي ديكنسون


هناك مشاعر كالحب أو الخوف من الموت إنتابتنا جميعًا، يتحدث عنها التقليد الأدبي بلا انقطاع. بيد أن ديكنسون تشير إلى أن هناك خبرات مشتركة بين الجميع، لكن أحدًا لا يستطيع أن يشرحها أو أن يعبّر عنها. 

"عبّارة بروكلين" للشاعر والت ويتمان


يبدو أن الشعر والطبيعة سارا يدًا بيد، لكن الشعر يأتي أيضًا بمناجاة الروح للروح، وحديث العاشق عن حبيبته. لذلك، ربما لا يكون فضاء الحياة الريفية وعزلتها على علاقة بالاهتمامات الشعرية الأعمق مما نظن. 

"السمكة" للشاعرة مريان مور 


ربما تبدو قصيدة مور عصية على الاكتناه، وعنيدة على فك شفرتها إلى حد مثبّط. يلاحظ القارئ أن هذه القصيدة ليست حتى عن سمكة أو بعض الأسماك، وأن العنوان هو الكلمة الأولى لأول جملة في القصيدة. 

"الأشجار" للشاعر فيليب لاركن 


سخر لاركن من الرأي القائل إنه ينتمي إلى بانتيون الشعراء الإنكليز. وما هذا مستغربٌ. فقصائده تستهلك الكثير من الوقت في السخرية من حماقة الشباب وضعف العمر ووعود الليبرالية وتزويقات الإصلاح ولا معقوليات الرغبة الجنسية. 


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "سيغنتشر". الأصل منشور على الرابط:
http://www.signature-reads.com/2018/04/10-best-poems-according-professor-teaches-best-100/