لندن: كشف تقرير جديد تفشي استغلال العمال وسوء معاملتهم على نطاق واسع في مفاصل الاقتصاد البريطاني وان هذه الممارسات تتراوح من سرقة الأجور الى العبودية السافرة في 17 قطاعاً.

وجاء في تقرير هيئة مراقبي العمل واستغلال العمال ان الاستغلال يصل الى حد العبودية في قطاع البناء واعادة تدوير النفايات ومحلات غسيل السيارات وصالونات الاظافر. كما خص التقرير بالذكر الزراعة ومعامل التعليب وصيد الاسماك وجمع المحار والمستودعات والتوزيع وصناعة النسيج وسيارات الأجرة وتجارة التجزئة والخدمة في المنازل والعناية بالمسنين بوصفها من القطاعات التي يتفشى فيها الاستغلال. 

ولدى الهيئة الآن صلاحيات جديدة للتحقيق في استغلال العمال في سائر القطاعات بموجب قانون الهجرة لعام 2016 ، ويشير التقرير الى أول عام كامل من عمل الهيئة لتقييم حجم المشكلة في بريطانيا.

وقالت الهيئة ان قياس حجم استغلال العمال الأجانب بصفة خاصة صعب ولكن حالات متزايدة يجري الابلاغ عنها الآن ، بما في ذلك حالات العبودية التي ارتفع عددها بنسبة 35 في المئة بالمقارنة مع العام السابق بعدما أصبحت بريطانيا من أكبر الوجهات في اوروبا للاتجار بالعمال واستغلالهم. ومن اشكال العبودية الشائعة عبودة المديونية حيث يصبح المهاجر مكبلا بالديون لوكالات التشغيل عن تكاليف تسفيره أو إيجاد عمل غير قانوني له.

كما وجد التقرير ان عصابات الجريمة المنظمة سواء أكانت بريطانية أو من اوربا الشرقية تنشط في سوق العمل في عدة قطاعات وان عصابات يقودها اشخاص من الجنسية الرومانية والجنسية البريطانية في مقدمة الجهات المسؤولة عن اشكال العبودية الحديثة للعمال الأجانب. ويبرز دور العصابات الألبانية في استغلال العاملين في محلات غسيل السيارات. وفي صالونات الأظافر يكون غالبية الضحايا من النساء الفيتناميات مع وجود أدلة على الاحتيال الضريبي وتبييض الأموال. وفي قطاع الزراعة فان ضحايا الاستغلال والعبودية هم في الغالب من الرومانيين والبلغار وكذلك في الخدمات الغذائية والفنادق والمطاعم.

واكثر اشكال الاستغلال انتشاراً اعمل 12 الى 15 ساعة في اليوم واحياناً سبعة ايام في الاسبوع واجور دون الحد الأدنى القانوني أو اعمال سخرة بلا اجور وظروف عمل ومعيشة خطيرة. ولكن لكل قطاع مشاكل خاصة به.

وفي صناعة النسيج قال التقرير ان أكثر من 50 في المئة من الأيدي العاملة في بعض الأماكن تتألف من عمال لا يحملون وثائق ويعملون في نوبات ليلية في الغالب. وضحايا الاستغلال في هذا القطاع غالبيتهم من الباكستانيين والرومانيين. 

واشار التقرير الى ان زهاء 400 تحقيق في العبودية الحديثة كانت تجريها اجهزة مختلفة في اكتوبر الماضي وحده ولكن عدد الملاحقات القانونية قليل في حين انخفضت حالات التجريم بنسبة 6 في المئة بين 2015 و2017. وفتحت هيئة مراقبي العمل واستغلال العمال نفسها 181 تحقيقاً جنائياً في العام الماضي.

وقال رئيس لجنة العمل في مجلس العموم فرانك فيلد ان التقرير يسلط الضوء على البعض "من اكثر الممارسات خسة ودناءة وشراً في قعر سوق العمل". واضاف "ان عبودية العمل تُستخدم لدعم شركات في قطاعات كبيرة من الاقتصاد" داعياً الحكومة والمستهلكين الى ادراك حجم هذه الظاهرة في بريطانيا.

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/world/2018/may/08/slaves-working-in-uk-construction-and-car-washes-report-finds