بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ووصفه بالكارثي، عبر العراق اليوم عن القلق من هذه الخطوة واصفا الاتفاق بـ "التاريخي" داعيًا الأطراف الأخرى الموقعة عليه إلى عدم المساس به.

إيلاف من لندن: أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم الاربعاءعن الاسف لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس بالانسحاب من اتفاقية جنيف حول البرنامج النووي الإيراني الموقعة نهاية عام 2015 بين إيران ومجموعة (1+5)، مثمنا إصرار الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاقية على مواصلة الالتزام التام بها، كما حث الولايات المتحدة على عدم المساس بالاتفاقية وتجنب عرقلة تنفيذها بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة عليها كما قال في بيان صحافي وزعته الرئاسة العراقية وتابعته "إيلاف".

ودعا معصوم الولايات المتحدة إلى إعادة النظر بقرارها معتبرًا أن الاتفاقية "مثلت انجازا كبيرا لتعزيز فرص إحلال السلام والتقدم لجميع دول المنطقة والأسرة الدولية عبر تفعيل الدبلوماسية الرشيدة لإنهاء التوترات الخطيرة وتفادي الكوارث المحدقة بالاعتماد على الحكمة والحوار الإنساني والتفاهم البناء القائم على أسس ومبادئ الأمم المتحدة"، على حد قوله.

وشدد الرئيس العراقي على معارضة بلاده لكل أشكال أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية... مؤكدًا القلق من أن "قرار انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من جانب واحد من الاتفاق التاريخي بشأن الملف النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يخدم إمكانية تعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم" بحسب رأيه.

ويتخوف العراق الذي تهيمن على اوضاعه السياسية القوى الشيعية المؤيدة لإيران من تحول اراضيه إلى ساحة نزاع بين إيران والولايات المتحدة وعادة مايؤكد رئيس حكومته حيدر العبادي على النأي بالعراق عن هذا النزاع وتداعياته على بلاده.

يشار إلى أنّ الاتحاد الاوروبي قد جدد اليوم التزامه بالاتفاق النووي مع إيران برغم قرار الولايات المتحدة الانسحاب منه.. وأعلن أنه "سيضمن ألا تتعرض طهران لأي من العقوبات الأوروبية التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم عام 2015".

وقالت حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد (28 دولة)، في بيان الأربعاء طالما "واصلت إيران تنفيذ التزاماتها النووية فإن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزما بالتنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي". واشارت في بيان إلى أنّ "رفع العقوبات المتعلقة بالشؤون النووية جزء ضروري من الاتفاق والاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بضمان استمرار ذلك".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد رسميا مساء امس انسحاب بلاده من الاتفاق الذي عقدته دول غربية وروسيا والصين مع إيران بشأن برنامجها النووي في عام 2015 والذي وصفه بالكارثي قائلا " أعلن أن أميركا تنسحب من الاتفاق النووي الإيراني وسأوقع مذكرة لبدء فرض العقوبات على إيران وسنفرض أعلى العقوبات الاقتصادية عليها وعلى أي دولة ستدعم طهران لامتلاكها للسلاح النووي سنحاسبها".

وأضاف "سنعمل مع حلفائنا لحل شامل وعادل لإزالة التهديد النووي الإيراني ووضع حد لنشاط إيران الإرهابي في العالم". ثم قام بالتوقيع على قرار الانسحاب على الهواء مباشرة إلى جانب قرار آخر بفرض عقوبات مباشرة على إيران.

وأشار إلى أن إيران وبعد رفع العقوبات عنها "فقد استفاد منه النظام الديكتاتوري لصنع صورايخ تحمل السلاح النووي". ووصف ترمب النظام الإيراني بأنه مروع وديكتاتوري وإرهابي ومجرم.