على وقع تداعيات انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي والصدم الصاروخي في سوريا بين إسرائيل وإيران والتوتر الراهن في الشرق الأوسط، نشرت صحيفة بريطانية بارزة تقريرًا قارنت فيه بين باراك أوباما ودونالد ترمب في التعامل مع إيران وبرنامجها النووي.

إيلاف: قالت صحيفة (صانداي تايمز) إن الذين يكتبون عن سياسة ترمب، ويصفونها بالمتهورة، ليتهم نظروا في تهور سياسة سلفه أوباما. 

وتشير إلى أن الاتفاق النووي، الذي وقعه أوباما مع إيران، ويقول إنه لم يكن يهدف إلى تأخير برنامج طهران النووي 10 أعوام، وإنما كان هدفه أيضًا تطوير استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها لتصبح بحلول عام 2025 في وضعية أقوى تمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية.

يذكر أن الرئيس الأميركي كان أعلن يوم 8 مايو 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران. والقرار تنفيذ لتعهد كان قطعه ترمب خلال حملته الانتخابية الرئاسية.

جدد ترمب خلال كلمة له اتهاماته لطهران بالمسؤولية عن أزمات المنطقة، معلنًا عزمه صياغة اتفاق جديد يضع حدًا لنفوذ إيران الإقليمي، ويقيّد برنامجها للصواريخ الباليستية.

إحداث توازن
وقالت (صانداي تايمز) في التقرير الذي كتبه نيال فرغيسون، إن هدف أوباما كان إحداث توازن للقوى في المنطقة. ولكن الذي حدث هو أن طهران حصلت على 150 مليار دولار من الأصول المجمدة، وفتحت لها المبادلات التجارية على مصراعيها، بعد رفع العقوبات. 

ولم يتضمن الاتفاق بندًا ينص على عودة العقوبات إذا استعملت إيران هذه الأموال في دعم حزب الله وحماس وبشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن.

كان أوباما يتوقع أن ربح الوقت سيؤدي إلى توازن القوى، لكن الذي حدث هو تصاعد النزاعات المسلحة. وكانت الخطة تبدو غاية في الذكاء، ولكن الواقع أثبت أنها متهورة.

طمأنة الحلفاء
ويرى الكاتب أن سياسة ترمب عكس سياسة أوباما تمامًا. فقد طمأن حلفاءه في السعودية وغالبية الدول العربية، وكذلك إسرائيل، إلى أنه يقف في صفهم ضد التوسع الإيراني. وتم ذلك باستثناء مشكل قطر. وفي العام الثاني أعلن إعادة العقوبات على إيران، وأنها ستشمل الشركات الأوروبية، كما مارس الضغط على جميع الدول التي تدخلت فيها إيران.

يضيف أن إيران لا تستطيع تحمل العقوبات وتمويل قواتها في الخارج. وإذا حسبت أن روسيا ستساعدها، فعليك أن تتذكر مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين في الأسبوع الماضي.

يذكر أن نتانياهو حمل رسالة مهمة لبوتين، وهي التحذير من التوسع الإيراني في الإقليم، وفرض الأمر الواقع في سوريا ولبنان، وتزامنت الزيارة مع إطلاق الميليشيات الإيرانية في سوريا 20 صاروخًا ضد منشآت إسرائيلية في الجولان. وردت إسرائيل بغارات جوية صاروخية استهدفت عشرات المواقع العسكرية التابعة لفيلق القدس الإيراني داخل سوريا.