واشنطن: أكد مسؤولون اميركيون كبار الاحد أنهم لا يزالون قادرين على دفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين رغم الغضب في العالم العربي بسبب افتتاح السفارة الاميركية المرتقب في القدس الاثنين. 

وعشية افتتاح السفارة قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو انه يأمل بنجاح الجهود لانهاء النزاع المستمر منذ عقود، بينما اعتبر مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون ان افتتاح السفارة يمكن ان يجعل التوصل الى سلام "امرا اسهل". 

وتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قراره نقل العاصمة من تل أبيب عن الإجماع الدولي الذي استمر على مدى عقود بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق على وضع القدس كجزء من اتفاق سلام على حل الدولتين بين اسرائيل والفلسطينيين. 

ويتوقع أن يتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين على الحدود بين غزة واسرائيل الاثنين للاحتجاج على افتتاح السفارة.

ورفضت السلطة الفلسطينية التواصل مع فريق ترامب منذ اعلان قرار نقل السفارة ومن بينهم صهره جاريد كوشنر الذي يفترض ان يقود المساعي الجديدة للسلام. 

ووصف رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط نقل السفارة بانه خطوة اخرى نحو "فصل عنصري شامل".

وقال في بيان إن "الادارة الاميركية اختارت الانحياز الى مطالب اسرائيل الحصرية حول مدينة كانت لقرون مقدسة لدى كل الأديان"، مضيفا أن "نقل السفارة الاميركية اليوم يغذي نزاعا دينيا بدلا من السلام". 

وردا على سؤال في مقابلة مع فوكس نيوز الاحد عما اذا كان لا يزال هناك اي امل في عملية السلام، قال بومبيو "بكل تأكيد عملية السلام لم تمت". 

واضاف بومبيو الذي تولى الخارجية قبل اسبوعين "نحن نعمل جاهدين على عملية السلام. ونأمل بأن نستطيع تحقيق نتيجة ناجحة". 

واضافة الى احتجاجات الفلسطينيين يتوقع ان تشهد عدد من العواصم العربية تظاهرات بعد ان قالت حكوماتها ان وضع القدس يجب ان يتقرر في اطار اتفاق نهائي للسلام. 

وأكد بومبيو انه مدرك للمخاوف الامنية على السفارات الاميركية والمواطنين الاميركيين في المنطقة في الايام المقبلة. 

واضاف "لقد اتخذت الحكومة الاميركية عددا من الخطوات لضمان تأمين مصالحنا الحكومية والمواطنين الاميركيين في المنطقة، ونحن مرتاحون لاتخاذنا خطوات لتقليل ذلك الخطر". 

- "ادراك الحقيقة" -بدوره، قال بولتون ان افتتاح السفارة الاميركية في مدينة يريد الفلسطينيون ان تكون عاصمة دولتهم المستقبلية سيعزز احتمالات السلام. 

وأضاف لشبكة ايه بي سي "اعتقد ان الامر سيكون اسهل. إن ذلك ادراك للحقيقة". وتابع "إذا لم تكن مستعدا للاعتراف بأن القدس هي عاصمة اسرائيل وأنها المدينة التي يجب ان تكون فيها سفارة الولايات المتحدة، إذن فانت تعمل في اتجاه مختلف تماما .. اعتقد ان ادراك الحقيقة يعزز دائما فرص السلام". 

واعتبر السفير الاميركي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان أنه لا يزال هناك أمل بتحقيق السلام في المنطقة. 

وبالنسبة للغضب الفلسطيني قال فريدمان عبر شبكة "فوكس نيوز" إن الجو العام للفلسطينيين "سيتغير مع مرور الوقت بحيث سيفهمون أن الولايات المتحدة مستمرة في مد يدها للسلام فيما يحتاج الناس للتركيز على الأمور الأهم على غرار مستوى المعيشة وتحسين البنية التحتية والأمن والمستشفيات". 

وأكد أن الولايات المتحدة "جاهزة لمساعدة الفلسطينيين" وأن "لا أساس" للاعتقاد بأن نقل السفارة سيقوض فرص السلام. 

وأضاف فريدمان الذي دعم في الماضي إقامة مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "أعتقد أننا سنحرز تقدما". 

في المقابل، ندد امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بقرار واشنطن نقل سفارتها معتبرا أنه "استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين". 

ويتزامن موعد افتتاح السفارة في 14 أيار/مايو مع الذكرى السبعين لإقامة دولة اسرائيل وذكرى "النكبة" بالنسبة الى الفلسطينيين.

وقتل 54 فلسطينيا بنيران القوات الاسرائيلية منذ انطلقت احتجاجات واسعة على حدود قطاع غزة في 30 آذار/مارس فيما لم يصب أي اسرائيلي.