إيلاف من بيروت: لا تزال انعكاسات الانتخابات النيابية في لبنان تؤثر على الساحة الداخلية اللبنانية، ويبدو أن "الانتفاضة" التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري داخل تيار المستقبل أكبر دليل على التخبط الذي رافق جميع التيارات السياسية في لبنان، خصوصًا بعد الكشف عن تراجع عدد الكثير من الكتل السياسية وبالتحديد كتلة المستقبل النيابية. 

وأتت استقالة مدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري، نادر الحريري، لتشكل أقوى الهزات للمستقبل، وغرّد الحريري عبر تويتر معلنًا: "النظريات والتكهنات حول اللي صار كتيرة، باختصار بقول الإقالات اللي حصلت الها سبب واحد هو المحاسبة".

وأضاف: "جمهور المستقبل قال كلمته وانا سمعتها، وتطلعات الناس وآمالها ما رح تخيب أبدًا. سبق وقلت للكل سعد الحريري 2018 غير . وبيبقى كلمة شكر من القلب لجهود نادر الحريري".

فما هي حيثيات تلك الإستقالة وهل من خطوات إضافية لسعد الحريري داخل تياره ما بعد استقالة نادر الحريري؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ "إيلاف" أنه علينا أن نترك الوقت للقضية كي تتوضح صورتها أكثر، لكي نستنتج ما هي الأسباب، ولم يصرّح عنها الحريري بالتفاصيل حتى الساعة، ولا نادر الحريري أدلى بتفاصيل حول القضية، وربما تكون مسألة شخصية تتعلق بخيارات نادر الحريري، وإذا كانت هناك أسباب سياسية ستظهر في الأيام المقبلة.

انتفاضة

هل تأتي هذه الإستقالة من ضمن إنتفاضة يجريها سعد الحريري داخل تياره وأين ستصل ارتداداتها؟ يجيب علوش أن سعد الحريري اختار اللحظة المناسبة أي بعد الانتخابات النيابية لأن أي تغيير جذري سيؤدي إلى انتفاضة في صفوف المحازبين وفي صفوف المؤيدين والخصوم، ولكن الأهم ان نقوم بالإجراءات التنظيمية المصرّح عنها في النظام الداخلي للمحاسبة ومتابعة الأمور وبالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة.

تراجع

ولدى سؤاله من المسؤول عن تراجع كتلة تيار المستقبل بعد الإنتخابات النيابية التي جرت أخيرًا؟ يجيب علوش التراجع يبقى منطقيًا، وهو يعود إلى إعادة تموضع لكثير من القوى السياسية، وانسحاب بعض القوى من التأييد العارم والتشرذم الحاصل، بالإضافة إلى الوضع الإقليمي وكذلك القانون الإنتخابي النسبي، وعمليًا، هناك أسباب عدة أدت إلى هذا التراجع، وبالنهاية يجب أن نتعامل على هذا الأساس.

أما هل يؤثر هذا التراجع في العدد على تسمية سعد الحريري رئيسًا للحكومة اللبنانية؟ يؤكد علوش أن هذا الأمر قد يعرّض سعد الحريري إلى المزيد من الضغوط، والمزيد من الأخذ والرد، ولكن المنطق يقول إن رئيس الحكومة المقبل سيكون سعد الحريري.

الغدر

هل تعتبر أن سعد الحريري غُدر من قبل الأقرباء في الانتخابات النيابية؟ يجيب علوش أن الكلام خارج عن السياق فقد يكون هناك تنافس وتناحر داخل التيار، لكن لا أحد غدر برئيس الحكومة سعد الحريري.

وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه سعد الحريري فعليًا لكي تعود شعبيته إلى ما كانت عليه سابقًا؟ يرى علوش أن نجاح سعد الحريري كرجل دولة لإنقاذ لبنان من الوضع المأزوم على مختلف المستويات ومن خلال تحييد لبنان يبقى أهم من أن يذهب إلى زيادة شعبيته التي ليس بالضرورة أن تؤدي الى زيادة عدد النواب في البرلمان اللبناني.

التحالفات

كيف ستكون تحالفات تيار المستقبل داخل البرلمان والحكومة في لبنان؟ يجيب علوش علينا أن ننتظر من سيؤيد وصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وكيف ستكون المطالب، لأنه قد يكون هناك فرقاء يتجهون نحو المعارضة وأيضًا هناك الخلاف السياسي الإقليمي المرتبط بقضية سوريا وإيران، ولا تزال الأمور غير واضحة حتى الساعة، ويبقى هناك حلفاء منطقيون وطبيعيون، وهناك أخصام منطقيون وما بين الإثنين علينا أن ننتظر التطورات.