فيما دخل قادة التحالفات الانتخابية في العراق باتصالات ومباحثات لتشكيل تحالفات ما بعد النتائج في محاولة من كل فريق لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستكلف بترشيح رئيس للحكومة الجديدة فقد أجرى العبادي ومسعود ونجيرفان بارزاني والحكيم اتصالات هاتفية بالصدر اليوم هنأوه فيها بفوزه في الانتخابات في خطوة تقارب قد تنجح بالتنسيق مع قوى أخرى لتشكيل تلك الكتلة الأكبر.

إيلاف: قال مكتب زعيم التيار الصدري رئيس تحالف "سائرون" الانتخابي مقتدى الصدر ان الزعيم الشيعي تلقي اتصالا هاتفيا من منافسه الانتخابي رئيس الوزراء حيدر العبادي زعيم ائتلاف النصر الذي حل ثالثا في الانتخابات، مهنئا اياه بفوز تحالف "سائرون" في المرتبة الاولى في الانتخابات.

واشار المكتب في بيان تابعته "إيلاف" إلى ان الصدر تلقى اتصالاً هاتفياً من العبادي مهنئاً إياه "بإجراء العملية الانتخابية بأجواء ديمقراطية آمنة وفوز تحالف "سائرون" الوطني، وحصوله على المرتبة الأولى ضمن القوائم الانتخابية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية لعام 2018".

واعتبر الصدر خلال الاتصال أن "هذا الفوز هو انجاز للشعب العراقي واستحقاقه الوطني أولًا وأخيرًا.. داعيًا الى "تحقيق تطلعات الشعب في العيش الحر الكريم الذي يصبو اليه".

كما تلقى الصدر اتصالاً هاتفياً من رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني قدما خلاله التهنئة بحصول تحالف "سائرون" الوطني على المركز الأول في الانتخابات البرلمانية، متمنين لسماحته الموفقية والسداد.

من جانبه عبّر الصدر عن تقديره على الاتصال وتقديم التهنئة بالفوز "سائلاً الله تعالى أن يعزز أخوّة الشعب العراقي وتوطيد أواصر المحبة بمختلف أعراقه وطوائفه وفئاته" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي. كما هاتف رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الصدر مهنئا بفوز تحالف "سائرون" بالمركز الاول في الانتخابات. 

من جانبه عبّر الصدر عن شكره الجزيل على التهنئة.. مشددا على ضرورة أن "يكون الجميع على قدر المسؤولية وأن يوفقوا لخدمة الوطن والشعب العراقي المظلوم الذي يستحق التضحية".

وحل تحالف "سائرون" الصدري المؤتلف مع الحزب الشيوعي وقوى مدنية اخرى اولًا في 6 محافظات من مجموع محافظات البلاد الثمانية عشر وهي: بغداد وذي قار والنجف والمثنى وميسان وواسط.. ثم جاء بعده تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بقيادة رئيس منظمة بدر هادي العامري، فيما حل تحالف النصر بزعامة العبادي ثالثا. 

تحالفات بين ايران والولايات المتحدة
من جهتهم بدأ قادة التحالفات الانتخابية الفائزة اتصالات استباقية لتشكيل تحالفات ما بعد نتائج الانتخابات للاتفاق على الكتلة البرلمانية الاكبر التي ستشكل الحكومة. 

من خلال ملامح النتائج الاولية للانتخابات فإنه يمكن ان تبرز كتلتان شيعيتان، تضم الاولى (وهي الأكبر) القوى الحليفة لايران وفي مقدمتها تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بقيادة هادي العامري وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي رجلي طهران في العراق ومعهما بعض الكتل الصغيرة الاخرى. 

اما الثانية القريبة من الولايات المتحدة وحلفائها والدول العربية فيمكن ان تضم تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر والنصر بزعامة العبادي، وقد تتحالف معهما بعض القوى السنية، مثل ائتلافي القرار والوطنية بزعامة نائبي رئيس الجمهورية اسامة النجيفي واياد علاوي مع احتمال انضمام القيادي الكردي برهم صالح رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة.

وعن موقف التيار الصدري من تكليف العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة فقد اشار صلاح العبيدي المتحدث باسم مقتدى الصدر الى ان التيار الداعم لتحالف سائرون الذي فاز باعلى الاصوات لا يصر على تسمية مرشح معين لرئاسة الوزراء ملوّحا بوجود شرط وحيد مقابل دعم ترشيح العبادي لرئاسة الحكومة المقبلة.

وقال العبيدي في تصريح متلفز "لا مشكلة امام ترشيح العبادي لرئاسة الحكومة المقبلة، فيما اذا قدم تعهدات وفق جداول محددة مقابل دعمه لولاية ثانية".. مبينا ان "سائرون يدعم مرشحاً غير حزبي لرئاسة الحكومة المقبلة، ويريد تسمية وزراء من التكنوقراط لا ينتمون إلى أحزاب ويقودون مواقعهم بعيداً عن ضغوط كتلهم".

اضاف انه "لا توجد قائمة كبرى تخوض غمار الامور وحدها لتشكيل الحكومة المقبلة".. منوها بان "القوائم التي لها منهجية في محاربة الفساد هي قوائم كبيرة وليست صغيرة". وقال ان "التصويت في الانتخابات العراقية لعام 2018 قد رفض الشخصيات السابقة وما اتت به الانتخابات السابقة".

اتجاهات الصدر لتشكيل الحكومة الجديدة
وفي وقت سابق اليوم كشف الصدر عن تصوراته لشكل الحكومة المقبلة قائلا في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" "إننا (سائرون) بـ(حكمة) و(وطنية) لتكون (إرادة) الشعب مطلبنا ونبني (جيلا جديدا) ولنشهد (تغييرا) نحو الاصلاح وليكون (القرار) عراقيا، فنرفع (بيارق) (النصر) ولتكون (بغداد) العاصمة وليكون (حراكنا) (الديمقراطي) نحو تأسيس حكومة أبوية من (كوادر) تكنوقراط لا تحزب فيها".

ويلمح الصدر في تغريدته هذه الى امكانية تحالفه لتشكيل الحكومة مع ائتلافات انتخابية اخرى، ومنها: الوطنية لنائب رئيس الجمهورية اياد علاوي والحكمة لرئيس تيار الحكمة رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم والقرار بزعامة نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي والنصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي اضافة الى حركة التغيير الكردية المعارضة والحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الى جانب حركة بيارق الخير لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي.

وقد لوحظ ان الصدر قد استثنى في تغريدته تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري ورئيس ائتلاف دولة القانون نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، وهما رجلا ايران في العراق، من امكانية مشاركته إياهما في الحكومة المقبلة، حيث كان تبادل معهما في وقت سابق تصريحات اكدت خلافات في نهجهم السياسي.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اكد امس استعداده الكامل للتعاون والعمل مع جميع الكتل الفائزة والمتصدرة منها على وجه الخصوص في العملية الانتخابية لبناء وتشكيل أقوى حكومة ممكنة للعراق خالية من الفساد والمحاصصة المقيتة وغير خاضعة الى أجندات أجنبية وتمنع عودة الارهاب وتبعد البلاد عن الانجرار للصراعات الجانبية داعيا الكتل السياسية إلى احترام نتائج الانتخابات.