فيما أكد زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات العراقية اليوم التوجه لحكومة تكنوقراط توفر رزقا للشعب، أشارت معلومات إلى وجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد حيث يجري اتصالات مع الأحزاب الشيعية الفائزة لتشكيل الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة وعزل الصدر عنها. 

إيلاف من لندن: كشف زعيم التيار الصدري رئيس تحالف "سائرون" الانتخابي الفائز في الانتخابات العامة الأخيرة مقتدى الصدر الأربعاء التوجه خلال الاتصالات التي يجريها مع الكتل السياسية الاخرى حول مرحلة مابعد الانتخابات إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تكون باباً لرزق الشعب ولا تكون منالاً لسرقة الأحزاب كما قال في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر". 

وأضاف قائلا "لن تكون هناك (خلطة عطار) مقبلون على تشكيل حكومة تكنقراط تكون باباً لرزق الشعب ولا تكون منالاً لسرقة الأحزاب". وأكد رفضه "الهيئات الاقتصادية" للأحزاب قائلا "كلا" لتلك الهيئات". 

يشار إلى أنّ كل واحدة من هذه الهيئات تمثل حزبًا سياسيًا مشاركًا في الحكومة وتنشط داخل الوزارات للحصول على عقود مشاريع وصفقات لاحزابها.

وقد حصد الصدر أصوات الناخبين في أغلب محافظات الوسط والجنوب وفاز تحالفه "سائرون" الذي ضم التيار الصدر والحزب الشيوعي وقوى مدنية اخرى اولا في العاصمة بغداد والنجف وميسان وذي قار وواسط والمثنى.

وقال الصدر في تغريدة سابقة الاثنين الماضي "إننا (سائرون) بـ(حكمة) و(وطنية) لتكون )إرادة) الشعب مطلبنا ونبني (جيلا جديدا) ولنشهد (تغييرا) نحو الاصلاح وليكون (القرار) عراقيا فنرفع (بيارق) (النصر) ولتكون (بغداد) العاصمة وليكون (حراكنا) (الديمقراطي) نحو تأسيس حكومة أبوية من (كوادر) تكنوقراط لا تحزب فيها".

 

المالكي مستضيفًا سليماني بمنزله في المنطقة الخضراء في وقت سابق

 

ويوضح الصدر في تغريدته هذه امكانية تحالفه لتشكيل الحكومة مع ائتلافات اتخابية اخرى ومنها : الوطنية لنائب رئيس الجمهورية اياد علاوي والحكمة لرئيس تيار الحكمة رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم والقرار بزعامة نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي والنصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي أضافة إلى حركة التغيير الكردية المعارضة والحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أضافة إلى حركة بيارق الخير لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي.

وقد لوحظ ان الصدر قد استثنى في تغريدته تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري ورئيس ائتلاف دولة القانون نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وهما رجلا إيران في العراق من امكانية مشاركته لهما في الحكومة المقبلة حيث كان تبادل معهما في وقت سابق تصريحات أكدت خلافات في نهجهم السياسي.

سليماني في بغداد لتشكيل الكتلة الأكبر وعزل الصدر

واليوم كشفت تقارير اميركية عن وجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في المنطقة الخضراء وسط بغداد حيث باشر اتصالات مع الاحزاب الشيعية الفائزة لتشكيل الكتلة الاكبر التي ستشكل الحكومة بدون الصدر الذي هتف انصاره ضد إيران الاحد الماضي لدى احتفالهم بالفوز في الانتخابات. 

وقالت قناة "الحرة" الاميركية أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني موجود في المنطقة الخضراء ببغداد حيث يجري حوارات مع رئيس دولة القانون نوري المالكي ورئيس ائتلاف الفتح هادي العامري رجلي طهران في العراق إضافة إلى قياديين في هيئة الحشد الشعبي لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب وعزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي في حال امتناع الأخير عن الالتحاق بالتحالف الذي تسعى إيران لتشكيله.

وأضافت أن قيادات من حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي ومقربة من العبادي شاركت في الاجتماعات. وينص الدستور العراقي على ان الكتلة الاكبر التي تتشكل داخل البرلمان من القوى الفائزة هي التي تقوم بترشيح الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة.

وكان انصار الصدر قد احتشدوا في ساحة التحرير وسط بغداد الاحد الماضي ابتهاجا بالفوز الذي حققته قائمة "سائرون" التابعة للتيار الصدري مرددين هتافات "إيران برا برا... بغداد حرة حرة".. و"باي باي نوري المالكي" رئيس تحالف دولة القانون الانتخابي غريم الصدر الذي فشل في تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت السبت الماضي.

وفي وقت سابق من مساء امس أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أنه يحترم نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في العراق على الرغم من فوز الزعيم الشيعي الشعبي مقتدى الصدر الذي قاتل القوات الأميركية خلال الحرب في العراق.

 وقال ماتيس "الشعب العراقي أجرى انتخابات، إنها عملية ديموقراطية في الوقت الذي شكّك فيه أشخاص كثيرون في أنّ العراق يُمكنه تولّي مسؤولية نفسه". وأضاف "سننتظر النتائج النهائية للانتخابات ونحن نحترم قرارات الشعب العراقي".

ومن جهتها أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت أنّ الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها "الاستمرار" في إقامة "علاقات جيدة" مع الحكومة العراقية المستقبلية.

وقالت "إننا نعرف جيدًا من هو مقتدى الصدر، نعرف ماضيه ومواقفه لكننا نثق بالحكومة العراقية". وكان الصدر قاتل القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003 وهو يدعو اليوم إلى مغادرتها بعد أن تحقّق الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي.