إيلاف من نيويورك: تكشفت تفاصيل الاجتماع الشهير الذي عُقد في برج ترمب بنيويورك صيف عام 2016 بين شخصيات روسية، وعدد من مسؤولي حملة دونالد ترمب الانتخابية.

يوم الجمعة الثالث من يونيو من العام 2016، بدأت حكاية الاجتماع الذي ضم نجل الرئيس الأميركي ترمب، دونالد جونيور، وصهره جاريد كوشنر، ومدير حملته الانتخابية بول مانافورت من جهة، والمحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا، ورينات اخمتشين، وايكي كافالادزه، واناتولي ساموشرونوف من جهة ثانية.

هل يعلم ترمب الاب؟

وساهمت الوثائق التي أصدرتها اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، في رسم صورة التحضيرات التي سبقت الاجتماع، وكيفية معرفة نجل ترمب بالمحامية الروسية، ولكن السؤال المطروح هل كان الرئيس ترمب يعلم بهذا الاجتماع، او هل اطلعه نجله دونالد جونيور على تفاصيله؟، خصوصا ان ما نُشر يظهر ان ترمب الابن اجرى اتصالات هاتفية بارقام محجوبة اثناء التحضير للاجتماع الشهير.

 هكذا بدأت الحكاية

الحكاية بدأت عند الساعة 10:36 صباح الثالث من حزيران عندما تلقى ترمب جونيور رسالة بريد الكتروني من روب غولدستون الصحافي البريطاني السابق ، اخبره فيها ان امين اغالاروف، المطرب الروسي الشهير، ونجل الثري آراس اغالاروف صديق ترمب الاب طلب منه التواصل معه بغية اعلامه بأن مسؤولا روسيا اخبر آراس بوجود وثائق تساهم في تجريم هيلاري كلينتون، منافسة ترمب في الانتخابات الرئاسية.

 التواصل بين ترمب جونيور واغالاروف

الروس وبحسب غولدستون اعربوا عن جهوزيتهم لتسليم حملة ترمب الوثائق التي تضر بسمعة هيلاري كلينتون. الخطوة الروسية قابلها ترمب جونيور بالترحاب، وفي السادس من حزيران سأله غولدستون عن الوقت المناسب للتواصل مع المغني الروسي امين اغالاروف للبحث في موضوع المعلومات التي تتناول كلينتون، فساله ترمب جونيور عما اذا كان بإمكانه الاتصال باغالاروف فورا، فرد عليه بالقول، ان الأخير سيتصل به بعد عشرين دقيقة وهذا ما حدث فعلا.

الانتظار والاحباط

وبعد تحديد موعد الاجتماع خرج المرشح الجمهوري يومها، دونالد ترمب ليعلم انه يعتزم القاء خطابا شاملا في الأيام القادمة سيتحدث خلاله عن جميع الأمور التي حدثت مع آل كلينتون. التقى ترمب جونيور، ومانافورت وكوشنر، بالزائرين الروس في التاسع من حزيران 2016، وفي الوقت الذي كان فيه الطرف الأول ينتظر المعلومات المهمة عن كلينتون، استرسلت المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا في الحديث عن العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا وضرورة رفعها، والتخلص من قانون ماغنيتسكي، دون التطرق الى الوثائق التي ستضر بالمرشحة الديمقراطية، شعر جاريد كوشنر بالإحباط وارسل رسالة نصية الى احد مساعديه طلب منه الاتصال به كي يعتذر عن اكمال الاجتماع، وانتهى الاجتماع بعدما طلب جونيور من الزائرين العودة (بعد فوز والده وليس ان فاز) للحديث عن العقوبات، ولم يبصر خطاب دونالد ترمب الموعود حول كلينتون النور بعد ذلك.

مساعدة ترمب على الخط ايضا

وتُظهر الوثائق أيضا ان عائلة آغالاروف كانت على تواصل دائم مع حملة ترمب خلال الانتخابات، فعشية فوزه بالانتخابات التمهيدية فيما يعرف بالثلاثاء الكبير، ارسل غولدستون وبالنيابة عن آراس رسالة الى ترمب جونيور، والمساعدة الخاصة للرئيس ترمب، رونا غراف (http://elaph.com/Web/News/2017/3/1140182.html)، ابدى خلالها دعم العائلة لمشوار المرشح الجمهوري.

الأمور ستخلط مجددًا

وبلا ادنى شك ستخلط هذه الوثائق الامور من جديد، خصوصا ان رسائل البريد الالكتروني الصادرة عن دونالد ترمب جونيور، وحضوره بالإضافة الى جاريد كوشنر وبول مانافورت الاجتماع، قد يوضع في خانة تواطؤ الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري مع الروس للحصول على معلومات تضر بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

كما ان المعلومات المنشورة حديثا تأتي في الوقت الذي صعد خلاله رودي جولياني، احد افراد الفريق القانوني للرئيس الأميركي، لهجته ضد المحقق الخاص روبرت مولر، مؤكدا جهوزية فريقه لمواجهة كل شي، وكاشفا ان فريق مولر اعترف بعدم قدرته على توجيه أي اتهام للرئيس ترمب، فهل يدفع نجل الأخير وصهر الثمن في نهاية المطاف؟